.

وهذا هو مقال الكاتب الهدلق الذي نشر اليوم في جريدة الجزيرة و هو رد منطقي لكل ما يحدث هذه الايام للهلال .



كل يوم كلمة
رئيس النصر يقدم شهادة براءة الهلال
عبد العزيز الهدلق


يحاول البعض عن سابق تعمد وإصرار ربط الأخطاء التحكيمية في المباريات بالهلال، ويستميت في هذا الجانب ويحاول تقديم الأدلة والبراهين لإثبات زعمه ووهمه. ولكن هذه المحاولات تبوء بالفشل دوماً لأن المباريات الأخرى التي لا يكون الهلال طرفاً فيها تحفل بأخطاء تحكيمية أشد وأمر من تلك التي تحدث في مباريات الهلال. ولكن الفارق أن المباريات التي يكون الهلال طرفاً فيها هي التي تأخذ مجالاً أكبر من التضخيم والتهويل الإعلامي، فيما أخطاء الحكام في المباريات التي لا يكون الهلال طرفاً فيها تمر مرور الكرام. بل إن هناك من بعض مسؤولي الأندية من يتقبل الأخطاء التحكيمية من الفرق الأخرى ولكنها عندما تقع أمام الهلال تأخذ منحى مختلف إلى درجة أن بعض مسؤولي الأندية (وهم معروفون) يختلقون ويتوهمون الأخطاء التحكيمية أثناء مباريات فرقهم أمام الهلال ثم يتحدثون عنها بعد المباريات كواقع وإن كانوا قد بدءوا في التخلي عن هذا الأسلوب بعد أن شعروا أنهم يضعون أنفسهم في مواقف محرجة ويعرضون أنفسهم للسخرية والتندر.
ورغم إيماني الكامل بأن أخطاء التحكيم واقع لا يمكن إنكاره في كرتنا السعودية إلا أنني مؤمن أكثر بأنه شامل لجميع الفرق والأندية ولا يفرق بين لون وآخر. والمتضرر منه اليوم كان مستفيداً منه بالأمس.
ولكن للأسف هناك من يريد أن يتعامى عن هذه الحقيقة ويريد أن يزيف الواقع ويوهم الآخرين ليس بأن الأخطاء مرتبطة بالهلال فقط، بل هو المستفيد الوحيد منها..!! يا إلهي إلى أي درجة من تزوير وتزييف الواقع وصلوا..!!؟ وإلى أي درجة من الكذب والتجني بلغوا..!!؟
وهناك من بعض مسؤولي الأندية ومن حملة أقلام (الزور والبهتان) من يصمت تماماً عن أخطاء الحكام التي تتعرض لها فرقهم ويتقبلون تلك الأخطاء بصدور رحبة و(يبلعونها) لكي لا تفسد مخططات إلصاق تهمة محاباة التحكيم للهلال التي يروجون لها.
انظروا لما حدث للاتحاد من ظلم تحكيمي أمام الشباب يوم أمس الأول وخرج على أثره خاسراً المباراة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.. ماذا حدث بعدها..؟ صمت رهيب..!! فلنتخيل فقط أن الهلال هو الطرف الثاني أمام الاتحاد وليس الشباب، فماذا يمكن أن يحدث..!؟ حتماً ستشتعل الفضائيات قبل أن تشتعل النيران في المدرجات. وستفقد بعض الرؤوس عقولها قبل أن تفقد الأشمغة عقلها.. وستخرج الجماهير حافية.. الأرجل والعقول..! بسبب تصرف أرعن من لاعب رفض استئناف اللعب أو دخول عضو شرف للميدان شاهراً عقاله أو بسبب تصريح أمين عام في المنصة أجج المشاعر وهيج النفوس.
وفي خضم كل هذه الأحداث والتداعيات كان لا بد للحقيقة أن تنجلي وعلى لسان سمو رئيس النصر الأمير فيصل بن عبد الرحمن (الرئيس الذهبي) عندما قدم شهادة براءة لنادي الهلال بقوله: إن مساعد الحكم (كابلي) الذي ألغى هدف طلال المشعل في مباراة الهلال والنصر سبق له أن ألغى هدفاً صحيحاً للنصر أمام الاتحاد العام الماضي..!! فمن منكم يتذكر ذلك الهدف الذي ألغاه كابلي للنصر أمام الاتحاد..!!؟ ومن منكم يتذكر ردود الفعل النصراوية على ذلك الهدف الملغى..!!؟ طبعاً لا أحد يتذكر لأن الإلغاء مر مرور الكرام. بل إن النصراويين لم يتحدثوا عنه إلا بعد عام..!! فلماذا أحدث النصراويون الفوضى والشغب أثناء مباراة فريقهم أمام الهلال على خطأ حدث لهم مثله تماماً أمام الاتحاد وتقبلوه بصدر رحب.؟ السبب واضح ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير أو بيان وهو الانتقائية في اختيار الأخطاء، والفرز بين الأخطاء التي يجب إثارتها والأخطاء التي يجب كتمانها بهدف تحريض وتأليب الرأي العام على فريق بعينه.
حتى الأهلي الذي بكى رئيسه على الأخطاء التي لحقت بفريقه من الحكم مسفر شريف وأشعل جمهوره النيران في المدرجات هل يمكن لمنصف أن يقول غير أن أخطاء الحكم كانت على الفريقين وبشكل متوازن من حيث الحجم والنوعية.؟ وهذا السؤال يعيدنا لمقدمة الموضوع وما ورد فيه بأن من تضرر من التحكيم اليوم قد استفاد منه بالأمس. ومن يتضرر في نفس المباراة ربما يستفيد في نفس المباراة.
فلنكن منصفين وموضوعيين في تحديد مشكلة التحكيم إن أردنا لها الحل. أما محاولة ركوب موجة المشكلة بهدف التأليب ضد فريق معين والتحريض عليه فلن يؤدي ذلك إلا لمزيد من الاحتقان واستمرار المشكلة التي أجزم أن هناك من يستفيد منها ولا يرغب في حلها أبداً لأنها تحقق له أهدافه بتشويه صورة الآخرين والتشكيك في منجزاتهم لعجزه التام عن الوصول لمستوياتهم وبلوغ أمجادهم.