أكتب هذا الموضوع والكل يعرف أنني "هلالي"..
هلالي.. لكن منذ ثلاثين عاماً لم أدخل ملعباً لكرة القدم أو أحضر اجتماعاً لمجلس إدارة أو أتحزب لميول رياضية معينة.. مع اعتزازي بهلاليتي حسب منظوري لها..

في السابق كمحرر رياضي لم تمنعني هلاليتي أن أتبنى مباراة خيرية لصالح لاعب في النجمة، أو أساند مهمة دعم مادية لنادي الشباب زمن شيخنا الفاضل عبدالحميد مشخص.. ولم يمنع ذلك الأستاذ عبدالعزيز العسكر المسؤول الأول بنادي أهلي الرياض في ذلك الوقت من دعوتي لأكثر من مرة في ناديه لمناقشة بعض المشاكل.. فما الذي يحدث الآن؟..

عندما تقرأ الصحافة الرياضية بصفة عامة هل تشعر بأنها تكتب للجميع، أم أنها مجموعة مشجعين من مدرجات متواضعة تسللت إلى الصحف فأوجدت في أعمدتها مدرجات اتحادية وأخرى هلالية وثالثة نصراوية ورابعة أهلاوية؟.. والهلال والاتحاد الأكثر استحواذاً على هذه المدرجات..

ما حدث في مباراة أمس الأول بين الهلال والنصر لا أعتبره أمراً فريداً.. فكم خسر الاتحاد بسبب التحكيم، وكم حدث ذلك بالنسبة للهلال، وكذلك النصر والشباب وجميع الأندية.. الحكام ليسوا معصومين عن الخطأ وأحياناً يكون رجل الخط هو سبب المشكلة.. لكن ما يعنيني في مباراة النصر والهلال ما خرجت به بعض الصحف من تجاهل للخلاف حول ما إذا كان الهدف النصراوي صحيحاً أم تسللاً؟.. وهذه الجريدة أي "الرياض" مرت في تعليقها الرئيسي على المباراة مرور الكرام على الهدف فلم تقل على الأقل إنه موضع تشكيك.. في حين خارج التعليق كان هناك رأي لحكمين يؤكدان صحته.. وسألت الأستاذ عبدالرحمن الموزان فأكد صحته، لكنه أضاف أن الأمر يعتمد على أين كان يقف رجل الخط..

لقد انقسمت الصحف اليومية صباح الاثنين تماماً مثل المدرجات.. كل مدرج يحمل شعاراً واحداً ورأياً واحداً ولغة تحريض واحدة.. تأتي إلى ممثلي القنوات الفضائية فهؤلاء ما إن أطلق الحكم صافرته حتى تنافسوا على استضافة أعضاء الشرف في الناديين لتوسيع دائرة الاحتقان عند الجمهور وفتح ملعب آخر تتدحرج فيه الكلمة كالكرة إلى مستويات حنق أو تشف غير مقبولة..

لماذا لم يستضف هؤلاء ومن الملعب من لهم خبرة في التحكيم بأخذ رأيهم حول صحة الهدف أو أنه تسلل؟.. من سيؤكد ومن سينفي كل منهما سيورد مبررات يجزم بوجاهتها.. وبالتالي سوف يخفف من حماس الجمهور واندفاعاته..

إن ما يحدث في الملاعب الرياضية وينعكس أيضاً على الصفحات الرياضية ليس إلا انحداراً بالقيمة الرياضية بصفة عامة.. وأجدني معذوراً بعد مباراة أمس الأول حين اتخذت إجراءات معينة حاولت بها تلافي ما حدث لئلا يتكرر مستقبلاً.. لأن "الرياض" جريدة الجميع..