ما إن خلا الجو في أفغانستان وغاب عنها مصلحوها حتى أطل المفسدون برؤوسهم وبدأوا ينفثوان سمومهم بين الشعب الأفغاني من أجل نشر الفحشاء والمنكر والرذيلة فبدأت تصريحاتهم تكشف عما تكنه صدورهم من إرادات الشرور والتخريب وتجاهر بذلك محاولة التقرب من أهل الغرب الذين ما جاءوا إلا لهذا الأمر فتنافس الذين يتبعون الشهوات في إرضائهم وتنفيذ مطالبهم بل وتقديم الاقتراحات الإفسادية التي تحتاج إلى دعمهم وتشجيعهم.
ففي قندهار المدينة التي تعرف بمحافظة أهلها وشدة غيرتهم واعتزازهم بدينهم ، قالت إحدى داعيات الإفساد والمعروفة بلقب "المعلمة" في لقاء لها مع إذاعة [البي بي سي] التي تبث برامجها بلغة البشتون قالت : إنها تطمئن الحكومة المحلية الانتقالية بأنها ستبذل ما في وسعها وخلال سنتين أو ثلاث سنين لتجعل من مدينة قندهار مدينة حضارية تتحرر فيها المرأة من حجابها ، وأضافت في لقائها أنها ستقوم بتوطيد العلاقة بين المرأة الأفغانية والرجل لتكسر حاجز الاحتشام الذي يكبلها وستجعل من ذلك مجرد شيء رمزي ، كما أنها ألقت كلمة شعبية في ملعب كابل قالت فيها : إنني ألقي هذه الكلمة في هذا المكان الذي كانت تقام فيه العقوبات البشعة التي رفضتها البشرية " وهي تقصد بذلك أحكام الشريعة الإسلامية التي كانت تقيمها حكومة طالبان"
وما كانت عجوز السوء لتطلق مثل هذه التصريحات متجرأة على أحكام الشريعة الإسلامية لولا ما تلاقيه من دعم وحماية وتشجيع من القوات الصليبية وحلفائها ، وما هذه الصورة إلا مثال لدولة التحضر والرقي والتقدم التي يسعى تحالف الشمال لإيصال أفغانستان إليها ، إلا أن الشعب الأفغاني وبحكم فطرته التي لم تلوث بهذه الأفكار المنحرفة لم يقف أمام طرح هذه الرذائل مكتوف الأيدي فلهذا قام بعض الغيورين بسكب حمض الكبريتيك المركز على وجه "المعلمة" تعبيراً منهم لرفضها ورفض أفكارها وهذا أقل ما يستحقه هؤلاء المفسدون الذين جلبوا لهذا الشعب كل هذه الانحرافات الفكرية والأخلاقية التي يراد بها مسخ الفضيلة والمحافظة والالتزام التي يتميز بها الأفغان عموماً فالجزاء من جنس العمل.
http://www.alemarh.com/new-war/mudresa.htm