كبد الحقيقة
(الغانم) ووفاء الهلاليين
خالد الدوس



مع كل مناسبة إنسانية تهم الشأن الرياضي بشكل عام والهلال على وجه الخصوص تتجلى البادرة النبيلة والمواقف الأصيلة التي دأب الهلاليون على تكريس نهجهم وتفعيل رسالة ناديهم وهم يضربون أروع الأمثلة في الوفاء والعرفان تجاه أبنائهم اللاعبين السابقين ممن تكالبت عليهم الظروف المادية والصحية والاجتماعية سواء كان لاعباً أو إدارياً أو من خدم الهلال في أي مجال.
فبالأمس تلقيت اتصالاً هاتفياً من نجم الهلال السابق الخلوق (عبد الله العمار) ناقلاً ل(الجزيرة) خبر تكفُّل إدارة الهلال برئاسة الأمير الإنسان (محمد بن فيصل) بسداد الديون المتراكمة على نجم الهلال الدولي الراحل (خالد الغانم) - رحمه الله - الذي وافته المنية قبل أيام قلائل إثر مرض لم يمهله طويلاً، وقبل ذلك تفاعل والده الأمير فيصل بن سعود عضو الشرف الهلالي الفعَّال مع ما نُشر في صحيفة (الجزيرة) حول الحالة الصحية الحرجة للنجم الراحل التي كانت تتطلَّب نقله لأحد المراكز المتقدمة والمتخصصة لزراعة الكلى، إلا أن القدر كان أسرع، حيث بادر سموه الكريم بالاتصال على إدارة النادي مبدياً رغبته في علاجه في أي مكان في صورة تنم على شهامته وأصالته وهو يضرب أروع الأمثلة في الوفاء والعرفان لمن خدم هذا الكيان ممن تكالبت عليهم الظروف بشتى ضروبها، فمثل تلك المواقف الإنسانية التي جُبل عليها الهلاليون منذ أن تأسس هذا الكيان على يد المؤسس الإنسان (عبد الرحمن بن سعيد) - أطال الله في عمره وكساه الله ثوب الصحة والعافية - تعكس مدى الوفاء والعرفان تجاه من خدم مسيرة هذا النادي، بل إنها رسالة سامية تكرس المفهوم الحقيقي للأندية بأنها رسالة إنسانية واجتماعية وثقافية إلى جانب الرياضية.
ومن هنا تتجلى الصورة الحقيقية في أن علاقة الهلاليين مع أبنائهم لا تقف عند ظروف معينة فابن الهلال يبقى ابناً داخل البيت الأزرق في كل الأحوال، وما يجسِّده الهلاليون نتمنى أن تسير عليه جميع الأندية وعلى نفس المنوال، لأن الأندية الرياضية ليست فقط رمي الكرة باليد أو ركلها بالقدم، إنما هي مدارس ودور اجتماعية وثقافية إلى جانب الرياضة وبالتالي ومن منطلق هذا المفهوم لا بد أن نجسد المعنى الحقيقي للرياضة وقبل ذلك تعاليم ديننا الإسلامي التي توصي بتضافر وتكاتف المسلم مع أخيه في كل الأحوال.