مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 22/03/2002, 05:08 PM
محب الزعيم محب الزعيم غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 18/08/2000
المكان: الرياض
مشاركات: 327
Unhappy رحيل في ربيع العمر

قصيدة رثاء في صاحب الفضيلة الأخ الكريم والفقيد الغالي الشيخ الدكتور
عمر بن محمد السبيل - رحمه الله -
وألهم زالديه واهله وذويه الصبر والسلوان .. انه سميع مجيب
د.ناصر الزهراني


نكأت جرح الأسى الفتاك يا عمر
والهم نيرانه في القلب تستعر
فقدانكم يا إمام البيت فاجعة
وغلغل الحزن في أرواحنا الخبر
يبكي مصلاك في البت الحرام على
ما فاته والصفا والحجر و الحجر
وخيم الحزن في أنحاء جامعة
بمثلكم يا ربيب العلم تفتخر
فضل وبذل ورفق كالشذا عبقاً
والعلم نهر زلال ما به كدر
وما رأيناك إلا كالضحى ألقا
كالشمس نورا كوجه البدر يزدهر
سمحا قريبا حبيبا هينا دمثا
موطئا هذبته الآي والسور
ألفاظه كعبير الزهر مفعمة
باللطف كالجدول الرقراق تنحدر
أنيسك الوحي والعلم الزلال به
تسلو وما طاش منك الفكر والفٍّكرُ
قلب إذا بات فالأنعام نغمته
والنور والطور والأحزاب والزمر
وتكتسي من افانين الرضى حُللاً
ويبعث الشوق صفوا وجهك النضر
في مشرق العمر والإقدام باسمة
أيامه والعطاء الجم ينتظر
أودى بك الموت فانهارت مشاعرنا
أسى فقد غاب من ليل المنى القمر
هذا هو الوالد المكلوم لاهبة
أحشاؤه باللظى والدمع ينهمر
يبيت يأبى عليه النوم مضجعه
كأنما غرست في جسمه الإبر
كم عاش يسكب فيك الطهر في دأب
ويبتني فيك آمالاً ويدخر
يرى بك المجد في أثواب عزته
من أجل عينك يحلو الهم والسهر
أيامه فيك آمال مغردة
وفي هزيع الليالي يعذب السمر
كنت الرفيق الذي يسلو برفقته
بر حنون خفيض الصوت مؤتمِر
حتى اذا ما استوى غرس الرضى وعلى
أغصانه طابت الأزهار والثمر
يجتثه الموت رغما عن أحبته
وهكذا تفجع الأيام والغير
ادهى مصاب على وجدان والده
والمرء بالخير والبأساء يُخبر
يارب افرغ عليه الصبر وابنِ له
قصراً من الحمد في الفردوس مَن صبروا
واربط على مهجة الام الرؤوم فما
اقسى زمانا عليها مابه "عُمَر"
هو الأبرُّ الذي في ظل رحمته
مامر في جوها غيمُ ولا قتر
وزوجه باتت الايام تسعدها
باللطف والعطف لا هم ولا ضجر
خل وفيّ حباها عطر مهجته
فهو الهوى والمنى والسمع والبصر
عَدَتْ بها حادثات الدهر فانتهبت
حليلها واستبد الهمُّ والكدرُ
يارب رحماك بالقلب الجريح
وبالروح التي لحنانٍ منك تفتقر
وآحرتا لصغارٍ غاب مؤنسهم
لهم تكاد قلوب الناس تنفطر
جاءته "نورة" لم يظفر برؤيتها
إذ كان في غرفة الإنعاش يحتضر
امنن عليهم الهي بالعزاء وكن
أنيسهم فبك المكسور ينجبر
آل السبيل والألفاظ واجمة
والشعر عن وصف ما في القلب يعتذر
في دوحة الصبر والإيمان تسلية
عن الرزايا وارباح ومتّجَرُ
هذا الحبيب الذي تبكون غيبته
يكاد يبكي عليه الزهر والشجر
أتيت اروي مواساتي بقافية
تكاد من حرقة الأحزان تنصهر
يا شيخنا أحسن الباري عزاءكم
وفي الرضى بقضاء الخالق الظفر
قد احتسبت إماما يافعا طربت
له جنان الرضى واشتاقت السرُرُ
أنت الذي بعبير العلم ترشدنا
كم كنت تُسدي لنا الذكرى فتدَّكرِ
صبرا على ما أمضّ الروح من كمدٍ
يا شيخنا فهو أمر الله والقدر
انت العليم بما لله من عدةٍ
للصابرين وما اهدى لنا الأثر
هذا مصاب لاهل الدين قاطبة
فان غيبة أرباب النهى خطر
مضى لجيرة اعلام جهابذة
في تربة "العدل " قد مضمتهم الحفر
هذي وفود الرضى جاءتك باكية
وهؤلاء ملايين الورى حضروا
بشائر بختام طيب حسن
وشاهد من شهود الفوز معتبر
لاتغبط اليوم انساناً بعيشته
فانما الغبطة المثلى لمن غبروا
عزاؤنا فيه ما أبقاه من عبق
لسيرة يتمنى مثلها البشر
حلًّ التواضع في أعماق مهجته
وفرّ منها الهوى والكِبرُ والبَطَرُ
ماذا تقول حروف الشعر عن علمٍ
اخلاقه كنسيم بثه السحر
عليه من ربه الرضوان مانعقدت
غمامه او همى في أرضنا المطر
وما ترنم بالقرآن قارئه
وما مشى في رحاب البيت معتمر
اضافة رد مع اقتباس