لم أكن يوما بارعا في الكلام و لم أدعي يوما أني كذلك و الدليل على ذلك أني و على الرغم من قدم تسجيلي في هذا المنتدى إلاّ إن عدد كتاباتي فيه قد لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، على الرغم من كثرة الأحداث الهلالية من انتصارات و انكسارات من فرح و حزن، حدث واحد أخرجني من صمتي و أجبرني على البوح بما يجول في خاطري.

لم أكن أتصور في يوم من الأيام سيأتي لاعب هلالي ليختار الانتقال من الهلال هذا واحد، اثنين أن ينتقل للإتحاد ثلاثة أن يكون نواف التمياط.

من بين كل اللاعبين نواف و من بين كل الأندية يختار الإتحاد، بكل التاريخ الذي بينهم بكل الضرب الذي تعرض له منهم و كل الآلام و الحسرات يختار الإتحاد.

كرهنا الإتحاد بسبب نواف و كرهنا محمد نور بسبب نواف فهل كنا أوفياء لركبة نواف أكثر من نواف نفسه؟ وهل كنا أوفياء لأربطة نواف و آلامه و غربته أكثر منه؟

بعد أن تابعنا تفاصيل إصابة نواف وبحثنا و قرأنا عن شيء جديد أسمه الرباط الصليبي و تابعنا تفاصيل تفاصيل علاجه و تأهيله و شفاء نواف و معاودة الإصابة له و انتظرنا اليوم الذي نرى نواف يدخل ليس المباريات الرسمية بل حتى دخوله التمارين أو حتى دورانه حول المضمار. أذكر أن إحدى الصحف نشرت بعد أول يوم من عودة التمياط بعد الإصابة مقابلة مع اثنين هلاليين أحدهما جاء من جيزان و الأخر قدم من حائل و كلاهما أجمعا أنه لم يحضرا للرياض إلاّ خصيصا لمشاهدة التمياط و الاطمئنان عليه، بعد كل هذا ينتقل و ليس لأي بل لفريق الإتحاد. كرهنا الإتحاد و كرة الإتحاد و ألوان الإتحاد و كل من له علاقة بالإتحاد و محمد نور و دميتري فقط بسببك يا نواف ليتك اخترت فريق آخر غير الإتحاد فلتذهب للسد القطري أو غيره فالأمر سيان و لا يهم إلا الإتحاد و لا توجه الطعنة الثالثة و القاضية لي و لشريحة هلالية هي في اعتقادي عظمى.

الطعنة الأولى هي عندما عدت من الإصابة و خرجت في مواجهة بتال القوس و نفيت أن يكون محمد نور السبب في إصابتك و كلنا نعلم أنك كنت تكذب.

الطعنة الثانية عندما مددت يدك لمصافحة نور في تمارين المنتخب و كأن شيئا لم يكن.

قد نجد لك العذر في المرتين السابقتين – على الرغم من أنه غير مقبول عذرك – و لكن الآن ما هو عذرك ؟ لا و ألف لا إن كان المال فليس مثلك من يفر رأسه المال و ينسيه آلامه و ماضيه ليس لشخص يحمل اسم مثل اسمك و عائلة مثل عائلتك و لا أعتقد أنك ستنسى وقفة الهلاليين معك ؟

نحن الذين فرحنا لأفراحك و حزنا لأحزانك و نحن الذين آمنا بعودة نواف لسابق عهده و مجده بعد شكك المشككون في عودتك وضحكوا علينا لمجرد أن قلنا: " عندما يعود نواف"، نحن الذين انتظرنا عودتك على أحر من الجمر و في كل يوم كئيب على الهلال كنت غائبا عنه كنا نقول غدا يرجع نواف و تستقيم الأمور غدا يعود نواف و يصبح لكل حادث حديث.

عندما انتهى عقدك قبل ثلاث سنوات قل من كان يرغب التعاقد مع لاعب مصاب ويدفع فيه ثلاثة ملايين؟ و الأدهى من ذلك أن الجميع كان يقول أنها إصابة مزمنة و لا عودة لنواف للملاعب. هل هذا هو رد الجميل في نظرك لأناس وقفوا في أزمتك؟

بعد هذا كله تفكر مجرد التفكير بالانتقال للإتحاد، و صدقني لو انتقلت للإتحاد فالشيء الوحيد الذي سيتغير علينا أننا لن نكره الإتحاد سيكون مثل الأهلي أو الوحدة أختر ما شئت و لماذا نكرهه؟ و سبب كراهيته انتفى الآن. إن كنت قد فهمت ما أعني.

في الأخير لم يعد ما لدي ما أقوله و الأمر باختيارك فالهلال لن يضيع بوصلة البطولات من بعدك و الإتحاد لن يكتسح كل شيء بوجودك و لكن أتمنى أن لا تكن مثل النيجيري كانو فبعد عالجه انتر ميلان من مرض قلبه هرب في اليوم التالي و كذلك رونالدو الذي على الأقل انتظر قطعين للأربطة الصليبية في كلا الركبتين قبل يقرر الهرب في الموسم التالي

و الصلاة والسلام على نبينا محمد و آله و صحابته أجمعين