مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 14/04/2006, 01:52 PM
نجمة الإبداع نجمة الإبداع غير متواجد حالياً
نجمة المجلس العام
وعضو سابق باللجنة الإعلامية
تاريخ التسجيل: 03/09/2001
المكان: على جناح الحب وبساط الأمل
مشاركات: 3,624
Thumbs up ][®]نواف المقاتل الذهبي .. يكافئ الهلال ويخرس الشامتين ^][®]





عبد العزيز العجلان - 16/03/1427هـ / جريدة الاقتصادية لهذا اليوم

الانضباطية والالتزام أعاداه من غياهب الإصابات بتوهج فريد







النجوم الكبار فقط هم من يعرف الطريقة المُثلى للعودة وكيفيتها والتوقيت المناسب لها مهما كانت الظروف, وهذا ما يميزهم عن غيرهم ومنحهم لقب "سوبر ستار".
نواف التمياط نجم المنتخب السعودي الكروي الأول وفريق الهلال، أحد اللاعبين القلائل على المستويات: المحلية والإقليمية والقارية الذين يحملون المواصفات التي تجعله من طينة الكبار والكبار جداً، فالفتى الذهبي من خلال مسيرته مع الأزرق والأخضر التي وإن كانت قصيرة بحكم الظروف التي مر بها التمياط إلا أنه يُعد واحداً من أفضل من وطئت قدماه الميادين الخضراء محلياً.

الحديث عن صانع الألعاب الماهر ذو شجون، فعلى الرغم من أنه للتو عائد للمشاركة مع الأزرق بعدما يربو على خمسة مواسم غاب خلالها بشكل متقطع، إلا أنه لا يزال الشغل الشاغل ليس لعشاق ومحبي الأزرق فحسب بل لوسائل الإعلام المحلية والإقليمية والقارية، لما يمثله الفتى الذهبي من ثقل كبير إذ تمكن من أن يجمع المجد من أطرافه في زمن قياسي ليصبح النجم الأول ليس في فريق الهلال فحسب, بل في المنتخب السعودي الأول، حيث حقق ابن التمياط خلال فترة وجيزة لم تتجاوز ثلاثة أعوام (1997 إلى 2000) ما عجز عن تحقيقه آخرون في عشرات المواسم، فيكفي أنه حقق مع "الزعيم" ما يزيد على عشر بطولات خلال الأعوام الثلاثة كانت له اليد الطولى في حصول الهلال عليها







التمياط على الرغم من أنه لعب لفريق يزخر بالنجوم وليس أي نجوم، يوسف الثنيان، سامي الجابر، فهد الغشيان، إلا أن ذلك لم يشكل عائقاً أمامه كما شكل للكثير من المواهب التي لم تستطع الصمود بجانب هؤلاء النجوم الذين لم يكن يرضى أنصار الأزرق بغيرهم مهما كلف الأمر، ما سبب عقبة أمام كل من انضم إلى الزعيم، ليس المحليين بل حتى الأجانب، فالمغربيان صلاح الدين بصير، وأحمد بهجا، والكويتي بشار عبد الله لم يستمروا على رغم نجوميتهم أمام الثنيان والجابر والبقية، إلا أن أفضل لاعب آسيوي وعربي في عام 2000 كسر هذه القاعدة وسحب البساط من تحت أقدام الجميع، ولم يكترث لما حصل لسابقيه، وسار بخطى ثابتة نحو النجومية وصارع وزاحم الفيلسوف والذئب على عرش المجد والنجومية وأخذ نصيبا بارزاً منهما إن لم يتفوق عليهما وحاز على نصيب الأسد من العشق في قلوب محبي الزعيم.
كان الوسط الرياضي أجمع يعلق آمالاً كبيرة على الفتى النحيل في قيادة الكرة السعودية، وفي أوج العطاءات المتميزة للمقاتل الأزرق وقع المحظور لتبدأ حكاية نواف التمياط مع لعنة الإصابة التي طاردته وأقعدته وأبعدته قسرياً عن الملاعب، إذ بدأت فصول القصة الأليمة في لقاء الهلال والاتحاد عام 2000 في الدور ربع النهائي لكأس ولي العهد وهو التاريخ الذي لا ينساه الرياضيون بعد أن اغتالت الإصابة فرحتهم بالنجم الذي سيطر على أحاسيسهم، كما أن المحترف الإنجليزي جيلسي لن يبرح مخيلة الجماهير ليس لنجوميته، ولكن لأنه السبب الأول في ما حصل للتمياط بعد أن تناوب مع محمد نور على ضربه قبل أن ينجحا في إيقاف خطورته في ذلك اللقاء، بل أبعداه نهائياً عن الملاعب لزمن ليس بالقصير، لتخسر الكرة السعودية أحد أفضل من وطئت أقدامهم الملاعب, لتصل القصة إلى أهم فصولها حينما كاد إخصائي العلاج الهولندي أستاين الذي عمل مع مواطنه آد دي موس قبل موسمين الذي أشرف فنياً على الأزرق أن ينهي التمياط بسبب سوء علاجه لولا لطف الله سبحانه وتعالى.

ألا إن الفتى الألماسي ظل صامداً ولم يسلم نفسه للإصابة، وتسلح بتوفيق من الله بالانضباط والطموح, فرغم معاودة الإصابة له لأكثر من مرة خلال السنوات الأربع الماضية، فما يلبث أن يعود ألا يبتعد عن الملاعب للإصابة ألا أن ذلك زاد من إصراره على العودة لمداعبة معشوقته من جديد بنفس الثوب الذي عهده عنه الجمهور الرياضي، حيث ضرب ابن حائل البار بعد رحلة علاجية طويلة تجاوزت العام ما بين أمريكا والسعودية، أروع أمثله الصبر والمواظبة ومثال رائع للفكر الاحترافي العالي الذي يتمتع به الخلوق نواف التمياط الذي يُعد مضرباً للمثل وقدوة حسنة للنشء.
نواف التمياط أحد اللاعبين القلائل الذين يحظون بإجماع الرياضيين حوله إذ إن الإشادة تأتي إلى التمياط من النصراويين والاتحاديين والأهلاويين قبل الهلاليين, كما أن الإشادة لم تقتصر على النطاق المحلي, بل إن الغالبية من الرياضيين على المستوى الإقليمي والقاري يرون فيه نجما استثنائياً يستحق الاحترام والتقدير, بل إن فتى الذهب كان محط أنظار الأندية العالمية ولكن الإصابة حالت دون ذلك لتحرم التمياط من تقديم موهبته للعالم.





وسط الانقطاع الطويل لأمهر من عرفتهم الملاعب السعودية في خط الوسط، بات الجمهور الهلالي والسعودي بين مصدق ومكذب بشأن عودته من جديد للملاعب إذ انقسموا حوله إلى فئات منهم من شكك في مقدرته على العودة لمستواه السابق وفئة ملت الانتظار وذلك بسبب الابتعاد الطويل عن الملاعب وفقدت الأمل بعد أن طال انتظارها، إلا أن المقربين من الفتى الذهبي الذين يعلمون حجم المجهود الذي يبذله نواف التمياط من أجل العودة كانوا على ثقة أنه عائد لا محالة وأنه سيسكت جميع من شكك فيه، ليثبت أن الذهب لا يصدأ وأن لمجد التمياط بقية لن تدفنه الإصابة فإصرار نواف وطموحه أكبر من أن يقف أمامه ويحجبه إصابة أو ما شابه مستشهدين بعدد من الأمثلة العالمية في مقدمتهم البرازيلي رونالدو الذي تعرض لإصابة مشابهه للتمياط إلا أنه عاد أفضل مما كان وحقق لقب هداف مونديال العالم الماضي 2002.
نهاية الموسم الماضي عاد التمياط بشكل تدريجي للمشاركة مع فريقه وكانت البداية طبيعية, ولكن الجمهور وخاصة عشاق التمياط نفد صبرهم بعد أن شاهدوا نجمهم المفضل يداعب المجنونة، حيث يريدون أن يعود بنفس المستوى رغم انقطاعه الطويل ولم يضعوا في الحسبان أنه يحتاج إلى الوقت ليعود نجماً كما عهدوه بعد الابتعاد الطويل بسبب الإصابة, ولكن العشاق أحياناً يضرون أكثر مما ينفعون فهم يعشقون بقلوبهم ولا يفكرون لذا اعتقدوا أن نواف انتهى وأن عودته إلى الهلال من باب المجاملة فقط لتاريخه ولم تكن الجماهير وحدها في شك من عودته, بل إن الكثير في الوسط الرياضي استبعدوا أن يعود الفتى الذهبي إلى مستواه السابق. نواف كعادته لم يرد على ما يدور من حوله وفضل الصمت والتزم السكوت وسار في الطريق الذي وضعه لنفسه ولم يأبه بما يدور حوله رغبة في تحقيق الهدف الأسمى الذي يسعى إليه.





هذا الموسم قدم صانع الألعاب الذهبي، نزرا من الماضي الجميل ليعود سريعاً للأخضر ويسحب النجومية والبساط من تحت أقدام أبناء صنعته كما كان في عام 2000، حيث ظهر ابن التمياط في لقاءات فريقه ومنتخب بلاده بمستوى مميز أعاده بشكل قوي للمستطيل الأخضر مقرون بالأهداف الخرافية المسجلة باسمه.
الخلوق نواف التمياط لم يرد على منتقديه، مفضلا أن يكون الملعب الفيصل بينهما إذ فوض قدميه لتردان على من شكك فيه لأن الفتى الذهبي ليس من اللاعبين الذين يتحدثون أكثر مما يفعلون فهو هادئ بشكل كبير ودائم ومتزن حيث إنه لا يفضل الاستعجال في اتخاذ قراراته, وهو أحد أهم أسباب الشعبية الجارفة التي يحظى بها عن جدارة واستحقاق.
العودة القوية والمفرحة للتمياط صاحبها ردة فعل غريبة من أنصار الأزرق الذين بدأو يتحدثون عن تجديد عقده مع الهلال الذي سينتهي خلال الأشهر القليلة المقبلة بشيء من الحدة لدرجة وصلت إلى مهاجمته والنيل منه بدون أسباب واضحة, منذ أكثر من ستة أشهر والجمهور الهلالي لا شغل له إلا مشاكسة نواف التمياط ومطالبته بالتجديد واتهامه بعدم الولاء مطالبين إياه بالتجديد دون مقابل لرد الجميل للهلاليين الذين عالجوه أبان إصابته, متناسين أن التمياط تعرض للإصابة وهو يدافع عن ألوان الأزرق, ورغم أن التمياط لم يتطرق إلى موضوع تجديد عقده لا من قريب ولا من بعيد، إلا أن بعض عشاق الزعيم بنى الموضوع على إشاعات لم يكن الهدف منها ألا تشتيت ذهن نواف بعد عودته القوية, ورغم ذلك كله كان الفتى الخلوق كعادته واثقاً لم تؤثر فيه بل كان رده قاسياً في الملعب على الجميع, فمن انتقده خارج الملعب وشكك فيه كان في مقدمة من ألهب كفيه بالتصفيق للفتى النحيل داخل المستطيل الأخضر.






نواف التمياط من النجوم النخبويين الذين لا يعتمدون على دعم ومساندة من أحد بل إن إمكانياته تجبر من حوله على الدفاع عنه والإشادة به, فوسط ما يلقاه التمياط من نقد حاد وصل في الكثير منه إلى حد الإساءة عقب عودته الأخيرة القوية هذا الموسم كان رده بنفس قوة عودته لمستواه إذ كان نهائي كأس ولي العهد الذي حققه الزعيم على الأهلي الأسبوع الماضي بهدف سينمائي للنجم المتجدد نواف التمياط رداً كافياً وشافياً، حيث إن المستوى الذي قدمه نجم الذهب لم يكن مستغرباً ولكنه كان قاسياً لطم به وأخرس منتقديه والذين حاولوا التقليل منه والتشكيك فيه.
عودة نواف أعادت المتعة للمجنونة فنواف وحده بجانب محمد الشلهوب من يذكرون الرياضيين بالماضي الجميل, فالفتى الذهبي مع عودته هذا الموسم حقق فريقه بطولتين أسهم فيهما مساهمة فاعلة الأولى: مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد الذي كسبه الهلال بهدفين نظيفين كان أحدهما من إمضاء التمياط، والثانية مسابقة كأس ولي العهد الذي كان خير شاهد على نجومية التمياط الذي استحق نجومية المباراة وحده توجه بالهدف الرائع الذي أضاف هذا اللقب الغالي للخزانة الزرقاء ليثبت أنه النجم الاستثنائي الذي يقترن اسمه بالذهب أينما حل وارتحل.





النقاد والخبراء يرون في عودة التمياط بهذا المستوى الرائع بشرى سارة للأخضر الذي يستعد لخوض غمار نهائيات مونديال العالم 2006 في ألمانيا وخير دعامة للمنتخب السعودي في البطولة المنتظرة التي تتطلب وجود جميع النجوم خاصة الكبار منهم أمثال التمياط الذي يُعد النجم الأبرز في صفوف منتخب بلاده بجانب الدعيع ونور والشلهوب, كما أن الرياضيين في المملكة يُعولون الكثير على الفتى الذهبي الذي يُنتظر أن يكون واحداً من أبرز اللاعبين المشاركين في مونديال ألمانيا.

عاد الرجل المقاتل على رغم وصوله إلى مشارف 30 ليقدم آخر فصول الإبداع والمتعة التمياطية التي غابت, فالكبار وحدهم هم من تكون عودتهم كما لم يغيبوا, فهل تكون نهاية الفتى الذهبي رائعة تمسح السنوات المؤلمة التي عاشها ابن التمياط أخيرا؟



اخر تعديل كان بواسطة » نجمة الإبداع في يوم » 14/04/2006 عند الساعة » 02:09 PM
اضافة رد مع اقتباس