مقال قرأته في الجزيره اعجبني في اسلوب طرحه ومضمونه ..


وجهة نظر
تعقيباً على الرشيد: (جوال الهلال بالإمكان أفضل مما كان)
حسن الأنصاري


اطلعتُ على مقال الأستاذ أحمد الرشيد المنشور في 29-12-1426ه، واستوقفني الجزء الثاني من المقال المعنون ب(جوال الهلال) الذي أشاد فيه الكاتب بهذه الخدمة وما تقدِّمه للنادي كمشروع استثماري يدعم النادي مادياً ويوثق صلة الجماهير بناديهم. وقد أصاب الأستاذ أحمد وأخطأ في نفس الوقت حين قال: (رغم تواضع نصيب النادي من ال12 ريالاً إلا أن هذه الخدمة قد تشكل مبلغاً محترماً لو ساهم كل مشجع بدعم ناديه بهذا المبلغ الزهيد). فمن الناحية الاقتصادية يجب أن تحقق هذه الخدمة أعلى دخل للنادي الأكثر جماهيرية وبطولات، ولا يفترض أن يكون المبلغ زهيداً، ولو طرحت هذه الخدمة في منافسة عامة وأعلن عنها في الصحف لتسابق كبار المستثمرين المتخصصين في مجال التقنية للفوز بها، فأرباحها مضمونة مع زعيم الكرة العربية والآسيوية، وقد تتنازل هذه الشركات عن نصيبها المادي مقابل الدعاية الكبيرة التي ستحصل عليها عند اقتران اسمها بالهلال في مشروع استثماري. أما أن يطلب الكاتب من الجماهير الاشتراك في الخدمة لدعم النادي فهذا ممكن لو كانت الخدمة لنادٍ آخر لا يتمتع بشعبية الهلال وجماهيره المنتشرة في أرجاء الوطن، وإذا كان ولا بد فالأولى أن يتبرع المشجع للنادي مباشرة بدل أن يتوزع تبرعه بين ثلاثة أطراف، هي النادي وشركة الاتصالات والشركة المستثمرة. فنادي الهلال بكيانه الكبير يعتبر فرصة ذهبية لكل مستثمر في مجالات كثيرة، وهو محط أنظار العديد من الشركات المحلية والعالمية. وعلى رجال الهلال مسؤولية التعامل مع هذه العروض الحالية والمستقبلية باحترافية عالية لضمان أفضل خدمة وتحقيق أعلى الأرباح المادية والمعنوية بما يتناسب مع مكانة الهلال وشهرته، فالجميع يعرف أن أكبر حضور جماهيري يكون لمباريات الهلال، وأعلى دخل إعلاني يحققه التلفزيون حين يكون الهلال طرفاً في المباراة، وأكثر فانلة تباع في الأسواق هي التي تحمل ألوان الزعيم. وهذه المسلمات هي محل عناية واهتمام المستثمرين، وفي حالة نجاح مسؤولي الاستثمار في نادي الهلال في دراسة هذه العروض وطرحها في منافسة عامة فإنها ستحقق أرباحاً كبيرة وستمثل نقلة نوعية في إيجاد مصادر دخل ثابتة للأندية، وسيكون الهلال كعادته نموذجاً مثالياً لباقي الأندية التي ستستفيد من التجربة الهلالية كل بحسب إمكانياته وجماهيريته واحترافيته في التعاملات المالية. فمع تقديري لكل الجهود الهلالية في مجال الاستثمار إلا أنه ما زال بالإمكان تحقيق أفضل مما كان؛ فالهلال مؤسسة حضارية تستحق الكثير والكثير.