مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 24/01/2006, 01:57 PM
عزيز عزيز غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 773
منقول (حل مشكلة الجمرات من منتدى الساحات)

هذا المقال وجدته في مندى الساحات العربية اعجبني، واحببت المشاركة به هنا
حلـولٌ لِيبراليـّة جديدة ..
تنهي مشكلة الهلاك عند الجمرات .
تعد قضية الجمرات ، وما يحدث خلالها من تدافع وهلاك ، من أعقد الهموم التي تقض مضاجع المشرفين على الحج في كل عام ، ومع ما بذل فيها من جهود ، وسخر من إمكانيات ، إلا أن جميع تلك الجهود تقف عاجزة عن وضع حل تام يقي المسلمين من مهالك التدافع والاختناق ، وحيث إننا في المجتمع السعودي ننعم بوجود فئة من طحاطحة الليبرالية ، قد وهبهم الله قدرة فائقة على حل المشكلات ، والتصدي للمعضلات ، وميزهم بأمورٍ لا يدركه أحد من بني آدم سواهم ، فإني ومن منطلق النصيحة والوطنية قلّبت أوراق القوم ، وبحثت في كنوزهم ؛ لعلي أجد الحلول الأكيدة ، والتوجيهات الرشيدة لحل ما تعقد من هذه المشكلة ، فقلبت أوراق القوم ، وفتشت في كنوزهم وعظيم معارفهم لعلي أجد الوسائل القاطعة للنزاع ، فاستفدت منها ما استخرجت به جملة من الاقتراحات والحلول التي ستجعل وضع الجمرات هماً منسيا ، فأسرعت في لـمّ شعثها ، وجمع شتاتها ، وأسرعت في تسجيلها فالأمر لا يحتمل التأجيل .
فإلى تلك الحلول :
أولاً: بث ثقافة التسامح والمحبة والتعايش مع الآخر الذي يسمونه ( الشيطان ) ، وتخفيف حالة الاحتقان التي سببها الخطاب الصحوي التعبوي المتشنج ، والذي يرمي هذا الآخر بكل نقيصة وعيب ، ويتعامل معه بصورة نمطية مغالية في الاحتداد والإقصاء ، ويسميه بـ ( الشيطان ) و ( إبليس ) وغيرها من الأوصاف الاقصائية غير المحايدة ، حتى لقد غدا في العقل الجمعي اللاوعي للمجتمع رمزاً لكل أوصاف السوء والشر ، فسبب هذا الاحتقان حالة من الكراهية الشديدة التي تجعل المسلم يهجم على الجمرات بكل قسوة وعنفوان مما يسبب تلك المأساة سنويا ، وحين نريد أن نتخلص من هذه الأزمة فلا بد لنا من علاج الأسباب التي أدت إليه ، وإلا فإننا سنجني ثمرة هذه التربية الأحادية المظلمة القائمة على الإقصاء والتطرف ، ولا بد من وقفة صارمة في التعامل مع هذا الأمر ، نهيئ المجتمع فيه لتقبل هذا الآخر ، ومد جسور العلاقة والمحبة معه ، ومحاربة كل سلوك ينم عن تطرف وغلو في التعامل معه، واستبدال ألفاظ الإقصاء المتداولة بألفاظ أكثر تسامحا كـ ( الآخر ) و ( طويل العمر ) و ( والد الجميع ) و نحو هذه المسميات المسالمة .
ثانياً : الوطن أولاً ، فمجتمعنا يعاني من مشكلات كثيرة ، ويعيش في أرجائه مزيجٌ متباينٌ من المذاهب والاتجاهات والأعراق المختلفة ، ولا بد من صهر جميع تلك الفروقات في بوتقة واحدة لمصلحة الوطن والمواطن ، وكل جهود الوطنية المبذولة سلفا تتبدّد مع مجيء موسم الحج ، حيث يسعى المتطرفون لاستغلال هذا الموسم في الترويج لفكرة الأممية ، ويجدون في موسم الحج أرضاً خصبة لتفريخ مثل هذه الأفكار ، والدولة حين تسمح بقدوم الحجاج من بقية البلاد الإسلامية فإنها تمارس من حيث لا تشعر وأداً للوطنية في مهدها ، ومساعدةً للمتطرفين في الوصول لمآربهم ، عدا ما فيه من التضحية بكل مقدرات البلد في سبيل أناس آخرين ، مع وجود الحاجة الماسة لتوظيف هذه الأموال في مشاريع تنموية وطنية ، فيرهق الوطن والمواطن في سبيل رؤية عنصرية قديمة .
ثالثاً : خلق أجواءٍ مناسبةٍ للحرية والتعددية الفكرية ، والذي سيقضى على هذه الظواهر بالكلية ، حيث إن الملاحظ أن شعيرة الحج تسير بطريقةٍ أُحاديّةٍ ضيقة ، محصورةٍ في رأي فقهي معين ، ضغط على الجميع بكل قوةٍ حتى ولد هذا الانفجار ، ولا يوجد فيه أي مجال لوجود رأي آخر ، يمارس المسلم فيه شعيرة الحج ويتعبد الله بكل حرية ، من غير وصاية رجال الدين المتشددين ، والذين يحددون للحج أيام الحج بالتفصيل ، فيومٌ في منى ، وآخرُ في عرفة ، وثالث في مزدلفة ، ويحددون أماكن الرمي ، والطواف ، وكل شي ، حتى قضى ذلك على الحرية الفكرية لكل شخص ، مما ولّد جموداً وتبلداً ، وقتلاً للإبداع ، أثمر هذه الظاهرة المستمرة ، ولو أننا أوسعنا أفقنا الفقهي قليلا ، وقرأنا الفقه بغير المنظار المحلي المعاصر ، لوجدنا أن بالإمكان أن يكون ثمة آراء فقهيةٍ أخرى توسع للناس أيام الحج بحيث تخرج عن الضيق الذي وُضعنا فيه من قبل المتطرفين ، إذ لا دليل من القرآن الكريم - وهو دستور المسلمين- ينص على كون الوقوف بعرفة يكون في اليوم التاسع ، ولا على وجوب الرمي ، فضلاً عن تحديد مكانه أو طريقة رميه ، وعدد الرميات ، بل نجد في القرآن قوله تعالى ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج ) فنص الآية القطعي على أن فترة الحج شاملة لأشهرٍ ، وليس في خمسة أيام محددة جنيناها من جراء تغييب العقل ، وتقديس كل ما في التراث من أقوال ولو كانت ضعيفة أو شاذة .
4- مراعاة سنن الحياة القائمة على التطور والتقدم ، ورمي كل متأخر عنها في أودية التخلف والظلام ، والاستفادة من هذه المعطيات في تطوير شعيرة الحج ، وعدم الاكتفاء بما ورثناه عن الآباء ، بفتح المجال لحرية البحث الذي يحرك جوانب الإبداع في نفوسنا ، بدلاً من استمرار الأمور على وتيرة واحدة لم تتغير منذ قرون .
لماذا نستمر على طريقة الرمي بالحجارة بطريقة همجية ورثناها عن العصر الحجري، والذي كان الناس فيه يتعاملون في حروبهم بالحجارة ، وقد تغير العصر ، وساد العالم روح العدل والأمان والسلام ، واتفقت الأمم على كراهية الدم والقتل ، وتحددت أساليب التعبير من الحجارة إلى اللغة الطيبة والصحافة والإعلام والانترنت ، فلماذا نضع أقفالاً على عقولنا ، ونجعل مفاتيحها بيد رجال الدين ، فنستمر على ما تركه الناس من قرون فنجعل القاصي والداني يتهكم بنا ، ويزدري فعالنا ، ويصفنا بالرجعية والجمود ، من غير أن نبحث في التراث الفقهي عن آراء فقهية متسامحة تجيز استبدال الحجارة بالورود والرياحين ، وغبرة الحجارة بأريج الأزهار ، وسبع حجرات بسبع قبلات ، وليس بالضرورة أن نأخذ بحرفية هذه الاقتراحات ، لكن لنفتح المجال أمام الإبداع والتجديد وتطويع التراث للأفكار التنويرية المتحضرة .
هذا غيضٌ من فيض ، ولا بد معها من إرادة جازمة قوية ، مؤمنة بالله ، مستمسكة بدينها ، لا ترضى أن تجعل بينها وبين ربها أحداً ، وهي رؤى اجتهادية تبغي الصلاح للوطن والمواطن ، من غير أن تخالف الشريعة ، ولا تعارض الإسلام ، بل أصحابها من أعظم الناس تمسكاً بالإسلام ، وهم يؤمنون بالله رباً ، وبالإسلام دينا ، يطرحون أفكارا تنويرية تغضب المتشددين ، وتلهب حماس العاطفيين ، وتخالف الرأي الفقهي السائد ، لكنها أبداً لا يمكن أن تخالف الإسلام ، وأصحابها أكثر تمسكا بالإسلام من منافقي رجال الدين المتشددين ، ورؤاهم قائمة على الغيرة على الإسلام ، وحمايته من تسلط الظلاميين .
أ.هـ
وانتهت المشكلة ، وتذكروا جيدا :
أنهم يخالفون السائد وليس الإسلام
المارق
21/12/1426هـ
اضافة رد مع اقتباس