مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #6  
قديم 03/12/2005, 06:57 PM
صدى الكلمات صدى الكلمات غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 04/11/2002
المكان: في كل حرف من صدى الكلمات
مشاركات: 415






 



نوبة الصرع Epilepsy





مرض الصرع من الأمراض التي حيرت الباحثين ،
لكن معرفتهم به تتطور باستمرار ، حيث ظهرت أدوية أكثر نجاعة
وتحسنت تقنيات الكشف عنه بكثير ، كما توصل الأطباء إلى
طرق جديدة في الجراحة ، وفتح باب الأمل في الأبحاث الخاصة
بعلاقة هذا المرض بالوراثة.




ومضات على مرض الصرع :

الصرع مشكل صحي عصبي يتجلى بواسطة النوبات والأزمات
الصرعية الناتجة عن تفريغ تلقائي للخلايا العصبية التي تكون
في حالة تهيج مفرطة يمكن تشبيهها بعاصفة كهربائية ،
وينتج عن هذه النوبة حركات وحالة خارجة عن إرادة المصاب.




و يمكن أن يستمر هذا المرض لشهور أو يبقى مدى الحياة مع انقطاع لمدة
عشرة سنين في المعدل ، و يشفى 50% من الأطفال المصابين
بهذا المرض عند بلوغهم مرحلة المراهقة ، بينما يضطر
الباقون لملازمة الأدوية التي غالبا ما تكون ناجعة
وتمكنهم من حياة عادية.



فهذا المرض لا ينقص من العمر ولا من الذكاء ولا يخرب الدماغ ،
خلافا لما يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا خصوصا عندما نلاحظ
حالة المريض أثناء النوبة ، مثلا عندما يسقط لا إراديا على رأسه
أو عندما يهتز اهتزازا . و ينتج مرض الصرع في 5 إلى 10 بالمائة
من الحالات نتيجة عوامل وراثية و في 40 بالمائة
من الحالات نتيجة خلل في الدماغ (تشوه أو رضح في الجمجمة أو ورم...) ،
و تنشط الأزمات الصرعية بمساعدة عوامل كالتعب وتناول الكحول ،
ويبقى مصدر هذا المرض غير معروف عند نصف الحالات المصابة.
إن الحالة التي يكون عليها مريض الصرع توجب عليه عدم القيام ببعض
المهام أو اتخاذ مهن معينة كسياقة الشاحنات أو سيارات
النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض
أو التكلف بآلات خطيرة ، و تبقى الصلاحية للطبيب المختص
و طبيب العمل لتحديد إمكانية قيام المريض بعمل ما.





أنواع الصرع وأعراضه:

هناك نوعان من هذا المرض: الصرع العام (30% من الحالات )
والصرع الجزئي ( 70% من الحالات ).
فالصرع الجزئي يتجلى في منطقة معينة من الدماغ ومن تم فإن الأعراض تتغير
حسب المنطقة المصابة وأحيانا يصعب معرفة أنها نوبة صرعية ، وتكون نوبات
الصرع الجزئي بسيطة أو معقدة حسب المصاب إذا ما حافظ على اتصاله بمحيطه أو لا .
ويمكن أحيانا أن تتحول إلى نوبة الصرع العامة حيث تبدأ العاصفة الكهربائية
في منطقة معينة من الدماغ لتنتشر بعد ذلك في باقي الدماغ ، وفيما يلي جرد
لبعض الأعراض حسب نوع الصرع :


** أعراض النوبة الجزئية البسيطة:

- يحافظ المصاب على اتصاله بالواقع

- يعاني من مشاكل متفرقة ( صعوبة في الكلام بطريقة سليمة ، تقلصات
و ارتعاشات الأعضاء ، تحرف صوتي وبصري...)

- مشاكل في الحواس ( شم وذوق مختلف...)

- مشاكل في المعدة

- إحساس بالغم والخوف

- مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق


** أعراض النوبة الجزئية المعقدة:

- فقدان ظرفي للاتصال مع الواقع

- آلية وتلقائية المصاب حيث يقوم مثلا بحركات بغير هدف
و يتمتم و يظهر حركات المضغ

- لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة

- مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق

** أعراض النوبة العامة:

- فقدان الوعي والسقوط

- تصلب عضلي عام

- تشنج واختلاج إيقاعي

- كثرة الإفرازات اللعابية

- غيبوبة واسترخاء عضلي وقد يحدث معه تبول أو خروج براز

- غالبا ما يكون هناك تقيئ

- ارتباك عند اليقظة

- لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة

- مدة النوبة 3 أو 4 دقائق لكن أحيانا يمكن انتظار 20 دقيقة قبل الرجوع إلى الحالة الأصلية



تطور الأبحاث العلمية في الكشف عن المرض وتتبعه:

يركز تشخيص الطبيب على وصف حالة المريض أثناء أزمة الصرع ،
أو على نتائج النشاط الكهربائي للدماغ.
ويقول البروفيسور ميشيل بولاك أخصائي الدماغ والأعصاب
ورئيس قسم بمستشفى باريس: ً يمكن التصوير بالرنين
المغناطيسي من فهم سبب المرض لأنه يكشف عن أجزاء الدماغ المصابة .
وإن أدوية الصرع لا تؤثر بنفس الطريقة ، فقد يجب تجريب
عدة أدوية قبل التوصل إلى الدواء المناسب ،
وأحيانا يجب على المريض تناول نوعين أو ثلاثة من الأدوية ،
في نفس الوقت .



وفي السنين الأخيرة ظهرت أدوية جديدة مكنت من تحسين حياة المرضى
ويمكن التوقف عن تناولها بعد بضع سنين ، لكن 30 في المائة من أمراض الصرع
لا زالت تقاوم هذه الأدوية ، و إذا كانت المنطقة المصابة في الدماغ سهلة المنال
فإنه يمكن إجراء تدخل جراحي ، خصوصا و أن التقدم في التصوير الطبي
مكن من تحديد البؤر المسؤولة عن هذا الداء. ففي السابق كانوا يصورون الدماغ
في لحظة معينة أما اليوم فإنه بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن
الخبراء من تصوير نشاط الدماغ أثناء حصول أزمات الصرع أو قبلها. و إذا لم تنفع
هذه الطريقة فإنه يمكن إدخال أقطاب كهربائية صغيرة جدا في المناطق العميقة
من الدماغ ، يوجهها الخبراء بواسطة آلة خاصة في اتجاه أماكن محددة مسبقا
حيث تبقى هناك بضعة أيام لتسجيل النوبات. فبفضل هذه التقنيات أصبحت العمليات
الجراحية أكثر دقة لأنها تمكن من تفادي المس بالمناطق الدماغية السليمة الخاصة
بالكلام والبصر و التذكر...


و يقوم الباحثون حاليا بدراسة جزيئات يمكنها أن تؤثر على الدماغ لمنع حصول
مرض الصرع عند الأشخاص المؤهلين بالإصابة بهذا المرض مثل أولئك الذين
لهم استعداد وراثي أو أصيبوا بأورام أو برضح في الجمجمة ، بحيث تتدخل
هذه الجزيئات لمقاومة توليد العمليات العصبية غير الطبيعية و الشحنات
الكهربائية التي تؤدي إلى حصول النوبات.









 







الإزاحة النفسية.. والتي تُعرَّف بإختصار
أنها سلوكٌ انعاكسي من الشخص المريض
( إثر تعرضه لموقف أو مشكلة ) يُقابل به الضحية ،
وهي عادةً تقع بين المعلم وتلميذه ،
وبين الموظف ومرؤسه ، وبين الزوج وزوجته ،
وبين أي شخصين تكون العلاقة بينهما
تستوجب ظروفها وقوع هذا المرض ..
وحتى يتضح هذا المفهوم لنتأمل معاً هذا المشاهد التالية ،
والتي توضح المرض وأسباب وقوعه وكيفية علاجه ..
في كثير من المواقف يصعب على النفس إخراج انفعالاتها على الأشخاص
أو الأشياء التي أثارتها
ويعود ذلك إلى أسباب متعددة منها:

- ضعف الجرأة لدى الشخص. -
كون الطرف المقابل ذا هيبة واحترام أو ذا سطوة وغلبة.
- عدم مناسبة الظروف الزمانية أو المكانية.
- كون المفاسد المترتبة على إبداء الانفعال أكثر من المصالح.
فتميل النفس إلى حبس انفعالاتها تلك أياً كانت (غضب، خوف، انتقام)
إلى أن تحين فرصة تنطلق فيها تلك الانفعالات المحبوسة لتخرج على
غير الجهة التي كان يفترض أن تخرج نحوها (تزيحها النفس على جهة
أخرى لا ذنب لها في ذلك أو أن ذنبها لا يدعو إلى ذلك الانفعال)،
فتخفف النفس بتلك الإزاحة من انزعاجها وتخرج ما تراكم في داخلها
من مشاعر وانفعالات لم تستطع كظمها وتناسيها لتحافظ على توازنها
وتتخلص من شعورها بالضعف والعجز.


أمثلة:

1- موظف يغضب من رئيسه لشدة قسوته وحدته ولا يستطيع مواجهته
فيكبت غضبه ويحجبه عن رئيسه ثم ما يلبث
أن يفرغ غضبه على أحد المراجعين أمامه فينفعل
عليه ويغضب منه دون سبب واضح أو لسبب تافه لا يدعو لذلك.

2- زوج يغضب من زملائه في العمل وينزعج من تصرفاتهم ولا يستطيع الذب
عن نفسه فيعود إلى البيت غضبان قلقاً متوتراً وما إن يدخل بيته ويختلف مع
زوجته على أمر يسير إلا ويبدأ يفرغ حمولة مشاعره على رأس زوجته.

3- زوجة تجد من زوجها شدة في التعامل وقسوة وغلظة وهي تخافه ولا تقدر
على مواجهته وكل مرة تختلف معه يغلبها ويؤذيها بقوله وفعله فتزيح
مشاعر السخط على رؤوس أولادها بالضرب والشتم دون أن يكون لهم
في ذلك ذنب يستحقون عليه تلك العقوبة.

4- طفل يغضبه أخوه الكبير ويأخذ لعبته وهو لا يستطيع الانتصار لنفسه فيزيح
غضبه على أثاث البيت يكسره ويخربه.. أو على أخيه الصغير.

5- طالب يعاقبه المعلم بسبب سوء خلقه فيذهب يصب سخطه على أثاث المدرسة
أو على دفاتره أو كتبه. المكثرون من الإزاحة هم في الغالب المتصفون
بضعف النضج الانفعالي (وهذا طبيعي لدى الأطفال) ونقص القدرة على الصراحة
والمواجهة والحزم وهم غير قادرين على كظم الغيظ تماماً والعفو عن الناس
ويريدون إثبات أنفسهم عند غيرهم لكن ليست لديهم الجرأة الكافية لذلك،
فيستعملون الإزاحة للتخفيف عن معاناتاهم الداخلية ولا يراعون وضع من يفرغون
عليه غضبهم وامتعاضهم.
قال تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} «الأنعام: 164»،
وقال تعالى في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا»، رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان
ظالماً فلينهه فإنه له نصر وإن كان مظلوماً فلينصره» رواه مسلم
.

فالإزاحة وإن كانت حيلة نفسية قد تمارسها النفس دون
شعور فإن الظلم الناتج عنها مضر لها ولغيرها ولذا لا ينبغي ترك الإزاحة تأخذ
مجراها على رؤوس المظلومين.
وإلى وقت قريب كان الثأر بالقتل بين بعض القبائل يزاح أحياناً على شخص
لا دخل له بالمشكلة ولكن تطاله يد الاعتداء لسهولة الوصول إليه والانتقام به.
وقريب من هذا ما يفعله أعداء المسلمين بالنساء والأطفال والشيوخ حينما
يصبّون عليهم جام غضبهم انتقاماً من غيرهم من الرجال.
وتكثر الإزاحة في النظام العسكري الحديث الذي لا يتيح للمرؤوس فرصة إبداء ما
عنده لمن هو فوقه ولو كان ظالماً له أو قاسياً عليه مما يجعل المرؤوس أحياناً
ينتقم من قهر النظام بإخراج ما في نفسه من غيظ، على الذين هم دونه في
السلك العسكري أو بعض المدنيين، وهكذا تتوالي الإزاحات من جيل إلى جيل
.



اضافة رد مع اقتباس