|
من أراد الفوز على الزعيم فعليه بالميدان
مقال : فروسية الزعيم وشريطية القنوات
علي الحجي
صدمت وأنا أشاهد مراسل إحدى القنوات ينضم للحملة المنظمة للإسائة للزعيم بسؤال علي الحبسي عن ما إذا كان لاعبي الهلال يتأثرون بمايشاع عن محاباة التحكيم لهم في وسائل التواصل الاجتماعي ، بتجاوز واضح لأدنى معايير الحياد والمهنية ، وتكريس ممجوج للغة وفكر المؤامرة الذي يحاول تكريسه الطابور الخامس عبر صنادق الفضائيات المستأجرة وصفحات الصحف المتلونة .
الهلال هذا الفريق العظيم اكتسب ثمان وخمسين بطولة من الميدان ، ليس منها بطولة وهمية أو بطولة بالترشيح ، لم يلعب يوماً كرة الطائرة في منطقة الجزاء ، ولم تحسب له يوماً ضربة جزاء والمنطقة خالية من اللاعبين ، لأنه يؤمن بأن لعبة كرة القدم لعبة فرسان داخل الميدان ، ولا يلجأ للعويل خارج الميدان إلا من أعيته فروسيته في مواجهة الفرسان .
الهلال تتناسب بطولاته طردياً مع تحقق معايير العدالة داخل الميدان التي تتطور يوماً بعد يوم ، فقد كان عدد بطولاته يزيد بتباطؤ عندما كان التحكيم يحاسب على النية ، ويلغي بالعجرا ضربات الجزاء ، ثم ازداد تسارعها بتواجد الحكم الأجنبي ، وازداد أكثر بتواجد الحكم الأجنبي في كل المباريات ، واكتسح الساحة بوجود تقنية ( VAR ) التي قللت نسبة الخطأ لأقل النسب ، ولولا نسبة الخطأ الطفيفة المتبقية التي حرمته من ضربة جزاء في نهاية مباراة الديربي لزاد الفارق النقطي مع منافسه لتسع نقاط .
الزعيم لم يمنع منافسيه يوماً من إحراز البطولات ، فقد حقق الدوري الفتح أحد فرق الوسط عندما كان الهلال في أسوأ حالاته ، وعاد النصر للدوري عندما كان رئيس الهلال الأسبق رئيساً للهيئة العامة للرياضة ، وعاد الأهلي للبطولات بعد غياب ثلاثين عاماً عندما كان يستحق ، لكنه يشعر بالوحشة في الفترة الأخيرة لرفقاء البطولات الحقيقين الشباب والإتحاد الذين قاسموه البطولات حقبة من الزمن .
الزعيم الذي هيأ كل متطلبات البطولات من إنشاء مدرسة الهلال ، إلى توفير بيئة جاذبة داخل الفريق ، إلى الإيفاء بمستحقات لاعبيه أولاً بأول ، إلى استقطاب أفضل المدربين واللاعبين المحليين والأجانب ، إلى تخطيطه للحصول على ملعبه الخاص الذي أصبح يتباكى عليه هذا العام من كانوا يتندرون به العام الماضي .
الهلال يجني ثمار الزعامة بالبناء التراكمي لرؤسائه ، فكل يعمل للكيان ، ويهيء أفضل الأجواء لمن يليه ليبني أكثر ويحصد أكثر وأكثر .
ختاماً : إذا أردت تحقيق البطولات فسر على نهج الزعيم فارساً لفارس داخل الميدان ، أو تنح جانباً لمسح السبورة .  | 