كووورة - ريان الجدعانى:
كان قرار الاتحاد الياباني، بإقالة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، من تدريب المنتخب الأول، صدمة لوسائل الإعلام والنقاد خارج قارة آسيا، بسبب التوقيت الحساس، الذي يسبق انطلاق منافسات مونديال روسيا، الصيف المقبل.
وقرر الاتحاد الياباني، تعيين رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد، أكيرا نيشينو، مدربا لمنتخب اليابان، بحكم قربه بالنهج التكتيكي للمنتخب.
القريب من واقع قارة آسيا لن يستغرب قرار إقالة البوسني خليلوزيتش، في هذا التوقيت للحساس، بعكس النقاد من خارج القارة، حيث تتميز قارة آسيا، تحديدًا المنتخبات، بحساسيتها في التعامل مع المدرب الأجنبي، بعكس القارات الأخرى، حيث لا تزال الكرة الآسيوية، تتعامل بصرامة مع المدرب الأجنبي لأسباب تاريخية وثقافية ونفسية.
ومن أجل فهم عقلية قارة آسيا مع المدربين الأجانب، يجب العودة إلى تصريح الرئيس الأسبق للاتحاد الياباني لكرة القدم، جونجي أوجورا، عندما كان اتحاده يبحث عن مدرب جديد، بعد ختام كأس العالم 2010.
وقال جونجي، وقتها "في مهمة البحث عن المدرب، نعتمد على هذه المعايير، يجب أن يتقبل النقاش مع الاتحاد في كل صغيرة وكبيرة، وأن يكون متعاون مع اللاعبين، وأن يكون لطيف مع الإعلاميين".
حالة خليلوزيتش مع منتخب اليابان، كشفت أهم النقاط التي يجب على المدرب الأجنبي أن ينتبه لها، عندما يتواجد في قارة آسيا، موقع يعدد تلك النقاط وهي كالتالي:
الخسارة المجانية
خسارة منتخب اليابان من السعودية، في 5 سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة جدة، في ختام تصفيات كأس العالم 2018، كانت نقطة تحول سلبية بين خليلوزيتش والاتحاد الياباني، حيث لم يتقبل الاتحاد، هذه الخسارة بغض النظر عن ضمان منتخبه، التأهل مبكراً للبطولة العالمية، قبل مواجهة الأخضر.
في تلك المباراة، اعتمد خليلوزديتش على بعض اللاعبين الاحتياطيين، بهدف إعادة مستواهم الفني، كلاعب الوسط كيسوكي هوندا، والمهاجم شينجي أوكازاكي، لتنتقد وسائل الإعلام اليابانية، هذه الخطوة، والتي كانت أشبه بخسارة مجانية، حيث لا يزال الاتحاد الياباني يرفض فكرة تهميش أي مباريات للمنتخب، تحت حجة "تحصيل حاصل".
الإعلام الرياضي
بعد الخسارة من السعودية، تغير تعامل وسائل الإعلام اليابانية، مع المدرب وحيد خليلوزيتش، حيث انتقدت صحيفة "سبونيتشي آنيكس"، اعتماد المدرب على نهج تكتيكي واحد، وهو الهجوم من الشق الأيسر فقط، وغياب التنويع الهجومي.
وتزايدت الانتقادات في أواخر العام الماضي، الذي شهد فشل منتخب اليابان، في الفوز بلقب كأس شرق آسيا، قبل خوض وديتي مالي وأوكرانيا، في شهر مارس/آذار الماضي.
غضب اللاعبين
كان مؤتمر أبريل/نيسان 2015، بداية توتر العلاقة بين خليلوزيتش ولاعبي اليابان، لأنه شهد قيام المدرب بعرض بيانات لارتفاع نسبة الدهون عند لاعبي المنتخب.
ولا يمكن تحديد مراحل تراكمات غضب لاعبي اليابان من أسلوب خليلوزيتش الخشن، إلا أن تغريدة لاعب فريق جلطة سراي التركي، يوتو ناجاتومو، عبر حسابه في تويتر، بعد خبر إقالة المدرب، تكشف حقيقة الوضع، حيث قال "أشكر وحيد على تأهل منتخبنا إلى كأس العالم، ولكن واجهنا ظروف عصيبة بسبب تردي نتائج المباريات".
غياب النقاش
بحسب وسائل الإعلام اليابانية، لم يعد المدرب خليلوزيتش، يتقبل النقاش مع اللجنة الفنية بالاتحاد الياباني لكرة القدم، برئاسة نيشينو، بعد وديتي مالي وأوكرانيا، وهذا الأمر يعتبر خط أحمر، لا يتقبله الاتحاد الياباني ولا الاتحادات الآسيوية.
عقدة الأجنبي
المتابع من خارج قارة آسيا، يعتقد أن الكرة اليابانية متأقلمة مع المدرب الأجنبي، ولكن العكس صحيح، حيث لا تزال اليابان تفتخر بنجاح مدربها الوطني، تاكيشي أوكادا، الذي قاد منتخبه إلى كأس العالم 1998، قبل أن ينجح في توصيل منتخبه إلى دور الـ 16 في مونديال 2010.
