بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد



توافقاً مع شعار إمارة منطقة مكة المكرمة (كيف نكون قدوة) أدلي بدلوي في هذا النهر العذب و المعين الذي لا ينضب فأقول أن المثال المعنون هو من يحتذي الناس به

لا أن ينتظر بعد وفاته؛ ممن حوله أن يرسموا صورة تمثالية غير حقيقية وهو أبخص وأبصر بنفسه وتقصيرهـ ولو ألقى معاذيرهـ

المثال الذي يحتذى به هو القدوة في سلوكياته وأفعاله اليومية ونمط حياته وتعامله مع أهل بيته وصبرهـ على أذى الناس

فالصبر على الآخرين يكون بمخالطتهم والتواضع لهم وأمرهم بالمعروف و إنكار منكرهم و عدم التقوقع خشية الفتنة

فهذا مدخل للشيطان ـ والعياذ بالله منه ـ يحبط الإنسان عن فعل الخير للغير ويثبطه عن تحقيق طموحاته وأحلامه

فالأصل في الإنسان التعايش مع البشر والبشاشة في وجوههم وهي صفة تعطي حسنات مجانية قصر فيها كثير من الخلق

فما الذي يستفيدهـ المتقوقع في صومعته أو الطالب المثابر بالعزلة حين يحقق طموحات خاصة لا تنفع الناس لا في حياته ولا بعد مماته

لأنهم أصلاً لا يعرفونه ولم يشاهدوهـ ولم يشاركهم أفراحهم ولم يواسيهم في أتراحهم بل استمر يركض وراء طموحات شخصية وهمية ليس لها أهمية






روى الإمام أحمد في مسندهـ حديثاُ قال فيه :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ (أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ)



أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ــ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 4 / 6 / 1438هـ