الجزء الخامس
بالطبع سوف اتكلم في هذا الجزء عن بعض من صفاته وفصاحته وبعض الكلمات التي قيلت فيه
فهو كان قصير القامة ضعيف البنية جهور الصوت وكنت سابقا ذكرت انه يمتلك شجاعة قلب وفصاحة لسان وقوة بصيرة وثقافة غزيرة وذاكرة عجيبة
فقدرته على الحفظ والفهم كبيرة جدا حتى جعلته شخص يتفوق على زملاءه سواء في فهم استخدام السلاح أو فهم لوائح النظام فهو بفهمة العميق للوائح أصبح الضباط يحسبون له ألف حساب نعم هو وصل إلى رتبة رقيب فقط ولكن كان يجابه الرتب العالية بلا خوف ولا تردد وكان يستخدم ذكاءه وبلاغة لسانه وكل ذلك كان يسخره ليس من أجله بل من أجل الدفاع عن الجنود والأفراد الذين كانوا تحت امرته فهو يعلم علم اليقين أن هذا الجندي في ساحة المعركة هو أغلى من اخوك لأن حياتهما ستكون في المحك والخطر معا ضد عدو مشترك فليس منطق أن تقاتل مع شخص يحمل لك الضغينة فهو يلتمس العذر لأفراده دون إخلال في العمل وكان لا يتساهل ابدا في من يهمل عمله وخاصة أن إهماله سيكون خطر على حياة بقية أفراده وخاصة في مواقع الجبهات
من خلال تعاملي معه وجدت انه يمتلك ثقافة عالية في معرفة الأماكن التي ذهب إليها ويعرف ثقافات كثيرة في عادات القبائل ولهجاتها
واضف انه كان يقرأ فأصبح يملك ثقافة إسلامية كبيرة
أما عشقه مع البارود وصوت الرصاص لم ينتهي بعد تقاعده من العسكرية فبقي يقتني السلاح بأنواعه ويستمتع بسماع أصوات الرصاص في السماء وايضا عشقه الكبير لتعليم الشباب استخدام السلاح وإصابة الهدف بدقة ظل وفي مع السلاح حتى أنهكه المرض والكبر فأصبح مسن لا يستطيع فعل ما كان يفعله بالماضي
حتى أن شخص ممن عرفوه بلغه أن محمد محسن أصبح طريح الفراش فقال متعجبا حتى ابو قرينه(وهذا لقب كان يطلق عليه بالماضي متضمنا انه وصل قمة الشجاعة) يمرض ثم قال كلمته هذا الرجل حمل أحمال لا تصبر عليها ليس الجمال بل الجبال
وبالطبع ما دعاني أن أكتب هذا الموضوع اننا الآن في الحد الجنوبي وبالذات في ظهران الجنوب المدينة التي ولد فيها ويعيش فيها الآن تتعرض أحيانا لمقذوفات من الجماعات الحوثية الإرهابية ومليشيات المخلوع صالح
بالطبع لما بدأ المناوشات على الحدود بكى بكاء مرير فالبطل الشرس محمد محسن الصعيب الوادعي بكى لسبب واحد فقط انه لا يستطيع على وضعه الصحي أن يكون ممن يذود عن حدود وطنه كان يشعر بالعار انه اصبح عاجز عن حمل السلاح وردع الحوثي واعاونه
ولكن الحقيقة أنه قام بواجبه كما يجب واليوم لدينا أبطال كثر على طول الحدود الجنوبي من جازان إلى ظهران إلى نجران فهم يسطرون بطولات قد لا تصل إلينا ولا نعرفها ولكن الله يعرفها ويعلمها فنسأل الله أن يدخلهم جنات الفردوس
في الختام بطل قصتي محمد محسن الصعيب الوادعي لا يعلم إطلاقا اني كتبت قصته واجزم انه لا يريد بتاتا أن تروى قصته ولكن فعلت ذلك من أجل تصل لأكثر الناس فبعد أن يعرفوا قصته لا أريدهم أن يقولوا انه يستحق المكافأة فهو عاش طول حياته لا يبتغي بعمله هذا سوى وجه الله فهو كان من ضمن الجنود الذين سهروا وعانوا وتعبوا وتحدوا المخاطر من أجل أن يعيش المواطن بعد فضل الله وتوفيقه بأمان فكل ما كنت أريد الوصول له هو أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وان تدعو له بالمغفرة والرحمة والعافية وأن يدخله الله الجنة مع عباده الصالحين وان يرحم ويقبل جميع شهداء جيشنا منذ بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة حتى يومنا هذا وان يجعل النصر حليفنا ضد أعداء الإسلام والمسلمين |