بدأ التدخل الأمريكي في الشؤون العربية بعد العدوان الثلاثي لبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني على مصر عام 1956م حيث رفضت أمريكا هذا العدوان وحاولت ايقافه
ومع الصمود الأسطوري للمصريين وتهديد الاتحاد السوفيتي بالتدخل استجابت الدول المعتدية للطلب الأمريكي وانسحبت من الأراضي المصرية
بعد هذه الحادثة اتضح للعرب مدى اضمحلال النفوذ البريطاني والفرنسي الذي هيمن على المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م وظهور النفوذ الأمريكي والسوفيتي بدلاً عنهما
حينها عرض الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت دوايت ايزنهاور في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي عام 1957م عدة نقاط عرفت باسم: مبدأ ايزنهاور
وينص المبدأ في فقرته الأولى على تدخل القوات الأمريكية في المنطقة العربية لحماية أي دولة تتعرض للتهديد الشيوعي
وقد أصبح هذا المبدأ سياسةً أمريكيةً رسمية منذ ذلك الوقت حتى الآن
وكان أول تطبيق لهذا المبدأ هو تدخل القوات الأمريكية لصالح الرئيس اللبناني كميل شمعون عام 1958م الذي واجه انتفاضة شعبية عارمة تطالب برحيله عن السلطة ومع هذا فشلت أمريكا في انقاذه وتنحى عن السلطة لينتخب بدلاً منه الرئيس فؤاد شهاب
هذا وتدخلت أمريكا في محاولات انقلابية عديدة في الوطن العربي منها ما نجح ومنها ما فشل
وأيضاً تدخلت في افشال محاولات انقلابية عديدة حصلت في الوطن العربي
هذا وقد تولدت قناعة لدى الحكام العرب بأنهم اذا خرجوا عن طاعة أمريكا فانها ستطيح بهم عن كراسي الحكم التي تشبثوا بها لعقود طويلة من الزمن وضحوا بالغالي والنفيس من أجل البقاء فيها
أما ما يخص تساؤلاتك يا أخ طارق فان من يرددها ليست أمريكا بل هم عملاؤها العرب من أجل تبرير خيانتهم لأمتهم العربية وانصياعهم في خدمة المشروع الأمريكي
هذا وليعلم الجميع بأن التدخل الأمريكي أو الغربي في الكويت عام 1991م أو في احتلال العراق عام 2003م أو في العدوان الآثم على ليبيا عام 2011م أو أي تدخل مستقبلي في سوريا لن يكون في صالح سكان هذه الدول بل سيكون حتماً من أجل المصلحة الأمريكية والغربية عموماً
وفي الختام تحياتي للجميع وتقبلوا مروري وتحية خاصة لمشرفنا العزيز أبو عبد الرحمن وشكراً. |