مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #3  
قديم 03/11/2012, 01:18 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
حياك الله يا احمد

أحسنت وابدعت يا صديقي في هذا الموضوع المميز جدا والذي تمكنت فيه من البحث عن اجابات لأسئلتك من خلال البحث التاريخي

لدي بعض الملاحظات :

1 - لمن يريد الاستزادة فيجب ان نلفت النظر بين شخصيتين مسيحيتين في حقبتين مختلفتين وحمل كلاهما ذات الاسم ( مارتن لوثر ) .. واحدهما ( الماني ) ويعد احد رواد الثورة الاصلاحية في اوروبا ضد الكنيسة والذي تطرق اليه اخونا احمد في موضوعه اعلاه .. والاخر مصلح امريكي ( أسمر ) ظهر في حقبة الستينات متزامنا اذا لم تخني الذاكرة مع ( مالك أكس " مالكوم أكس " ) المصلح الامريكي المسلم .

2 - لا ندري حقيقة اذا ما كان الانجيل قد حوى حقيقة احكام تشريعية من عدمه وبالتالي يقترح تجنب الخوض في هذا الجانب .. ولكن ما يعرف حقيقة ان رجال الدين المسيحيين وقفوا موقف الداعم والمساند لكل مظاهر الظلم والعدوان والتصدي للعلم والمعرفة بأحكام قاسية جدا تتجه جميعها نحو ( قتل ) كل مخالف او صاحب وجهة نظر !

3 - يجب ان نتفهم ان بعض رموز الفكر العلماني تحديدا ( دعاة فصل الدين عن الدولة ) من المسلمين يرون ان هنالك تشابه تاريخي بين ما يقوم علماء المسلمين في العصر الحديث وبين ما مارسه علماء الدين المسيحي في وقت سابق .. لذلك كان تبنيهم لفكرة الفصل تجنبا ان يمنح بعض العلماء المسلمين لأنفسهم قداسة الرأي في مواجهة اي رأي مخالف لقناعاتهم الشخصية .

وفي هذا يجب ان نلفت النظر الى جانبين :

الأول : احترام من عرف عنهم العلم من علماء المسلمين لا يتعارض مع مناقشتهم او مخالفتهم في بعض افكارهم او ارائهم او فتواهم ولكن بطريقة لا تقلل من قدر هؤلاء العلماء او تحقيرهم او تسفيههم كما يمارس ذلك البعض بحجج غير لائقة .. فذلك ليس من اخلاق المسلمين .

الثاني : علماء المسيحية كانت لديهم سلطة منحوها لأنفسهم وباركها لهم ملوك اوروبا مقابل المصالح المشتركة التي جمعت بين السلطتين السياسية والدينية مكنتهم من تحريف الانجيل بما يتوافق مع قناعات اولئك العلماء المسيحيين .. ولنا ان نتخيل ان احدهم كان يكره ( السود ) فاضاف في احد ( اناجيلهم ) عبارة ان السود نجس من روح الشيطان ويجب استعبادهم او قتلهم ! .. واصبح تشريع لكثير من الحركات المسيحية المتطرفة ومنها منظمة ( كوكولاس كولان ) الامريكية الشهيرة .. ولكن هذا الامر بحفظ من الله ليس متوفر في القران الكريم لذلك وكما الوصف القراني لا تجد فيه اختلاف ولا تجد فيه نشاز .. وهذا نعمة عظيمة من الله .. وبالتالي لا يستطيع عالم مسلم ان يوظف النص القراني او يعدل عليه وفق هواه او وجهة نظره .

وبالتالي ان محاولة بعض العلمانيين من المسلمين في محاولة التشبيه بين الاسلام والمسيحية هو ظلم فادح وقصور في الرؤية والاطلاح على حقيقة القيم الاسلامية التي نعتنقها .. واذا ما وجد بعض المسلمين ممن يرتدون شعار الاسلام بمواقف او اراء نشاز فالمسلمين انفسهم قادرين للرد عليهم والتمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ وفق نصوص القران الكريم والسنة النبوية .


من جانب آخر .. وفق تساؤل اخينا الحبيب : فيصل الحربي

إقتباس
لب الموضوع في عصر المسلمين السابق هل الدولة كانت مدنية او دينية

من اطلاع متواضع واهتمام في هذا الجانب تولد لدي قناعة شخصية انه لم تكن هنالك تسمية للتميز بين شكل الدولة هل هي مدنية او دينية او خلافه .. بقدر ما كان هنالك رجال دولة مسلمين حريصون على اتباع روح الاسلام

على سبيل المثال .. الاسلام تحدث في نصوص قرانية واحاديث شريفة عن العدل .. ولكن هل وضح لنا القران او السنة .. ما شكل النظام المؤسساتي التي يمكن ان نطبق من خلاله العدل ؟!

الاسلام يمنحك قيم مطلقة كالعدالة والمساواة والبحث العلمي واحترام الانسان .. ويترك مساحة لأتباعه من المسلمين في تطبيق هذه القيم بما يتوافق مع عصرهم ومكانهم وأمتهم

في حوادث تاريخية اسلامية عديدة كان بيت مال المسلمين يدفع لليهود والنصارى من الفقراء والمعوزين ممن يقيمون في الدولة المسلمة والمجتمع المسلم ! .. لا يحضرني وجود نص قراني او في السنة يطلب من المسلمين القيام بذلك .. ولكن الاسلام يتحدث عن ( العدل ) ويتحدث عن ( الرحمة ) ويتحدث عن ( الأحسان ) ويتحدث عن احترام ( الانسان ) كونه من روح الله .. لذلك كان موقف المسلمون في ذلك العصر حيال غير المسلمين من المستأمنين لقناعتهم انهم بفعلهم ذلك يطبقون روح الاسلام وقيمه الربانية

لذلك اعتقد ان الاسلام يستند في المقام الاول على امتثال اتباعه له من حاكمين ومحكومين وكذلك على احترام قيمه المطلقة دون قيود او شروط .. فلا يمكن ان نطالب على سبيل المثال بتطبيق العدالة للمسلمين وعدم تطبيقها على غيرهم .. لأن العدالة وفق الرؤية الاسلامية قيمة مطلقة لا تتجزأ أو يتم تصنيفها

هذا والله أعلم ،،،


موضوع رائع .. ومستفز فكريا
اضافة رد مع اقتباس