وكتبت جريدة الوطن الكويتية التالي:
الرياض قبلة الجماهير الكويتية الليلة في أصعب مواجهة بالتصفيات المونديالية قلوبنا معك يا الأزرق
الرياض ـ لطفي حنون (موفد الوطن): عندما تقف عقارب الساعة عند التاسعة وخمس دقائق مساء اليوم فان قلوب اهل الكويت ستتضاعف دقاتها وهي تتابع انطلاق المواجهة المرتقبة في استاد الملك فهد بالرياض التي ستجمع منتخبنا الوطني لكرة القدم مع نظيره السعودي في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال ألمانيا .2006
فهي ليست مواجهة مصيرية او حماسية لكنها هامة جدا لرسم مسار الفريقين في التصفيات ولذلك اخذت الايام الماضية من التحضير منحى اكثر حدة في الجانب الاعلامي الذي حاول فيه كل طرف ان يلقي الكرة في ملعب الآخر لدرجة استثارة اعصاب الجميع.
ويحتل المنتخب الكوري الجنوبي المدعو لملاقاة اوزبكستان اليوم في طشقند الصدارة برصيد 6 نقاط فيما يأتي الاخضر السعودي ثانيا برصيد 5 نقاط ثم الازرق برصيد 4 نقاط فاوزبكستان بنقطة واحدة.
ووفقا للوضع الرقمي للفرق تكمن اهمية الجولة ففوز اي من الاخضر او الازرق سيقربه تماما من حدود برلين اما النتائج الاخرى الخسارة والتعادل فلن تضيف شيئا سوى ابقاء الآمال على حالها.
وبعيدا عن تلك الحسابات فان اشياء اخرى تدفع مواجهة اليوم نحو صفيح ساخن، انها المواجهة التقليدية الكلاسيكية التأكيدية على زعامة الكرة الخليجية فيكفي ان يكون الازرق والاخضر طرفي اي مواجهة لتعلن حالة طوارىء معنوية في الجانبين.
كل منهما يعرف الآخر ولعبة الاوراق المكشوفة تؤجج عناصر التشويق والاثارة وتفتح ابواب المجهول نحو قمة غير عادية تستأثر بأكبر اهتمام ومتابعة جماهيرية.
فليس هناك ما قد يخفيه الاثنان والمفاجآت ستكون محدودة وتبعاتها محفوفة بالمخاطر لأن افضل العناصر هي التي تأخذ مكانها عادة ويبقى عنصر او اثنان هما بؤرة الترقب ومحور الامل للمدربين.
ولذلك كانت الايام الماضية مسرحا خصبا لعرض الافكار والتصورات فالازرق احتاج لجهود عديدة لكي يصل الى تشكيلة اليوم باضرار محدودة تتمثل بغياب قسري لنجم الوسط حمد الطيار بسبب الاصابة وهو ما فرض نسقا جديدا علـى الفريق والمدرب بوب المطالب بايجاد البديل القادر على التعويض.
اما الاخضر فان الافضلية ليس لانه يلعب على ارضه فقط ولكن لانه «كامل الدسم» مع عودة رضا تكر من الاصابة واستدعاء طلال المشعل وهذه عناصر تعزيز هامة لدى المدرب كالديرون الذي اصر طوال الفترة الماضية على تفضيل الصمت وترك الرد على كل الاسئلة في المستطيل الاخضر. ان ما يهمنا اليوم هو أزرقنا الحبيب الذي يحمل عبئا نفسيا مضاعفا فهو سيواجه غريمه التقليدي الاخضر امام جماهير يتوقع ان تصل الى 80 الف متفرج مدركا ان تبعات المواجهة لن تخلو من النقيضين الفرح والحزن لكن على المستوى الشخصي لا يرغب سوى بتبعة الفرح لأن التأهل الى المونديال حلم طال انتظاره وطريق التأهل ان تمتلك اكثر عدد من المفاتيح الستة التي تمثلها اللقاءات التي يخوضها في التصفيات، ومفاتيح مباراة اليوم تشكل بالنسبة له مفترق طرق هاما وامتلاكها هو كجمع المجد من طرفيه، مجد الفوز على الاخضر بالرياض وهو ما لم يتحقق منذ 24 عاما ومجد الاقتراب من المونديال وهو ايضا مجد لم يطله الفريق للمدة نفسها.
ومن هنا نقول انه اذا اراد لاعبونا ان يعيدو التاريخ المونديالي حيث توقف حلم الكويتيين عند العام 1982 فان المطلوب هو تحويل كل المصاعب والعقبات التي تعترض طريقهم الى سلم العلو «ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر» هذا ما على اللاعبين ان يزرعوه في عقولهم التي متى ما كانت اسفنجية تمتص كل غضب وانفعالات الجماهير فانهم سيحولون ارض ملعب الملك فهد الى ارض كويتية بالافعال الرجولية التي هي ديدن المنتصرين دائما.
ان مصنع البطولة والأبطال يقوم على اياد تعمل بجد وبلا كلل ولا تلين او ترضخ للظروف ولا معقول تنحني امام جلل الامور او تطفئها رياح خوف من تحد كبير، فمستودع الفكر لدى لاعبي الازرق يجب ان يعبأ بأسلحة فتاكة من الحماس والقتالية من اجل الوطن والقميص الذي يحمل بيرق هذا «الوطن» الذي ينتظر من ابنائه دائما رد الجميل وعلو الشأن فهل يفعلها ابناء الكويت ويحولون هدوء الترقب والشغف الى اعصار ازرق كما عهدناه في زمن البطولة والابطال؟! لا نشك لحظة بهذا الجيل وحرصه على التمثيل المشرف ولكن ما هو مطلوب منه اولا رباطة الجأش من صدى هدير الجماهير والتحلي بالشجاعة لتعليق الكلمات في الحناجر وخطف الاعجاب وهذا لن يتأتى دون اعصاب هادئة تتحكم بمصاريع المواجهة وتسيرها الى حيث نريد الى حديقة احلامنا ككويتيين حيث توجد دولة الابطال. ان الحصول على عضوية نادي الانتصارات ثمنه مكلف وكبير وهو ثمن لن يدفعه سوى اللاعبين فلا احد قادرا على سداد التكلفة سواهم. |