بسم الله الرحمن الرحيم ما اجمل كرة القدم التي عشقتها عشقا جنونيا و منذ نعومة اظافري حتى اصبحت جزءا من حياتي اليومية حتى كدت لا انام في احد الليالي حتى اتفرج على احد المباريات الرائعة لاحلم بها احلاما سعيدة ..... ما اروع كرة القدم اذا كانت ممتعة و تمتلك نشوة انتصار و خاصة بين الكبار و قمة المتعة في كرة القدم هي بين فريقي ميلان و انترميلان الايطاليين و الذين يتساوى لقاؤهما مع لقاء الارجنتين و البرازيل بلالنسبة للكثير من الناس و اولهم انا (و العياذ بالله من كلمة انا)... بعد مباراة الست اهداف الشهيرة في الموسم الماضي و التي اكتسح فيها ميلان فريق الانتر بكل براعة ... بدات انتظر الوقت الذي تنطلق فيه هذه المباراة من جديد لارى انتقام الانتر من فريق العراقة ميلان نادي مئات النجوم .... و بالفعل جائت اللحظة المنتظر و جاءت ساعة الصفر و انطلق اللقاء من جديد و انا على موعد مع انتقام الانتر الشديد و الذي كنت اعتقد بانه سيكتسح الميلان خاصة و انه يضم العديد من النجوم الى جانب المدرب الاروع و الاب الروحي هيكتور كوبر... و على الجانب الاخر ميلان الذي لا يسر حاله القريب قبل البعيد في الفترة الاخيرة بقيادة مدربه التركي الكبير فاتح تريم و الذي كان ينتظر تمزيق العقد بعد مباراة القمة او ابقاءه ضمن ارشيف نادي ميلان الكبير على اعتبار ان اللقاء كان هو الفرصة الاخيرة لهذا المدرب الطامح و حديث العهد بالاندية الكبيرة .... الحديث عن لقاء القمة لا يمكن ان يوصف في سطر او سطرين و لذا سنجعل المباراة رحلة صور مصغرة لتحفظ في الذاكرة كاحد مباريات التي يشهد لها التاريخ للقاء العملاقين الكبيرين انترميلان و اي سي ميلان طرفي مدينة ميلانو العريقة و التي احتكرت القاب ايطاليا في سنوات معينة في السابق و يبدو انها مقبلة على المزيد ... ستاد سانسيرو العريق و الذي شهد الصولات و الجولات السابقة كان له موعد هو الاخر لاحتضان هذه الملحمة الكروية و التي لا تتكرر الا في مرتين خلال العام الواحد الا في الحالات الاستثنائية .... و على كل حال لن تكون بحجم لقاء الفريقين في الكالشيو... الستاد العريق و كما نراه امتلا عن بكرة ابيه بالجماهير الزرقاء من جهة و الجماهير الحمراء من الجهة الاخرى و كم تمنيت بان اكون من بين هؤلاء الجموع... البداية كانت مع الانتر الكبير و صاحب الثار لاعادة ولو نصف الحصيلة التي ولجت في مرماه خلال مباراة العام الماضي ... و من شاهد اقدام الانتر في اللقاء لايقن بانه مقبل على احراز غلة جيدة من الاهداف في ظل حالة خلل الاتزان التي يعيشها ميلان العريق.. تريم بدا المباراة بقلق و لكن بعقلية الكبار ...و لكن فكرة الغاء العقد بقيت مسيطرة على تفكيره بلا شك و ملامحه تدل على الشيء الكثير ...و اتمنى لو استطعت ان اساله بماذا يفكر في تلك اللحظات ... و كما توقع الجميع ووسط الضغط المتواصل للانتر استطاع ان يسجل هدفه الاول بعد ان حول كالون المتالق في الاونة الاخيرة الكرة الى فينتولا المواجه للمرمى ليضعها من فوق الحارس ابياتي وسط متابعة مميزة من هذا المهاجم المتالق ليسجل المبادرة للانتر و يعلن عن افتتاح مهرجان اهداف ... سعادة و ثقة من جانب المدرب الارجنتيني الكبير كوبر و الذي اعتقد بانه امتلك زمام اللقاء و كان له ما يريد خلال مجريات الشوط الاول بدهائه المعروف ... اللقاء سار كما يريد كوبر تماما حتى نهاية الشوط الاول و هذا من جهة الانتر بالطبع... اما من جانب ميلان فقد وضعت الجماهير ايديها على قلوبها لانتظار ما سيفعله المدرب تريم و الذي قد يكون بدا بتجهيز حقائبه استعداد للرحيل .... و لكن اعطى افكاره المميزة للاعبيه الكبار و المميزين ليدخلوا و يؤدوا ما يستطيعون في الشوط الثاني و بعدها يكون لكل حادث حديث ... بدا الشوط الثاني و كان المباراة بدات من جديد او بالاحرى و كانها مباراة اخرى و استطاع ميلان ان يفرض ايقاعه المحكم على اداء المباراة بكل اتقان ليرسل انذارا للانتر و الذي استعد هو الاخر في هذا الشوط لتلقي ضربات ميلان الموجعة و انفتاح مجرى الاهداف من جديد في المبارة ... فرض الايقاع على اللقاء سمح لميلان بفتح مجالالت التقدم الى الامام بفيادة الغزال روي كوستا الذي اخترق الوسط بكل براعة و يرسلها طولية الى الامام ليكسر المهاجم الاروع في العالم بلا منازع شفشينكو الخطير مصيدة التسلل ليواجه المرمى و يمارس هوايته و يسجل هدفه الاول في مرمى الانتر .. ليبدا هو و زملاؤه اللقاء من جديد ... بعد الهدف الاول لميلان و توقع من الجميع بضغط من الانتر و بعد مرور دقيقتين فقط على الهدف الاول ... يتقدم الظهير الايمن الرائع كونترا الى الامام و يباغت الجميع بتسديد اقل ما يقال عنها بانها رائعة لتسكن المقص الايسر للمرمى و على يسار الحارس العملاق تولدو و الذي لم يستطع ان يفعل لها شيئا ليفرض ميلان هيمنته على اللقاء بشكل تام و تبدا كرة القدم بالنطق بالابداع و اعادة ايام المجد السابقة لميلان .... قلب الميلان الطاولة في وجه الانتر و جماهيره و كوبر و موراتي ... و بدات السمفونية الميلانية بالعزف و قفز تريم فرحا بعد الهدف ليبين انه داهية هو الاخر و لا زال يمتلك الكثير ... و الصورة السابقة تغني عن التعبير... خمس دقائق فقط وسط تخبط و استسلام واضح من قبل الانتر و كوبر و الذي شوهد يائسا لاول مرة في تاريخيه الكروي ..... رفعت كرة عرضية ارتقى له على طريقة الكبار بيبو انزاجي الرائع الذي اسموه في يوم من الايام ملك التسلل ووضع الكرة بكل براعة براسه في المرمى بطريقة لا يجيدها الا المهاجم البارع ليرسل صفعة لكل من شكك في قدراته بعد ان وجد مكانه و بيئته الطبيعية مع نادي الاصالة ميلان .... استمر ميلان الكبير بالعزف على الاتار الذهبية و فرض سيطرته بشكل تام على مجريات اللقاء بعد الهدف الثالث وسط فرجة ممتعة من قبل الجماهير و لاعبي الانتر و كوبر ..... و بعد عشر دقائق فقط ابى نجمي مباراة اسلداسية الشهيرة الا ان يضعا لهما بصمة جديدة مشتركة في هذا اللقاء الكبير فانطلق الطير سيرجينيو من الجهة اليسر ليحولها الى شيفا الكبير و المندفع ليضعها في سقف المرمى ليكررا هدفا طبق الاصل من مباراة الفريقين الماضية و ما اروعه من ثنائي ... المباراة كانت باعتبار المنتهية بعد الابداع الذي نتج عنه الهدف الرابع... و قرر ميلان الاكتفاء بالمرتدات حتى اطلاق صافرة النهاية و تسجيل اي هدف اضافي في حال سنحت الفرصة و لكن بقيت النتيجة كما عليها .... و بينما كان الجميع ينتظر اطلاق صافرة النهاية و في الوقت بدل الضائع من اللقاء يستغل كالون الرائع كرة ميتة داخل منقة الجزاء اساء الدفاع تغطيتها ليحرز الهدف الثاني لفريقه فقط لحفظ ماء الوجه و تقليص الفارق الى هدفين... ليطلق حكم المباراة بعد الهدف بدقائق صافرته معلنا نهاية المبارة بفوز بحجم مدينة ميلانو لفريق ميلان .... مما يجعل موعد الثار يتاجل للمباراة القادمة و من يدر فقد يفعلها ميلان من جديد و يمزق الانتر في مباراة اخرى .... الى ذلك الوقت نترككم على خير .... و مبروك لميلان و حظ اوفر للانتر في باقي مباريات الدوري ان شاء الله ...
