مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #19  
قديم 17/05/2005, 08:47 PM
ابؤاسامة ابؤاسامة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
لقاء الثلاثاء
زعامة الجماهير الزرقاء
عبد الكريم الجاسر


** مساء الجمعة كان الرد الهلالي بليغاً والتواجد الأزرق مذهلاً.. ليلة هلالية خاصة خاضت خلالها الجماهير الزرقاء ملحمة التحدي.. تحدى العشق لفريقها وتحدى الفوز بلقب جديد.. تحدى الجماهير الطاغية.. أمام القادسية اكتسح الهلاليون الملعب ذا الـ54 ألف مقعد.. واحتلوا مساحاته الشاسعة معلنين زعامتهم الجماهيرية كما هو فريقهم زعيم متوج ببطولاته وإنجازاته الـ43.. الجماهير العريضة للزعيم لم تكن بحاجة لتأكيد أو دليل.. لكن الجيل الجديد من جماهير متعطشين للأفراح والليالي الملاح التي اعتادوها من فريقهم البطل.. فكان الحضور المذهل شاهداً على أن الزعامة الزرقاء هي في كل شيء.. وأن زعامة الجماهير تتفوق على الزعامة الكروية لنجوم الذهب الزرق.
** الصور العديدة التي نشرتها الصحف السعودية كافة كانت بمثابة الفاجعة لمن أشغلوا أنفسهم بالهلال وشعبيته.. فالمتفحص للصور المختلفة هنا وهناك يجد ان الحضور الهلالي يمثل جيلاً كاملاً لا يتجاوز أعمار أفراده الـ20 عاماً.. فالشباب الصغار قادوا الزعيم في المدرجات نحو لقب جديد.. آلاف مؤلفة جلهم تحت الـ20 عاماً يمثلون احتكاراً جديداً للزعيم على مستوى الجماهير حتى يخيل للمرء ان كل من هم دون العشرين هلاليون.. وهم بالفعل ثروة هلالية تمثل جيل المستقبل القادم الذي أعاده الأمير الرائع محمد بن فيصل ليقف خلف فريقه ويؤازره ويحفظ هيبته.. وهو إنجاز للرئيس الشاب لا يقل عن إنجاز البطولات والنجوم الجدد.
** ان المكاسب الهلالية هذا الموسم أكبر من أن تحصى.. فعلى كافة الأصعدة هنا عمل وهناك عمل وهناك إنجاز وهناك تفوق يدفعه حب الهلال وعشق الزعيم قبل الذات.. ولأن المسئول الأول كان كذلك فلم يجد الهلاليون بداً سوى مبادلة الحب والدعم والتواجد والمؤازرة. وحده الهلال الذي أعاد الحياة للدوري وللملاعب وبالتالي للكرة السعودية فلا طعم ولا رائحة للكرة حين يكون الهلال خافتاً لكنها تكون أجمل وأمتع وأرقى حين يحضر الزعيم بكل عنفوانه وقوته وهيبته.
وحين يحقق الهلال لقباً فإنه ينتزعه انتزاعاً وعنوة رغم كل العراقيل.
فيكون لكل بطولة طابعها الخاص وشكلها المختلف وخصوصيتها لدى الهلاليين.. والغريب ان الزعيم قبل ان يحقق بطولة ويقضي على خصومه يمنح الآخرين شيئاً من الأمل ويمنيهم بخسارته فيرونها قريبة وفي أيديهم قبل ان يقول كلمته الأخيرة في الوقت المناسب.. وهكذا فعل أمام القادسية فجعل اللاهثين خلف خسارته يعيشون لحظات منتعشة بخسارته وقرب حدوثها.. ولكنهم لا يدركون أن الزعيم حين تحين لحظات الحسم يكون له شكل آخر ويرفض كعادته إلا أن يكون أولاً والآخرون خلفه.. هذا السيناريو تكرر مرات عديدة حتى بات إحدى الخصوصيات الهلالية القائمة على الرفق بالآخرين ومنحهم وقتاً متقطعاً يعيشون خلاله لحظات الفرح قبل ان يسلبها منهم مضطراً لأن الزعامة تتطلب ذلك وتدعو إليه.
** البطولة الهلالية الأخيرة بلا شك قد تكون كافية لاطمئنان الهلاليين على فريقهم ومستقبلهم.. لكنها في تصوري لن تكون منتهى الطموح الحالي بل ان الكثيرين يراهنون على ان هذه هي البداية الحقيقية نحو التهاب الألقاب والكؤوس فيما تبقى من منافسات.. وإذا ما حدث ذلك.. وهو متوقع.. يكون الهلاليون قد أطلقوا صافرة النهاية لأحلام الآخرين وآمالهم وأمانيهم بانتهاء كابوس أزرق لاحقهم في حلهم وترحالهم حتى في منامهم..!
اضافة رد مع اقتباس