مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 15/04/2012, 10:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
لدي ملاحظتين في هذا الجانب :

1 - هنالك مثل عليا تعد ثوابت لا نختلف حيالها .. شخصية عظيمة كرسول الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام وايضا الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .. والصحابة رضوان الله عليهم وتحديدا العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم .. هؤلاء جميعا هم نماذج ومثل نقتدي بها ونتعلم منها ونستقي نهجها في بناء قيمنا وقناعاتنا ومنهاجنا الذي نسير به في مواجهة حياتنا ومتغيراتها المختلفة .

2 - هنالك مثل عليا محيطة بنا .. وهي نماذج بالطبع نستقي ونتعلم منها الكثير .. بل هي من تمنحنا الرؤية والقناعة التي نستنير بها وتعلمنا ابجديات التوحيد ومحبة الله ورسوله وأهل دينه .. مثل الوالدين .

لذلك فالنموذجين اعلاه .. يعدان بشكل يكاد يكون قطعيا نماذج عليا في حياة اي منا كمسلمين


ولكن من جانب آخر .. البحث عن نماذج أو مثل عليا في حياتنا ليس بالضرورة ان تعني التبعية او الانقياد الاعمى كما تفضلت المتميزة رائدة .. بل هي من وجهة نظري تعني اننا لا نعيش وحدنا .. وان الشخصيات المثلى في حياتنا لا زالت حاضرة ولم تتوقف على شخصياتنا التاريخية نؤمن بها كالأنبياء والمرسلين ( ولا وجه للمقارنة معهم عليهم الصلاة والسلام ) أو شخصيات ندين لها فطريا كالوالدين .. وبالتالي وجود هذه الشخصيات القدوة تعد الهاما وحافزا لنا ان نكون مثلهم .. وان القدرة على التغيير او البناء او التطوير التي تمكن من تحقيقها اولئك تعني ضمنيا اننا نستطيع ان نكون مثلهم ،،،

وايضا .. ومن وجهة نظري الشخصية لا اتفق مع أخي العزيز STS حول حصر هذه المثل حول البيئة المحيطة .. وذلك لأن تفرد تلك الشخصيات كان نابعا من خروجها عن ما هو معتاد وما هو مألوف أو فرضية قبول الواقع الى واقع افضل ،،،


شخصية مثل مالكوم أكس أو مالك من بعد اسلامه رحمه الله .. هذه الشخصية التي رفضت الخضوع لواقع افضلية البيض على السود في المجتمع الامريكي في ذلك الوقت .. ورفض فكرة ان يكون اقصى طموحات السود ان يكون نطاقهم الوظيفي فقط ( عامل ) لا يحق له ان يكون طبيبا او مهندسا او محاسبا أو ضابطا أو محاميا او قاضيا او اي من المهن الاكاديمية الأخرى .. ورفض فكرة عزل السود عن واقع الحياة الاجتماعيه في امريكا ومنعهم حتى من مشاركة البيض في دور العبادة .. هذه شخصية عظيمة وعندما اقرأ في سيرتها فأنا احترمها بشدة وعندما اشاهد ما وصل اليه السود في امريكا وان يتبؤا الملونيين منصب رئيس اكبر دولة عظمى في العالم ( باراك اوباما ) .. فأنا هنا اقول ان الفضل لله ثم لمالكوم اكس الذي تمكن ان يصنع للسود واقع افضل ومنحهم المساحة الكافية ان يحلمون وان يكون حلمهم حقيقة !

بل لن اخجل بالقول .. وانا من اليمن مهد ( القبيلة ) المتخمة بكل قيم القبيلة وعنصريتها وعصبيتها وطبقيتها ودرجاتها وتصنيفاتها وتعاليها ورفضها للاخرين .. ووصفهم حتى الآن لكل شخص اسود بأنه عبد واذا ما اريد منحه ترقيه تم وصفه بانه خادم ! .. وكما هو متوقع ايضا في قيم القبيلة ايضا او قيم العائلة بالاقطار العربية الأخرى ،،،

هذه حقيقة لن انكرها .. ولكن عندما اقرأ في قيمنا الدينية .. واجد ان تلك القيم الدينية كانت ماثلة وليس مجرد شعارات ليس لها واقع ! .. وذلك في شخصية سيدي بلال بن رباح رضي الله عنه كان له ما كان في تاريخ الاسلام بل وكانت زوجه من احدى اشهر القبائل اليمنية ! .. واقرأ في سيرة مالكوم اكس او نيلسون مانديلا .. فان تلك الشخصيات تحطم جليد من القناعات القبلية الجاثمة على انفاسنا والتي قد تتغلب في كثير من الاحيان على قيمنا الدينية بحكم العادات والتقاليد !

اعترف ان تلك القراءات .. جعلتني اضع قيم القبيلة ومفاهيمها جانبا .. واصبح اكثر قربا وواقعية في التعامل مع الآخرين واحترامهم وفق القيم التي نؤمن بها ووفق التاريخ الذي صنعه اولئك الرجال العظام والذين شكلوا بالنسبة لي نماذج انسانية تستحق ان نتأملها ونحترمها ونتعلم منها ،،،


بارك الله فيك اخي العزيز f-j

وكل المحبة والتقدير والاحترام لكل من رائدة و STS

والله يعطيكم العافية ،،،
اضافة رد مع اقتباس