مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #196  
قديم 30/03/2012, 12:47 AM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الاستعـداد..ليوم الرحيــل!!

الاستعـداد..ليوم الرحيــل!!
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على رسوله الأمين , و بعد : إن الله تعالى جعل هذه الحياة الدنيا دار لهو و ممر , و الحياة الأخرى دار حساب و عقاب و مقر , و إن الموت حقيقة غائبة عن الكثير من الناس اليوم , بسبب الغفلة في متع الحياة الدنيا , و الانغماس في ملذاتها , و لكن هادم اللذات قريب قريب من الإنسان , و لا يدري ذلك الإنسان الضعيف متى يفاجئه هاذم اللذات؟! قال تعالى: ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) 16, ق , و قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون ) 57 , العنكبوت , لذلك يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى في نفسه , و يخاف الله وحده , كي ينال الأجر العظيم , قال تعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) 40 , النازعات , و يحفظه الله من هذه البدع و الفتن و الشهوات و الشبهات التي تزيد يوما بعد يوم . و يستعد ليوم الرحيل بالتقوى و التزود بالصالحات , فالإنسان يحرص على الاستعداد و التزود في سفر الحياة الدنيا , فلم لا يستعد للرحيل العظيم , فالموت أشد مما قبله , و أيسر مما بعده , و الله تعالى خلق الخلق , و جعل الحق و الباطل , و خلق للإنسان مشيئة يميز بها بين الخير و الشر , فأعطاه الله جوارحا يقودها العقل إما خيرا أو شرا , فالله لا يظلم الناس , و لكن الناس أنفسهم يظلمون . فعلى المرء ألا يغتر بطول الأمل، و لا بصحة البدن أو بالجاه أو كنوز الأموال و الذهب . و أن يحذر التسويفَ , و أن يغتنم حياته قبل مماته , قال صلى الله عليه وسلم : ( اغتَنِمْ خَمسًا قَبلَ خَمسٍ : حَياتَكَ قَبلَ مَوتِكَ وصِحّتَكَ قَبلَ سَقَمِكَ وفَراغَكَ قَبلَ شُغلِك وشَبابَكَ قَبلَ هَرَمِكَ وغِنَاكَ قَبلَ فَقْرِك ) رواه أحمد والحاكم والبيهقي, و على المرء أن يكون وسطا في الحياة يتمتع بهذه الحياة الدنيا وزينتها بما يرضي الله تعالى , و لا ينسى الآخرة بالعمل الصالح , و لا ييأس من روح الله . قال الشاعـــــر :
فيا من مد في كسب الخطايـا خطاه أما آن لك أن تتوبا
ألا فـاقلــع وتب واجهــد فإنـا رأينا كل مجتهد مصيبــا
وأقبل صادقا في العزم واقصد جنابا للمنيب لـه رحيبـا
وكـن للصـالحين أخـا وخلا وكن في هـذه الدنيا غريبـا
وكن عن كل فاحشـة جبانا وكن في الخير مقداما نجيبا
ولاحـظ زينـة الدنيا ببغض تكن عبدا إلى المولى حبيبـا
و قال أخــــــــر :
تزود من الدنيا فإنك لا تـــــدري....إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجــــــــــرِ
فكم من عروس زينوها لزوجها....وقد قبضـــت أرواحهــم ليلــة القـــــدرِ
وكم من صغار يُرجى طول عمرهم...وقد أُدخلــت أرواحــهم ظلمة القبــــرِ
وكم من سليم مات من غير علة....وكـم من سقيـم عـاش حيناً من الدهــرِ

عبد العزيز الســلامة / أوثـال
اضافة رد مع اقتباس