رضا الناس ..غاية لا تــدرك !! رضا الناس ..غاية لا تــدرك !!
إن الإنسان في هذه الحياة يتمنى أن يرضي الناس جميعا , و لكن الله تعالى خلق الناس مختلفي العقول متبايني الطبائع و الحالات النفسية و الصفات , قد تؤثر في البعض الكلمة الطيبة , و المعاملة الحسنة , و إن أرضى الإنسان هؤلاء لم يرض الآخرين و إن الإنسان كم يتمنى أن يعيش سعيدا يحبه الآخرون , و لكن , هيهات !هيهات! لأن هذا صعب و محال , قال الشافعي رحمه الله: ( رضا الناس غاية لا تدرك, وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل, فعليك بما ينفعك فالزمه ) , إنها حكمة و موعظة موجزة بليغة تحمل كثيرا من الدلالات , فالإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ ينصح المسلم إلى ما ينفعه في الدنيا و الآخرة , و ألا يجهد نفسه في إرضاء الناس , فهذا أمر ليس يسيرا , و إن المسلم الفطن في هذه الحياة , و الذي يريد سعادة الدارين هو الذي يرضي الله تعالى أولا , و يتبع الأوامر , و يبادر إلى الطاعات , و يبتعد عن النواهي , و يتجنب المحرمات كي يحبه الله تعالى , فإذا أحبه الله أحبته الملائكة , و أحبه الناس , فما ألذها من سعادة و طاعة , و إذا التمس غضب الله , غضب عليه الله , و جعل ملائكته و الناس يكرهونه , فما أشقاها من حياة قال : صلى الله عليه و سلم : ( إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ. قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ، فَيَقُولُ : إِنَّ الله يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ ) رواه مسلم . و العاقل الحذر هو من يراقب الله تعالى , و يخاف الله تعالى , و يرضي ربه , و لو سخط الآخرون , فلا منجى من الله إلا إليه , و أن يحب الوالدين ويبرهما و يطيعهما في غير معصية الله قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 8 , العنكبوت , و يصل ذوي الأرحام و يساعد من حوله من الأقارب أو الناس , ويحب لهم ما يحب لنفسه , و أن تسع الجميع بالأخلاق الطيبة التي حث عليها الدين القويم , و أن تقابل الإساءة و الخطأ بالصفح و الإحسان , فلا طالما أسر قلوب الناس إحسان و أن توطن نفسك على الحلم و الصبر , و تجعل قدوتك خليل الله و صفيه : محمدا صلى الله عليه و سلــم .
عبد العزيز الســلامة / أوثال |