الموضوع: وضاع الحلم
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 29/02/2012, 10:30 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أبو سلطان 2012
أبو سلطان 2012 أبو سلطان 2012 غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 01/10/2011
مشاركات: 159
وضاع الحلم

وضاع الحلم

اليوم ليس يوماً كباقي الأيام في حياة الجماهير السعودية فمباراة منتخبنا مع المنتخب الاسترالي ارتقبها الجميع ، وأستأذنكم في أن نتتبع سوياً تفاصيل المباراة من بدايتها ، فالمنتخب السعودي قدم خلال الشوط الأول مستوى جيد بفضل تحركات لاعبي الوسط ، واللعب دون التقيد بالمركزية ، وبرز بشكل لافت اللاعب سالم الدوسري ، الذي سيكون له شأن كبير في الكرة السعودية متى ما حافظ على نفسه ، وأبتعد عن مغبة الغرور ، واستفاد من تجارب النجوم السابقين الذين تم ضمهم للمنتخب مبكراً ، وسرعان ما تواروا عن الأنظار.

ونعود للمباراة من خلال الشوط الأول وعلى الرغم من تفوق المنتخب ، كانت هناك أخطاء قاتله مثل عدم تجانس قلبّي الدفاع والاكتفاء بالاعتماد على مصيدة التسلل والبقاء على خط واحد ، وعدم وجود محور ارتكاز صريح ( ساتر دفاعي) ، وما يزال المنتخب يعاني من الكرات العرضية ، وغياب القائد الموجه داخل الملعب مما سهل الوصول لمرمى المنتخب ، وخاصة من العمق.

ومع بداية الشوط الثاني ، تحسن مستوى المنتخب الاسترالي ، بعد قيام مدربه بالتغييرات في فريقه ، نتيجة قراءته الجيدة لمجريات المباراة ، وتحديد مكامن الضعف في المنتخب السعودي ، والتي تتمثل بالإضافة لما ذكر أعلاه في عدم إجادة اللاعب السعودي بشكل عام مراقبة الخصم والاكتفاء بمراقبة الكرة فقط.

وعلى الرغم من توفر المهارات الجيدة لدى لاعبينا الإ أن افتقادهم للقوة الجسمانية والسرعة التي تمكنهم من الضغط والالتحام مع الخصم وكسب الكرات المشتركة ، أدى إلى سيطرة الاستراليين وتفوقهم رغم مشاركتهم بالصف الثاني لمنتخبهم.

وتتعدد أسباب الخروج المؤلم المتوقع من كثير من الجماهير الرياضية ، ولكننا من اجل الاختصار على القارئ سنكتفي بذكر البعض منها ، مثل التضخيم الغير مبرر من قبل وسائل الإعلام الرياضية للاعبين وتمجيدهم في حين أنهم لم يقدموا ما يقابل ذلك الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرياضية على كافة المستويات العملية ، الشخصية ، المالية ، الاجتماعية ، ولمعرفة المزيد من الأسباب يمكن العودة إلى تصريح الكابتن عبدالله سليمان ففيه ما يكفي لنقل الصورة المعتمة لبعض اللاعبين والممارسات غير اللائقة من البعض والتي تخرج عن روح المنافسة الشريفة وعن القيم الدينية والمجتمعية.

الوصول إلى تحقيق ذلك الحلم الكبير بمنتخب سعودي قوي ينافس المنتخبات العالمية جودة وأداء وحصولاً على البطولات لن يأتي إلا من خلال إعادة العمل بشفافية مطلقة يتطلبها ذلك الحلم ، وتكاتف الأيادي والهمم من خلال جملة من القرارات والخطوات التصحيحية التي تحتاجها هذه المرحلة ويتطلبها المستقبل ، ويأتي على رأس هذه الخطوات إعادة هيكلة الاتحاد السعودي لكرة القدم وليس إعادة مجاملة العديد من الشخصيات الرياضية فنحن في مرحلة نكون أو لا نكون ، والسبيل إلى ذلك يكون باستقطاب الكفاءات المؤهلة علمياً وعملياً وليس اجتماعياً ، تلك الكفاءات التي تمتلك القدرة على القيام بوظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم ورقابة وتوجيه ، مع التركيز على طوق النجاة بعد إرادة الله تعالى لإمتطاء صهوة المستقبل بالتركيز على التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط ، والبحث بشكل جدي عن نواة المستقبل من اللاعبين في مختلف مناطق المملكة مع الأخذ بالاعتبار نقاط القوة التي تمتلكها المنتخبات العالمية في لاعبيها ، فالدخول في سوق المنافسة العالمية لا يمكن أن يحدث بدون دراسة وافية للمنافسين ومتطلبات المنافسة ، فليس من المعقول ولا من المنطق أن يكون تعداد الشعب السعودي 22 مليون وليس من بينهم 11 لاعب تنطبق عليه المواصفات العالمية.

إن ما تتطلبه المرحلة الحالية يعتمد على الشفافية في كشف جميع الحقائق والملابسات المتعلقة بهذا الخروج المؤلم للرأي العام الرياضي ، فالوطن أكبر وأجمل وأعز من أن تعلوه مصالحنا وتفضيلاتنا الشخصية ومجاملاتنا الاجتماعية .

مدخلات المنتخب من اللاعبين أنما هي مخرجات الأندية ولذلك نحتاج إلى الإسراع في إصدار القرارات المتعلقة بالخصخصة للأندية بحيث تكون مستقلة في مواردها المالية ومنشأتها وقدرتها على إنشاء أكاديميات على مستوى عالي من الجودة مع جلب أفضل المدربين العالمين في هذه المرحلة المهمة ، مما يتيح لها فرصة تأسيس وأعداد اللاعبين والارتقاء بهم فكرياً وبدنياً وفنياً وشخصياً بما يؤهلهم لخوض غمار الاحتراف بفعالية ودون تأثر بالمؤثرات الخارجية.
اضافة رد مع اقتباس