تبرز في مجتمعاتنا الشرقيه الكثير من العادات والتقاليد اللتي تستحق المتابعه , وهي تحكم سلوكيات شريحه كبيره من هذه المجتمعات ,,,

بعضها " حسن " وبعضها الآخر لايمت للعقل والمنطق بصله ,,,

قبل أن نستعرض هذه الأعراف ونعرف مدى صحتها وملائمتها , يجب علينا أن نذكر أن للعرب قديما الكثير من العادات الحسنه وهذه العادات تحديدا جاء الإسلام لكي ينميها ويدعوا إليها ,,,

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق ) وهذا دليل واضح وصريح على ماكان يوجد في القبائل العربيه وقبل الإسلام من أخلاق حميده لاتتعارض أبدا مع مباديء ديننا بل العكس تماما , فقد كان بعضها من أهم مباديء الإسلام من المنظور الإجتماعي ,,,

ماقلناه عن العادات العربيه القديمه , يصح قوله أيضا على بعض العادات من بعض الحضارات القديمه الأخرى ممثل الحضاره الصينيه القديمه والحضاره الهنديه وبعض الحضارات الإفريقيه بجذورها الراسخه في التاريخ القديم ..... فهي حضارات شرقيه تحتوي على تنظيم إجتماعي في " بعض " الأمور لايتعارض مع أخلاقياتنا ولا ديننا , تتعارض في أمور مختلفه ولكنها تلتقي عند نقاط معينه لايمكن إغفالها ,,,

هذا " التوافق " الجزئي لايعني بطبيعة الحال الإيمان بصحة جميع عاداتهم أو معتقداتهم .... بل يعني أن عادات وتقاليد وأعراف الشعوب منهاالصالح والكريم ومنها مايتنافى مع الفطره الإنسانيه كحال عاداتنا القبليه " القديمه " ,,,

يبرز بين فتره وأخرى العديد من المشاكل الإجتماعيه والتي تنتج عن تمسك البعض بعادات لايقرها ديننا المنظم الأفضل لإمور حياتنا ,,,

الأمثله كثيره على تحكم بعض العادات والأعراف بسلوك بعض الأفراد دون الرجوع إلى مايقوله ديننا الحنيف بهذا الخصوص ..... ومنها على سبيل المثال زواج الأقارب ومايترتب عليه من رفض أي زواج آخر رغم أن ديننا واضح بهذا الخصوص بقول نبينا عليه الصلاة والسلام ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) , وهناك أيضا عدم زواج الرجل من من تكبره سنا بحجة العادات والتقاليد ! ,,,

حتى على مستوى الصداقات والتعارف , نجد الأهل يحرصون على مصادقة أبنائهم لمن هم من قبائلهم أو مناطقهم أكثر من حرصهم على مصادقة أبنائهم للمتمسكين بدينهم وذوي الأخلاق الحسنه !! ,,,

هذه التفرقه قد تمتد إلى النواحي العمليه .... فنجد إختيار الأشخاص لبعض المناصب يتم بناءا على مايمتلكه من نسب ومعارف دون النظر إلى مايمتلكه من مؤهلات علميه أو فكريه ,,,

لايمكن أن تعلوا نظره فوق نظرة ديننا الإسلامي الراقي والصالح لكل مكان وزمان .... فهو عندما دعى إلى المفاضله على أساس الدين والعلم , فذلك يعني تأسيس بيوت عمادها الدين وماأقوى هذا العماد في مواجهة مصاعب الحياة الزوجيه ومشاكلها .... وهو مايقره أيضا بتولي أصحاب العلم للمناصب الحساسه والأدله على ذلك كثيره منذ بداية العهد الإسلامي من ما يعني مجتمعات قويه ومتطوره يتولى فيها الأفضل المكان الأنسب ومايصاحبه ذلك من تطوير مستمر لعجلة العلوم والمعرفه ,,,

الأعراف قد تكون في أحيان كثيره سببا لظهور مشاكل إجتماعيه كثيره , لم تكن لتوجد لو رضينا بالدين حكما في تنظيم أمورنا الإجتماعيه تحديدا ,,,

ختاما أقول ..... أن الكثير منا يعرف الكثير من هذه الأمور التي قيلت في هذا الموضوع , ولكن من لديه القدره والجرأه على تطبيقه في أموره الحياتيه ؟؟ ,,,

تحياتي للجميع ,,,