مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/12/2011, 03:25 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي121
هلالي121 هلالي121 غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 14/03/2011
المكان: ارض الله الوسعه
مشاركات: 584
السلف والإعتبار بمرور الأيام

كان سلف الأمة – رحمهم الله – لايندمون على دنيا مولية ولا لذة فانية ولا منصبٍ زائل ولا شهره كاذبة وإنما كان ندمهم على ساعةٍ مرت لم يشغلوها بعملٍ صالح . كان إبن مسعود – رضي الله عنه - يقول : ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي . وكان أبوبكر بن عياش – رحمه الله – يقول : إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه يقول : إنا لله ذهب درهمي , ولا يقول : ذهب يومي وما عملتُ فيه . وكان مفضل بن يونس إذا جاء الليل قال : ذهب من عمري يوم‘‘ كامل فإذا أصبح قال : ذهبت ليلة كاملة من عمري , فلما أحتضر بكى وقال : قد كنت أعلم أن لي من كركما علي يوماً شديداً كربه شديداً غصصه شديداً غمه فلا إله إلا الذي قضى الموت على خلقه وجعله عدلاً بين عباده , ثم جعل يقرأ قوله تعالى :\" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور \" ثم تنفس ومات رحمه الله . وقال مفضل بن يونس : رأيت محمد بن النضر يوماً كئيباً حزيناً فقلت ما شأنك ؟ وما أمرك ؟ فقال : مضت الليلة من عمري ولم أكتسب فيها لنفسي شيئاً , ويمضي اليوم أيضاً ولا أراني أكتسب فيه شيئا فإنا لله وإنا إليه راجعون .

فسلف الأمة مع ماهم عليه من اجتهاد في العمل إلا أنهم كانوا يتهمون أنفسهم بالتقصير دائما . قال ابن القيم : ومن تأمل أحوال الصحابة – رضي الله عنهم – وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف , ونحن جمعنا بين التقصير بل بين التفريط والأمن .

فهم يعلمون أن عاقبة التفريط لا تورث إلا الحسرة والندامة كما قال الشاعر :
وما أقبح التفريط‘ في زمن الصبا *** فكيف به والشيب‘ في الرأس نازلُ
ترحل من الدنيا بزادٍ من التقى *** فعمرك أيام‘‘ وهن قلائل
...................
اضافة رد مع اقتباس