كشفت تقارير عن تأهب أمني كبير في الولايات المتحدة تحسبا لتكرار الهجمات الانتحارية غدا «الاثنين» وسط توجيه الاتهام رسميا لثلاثة من المشتبهين فيما اتخذت فرنسا اجراءات مماثلة استدعت في اطارها عددا من الاحتياط في رجال الأمن.

واعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي (اف بي آي) روبرت مولر امس ان هوية بعض خاطفي الطائرات لا تزال موضع شك. واكد مولر على موقع الانترنت التابع لشانكسفيل (بنسيلفانيا، شمال شرق) حيث تحطمت احدى الطائرات المخطوفة «لدينا بعض الخاطفين الذين ادرجت اسماؤهم على لوائح الركاب، وهناك خاطفون اخرون لا يزالون موضع تساؤل».
وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية امس تحت عنوان «استنفار فى مكتب التحقيقات الفيدرالى مع نهاية الأسبوع» أن السلطات الأمريكية تخشى تكرار الهجمات الانتحارية بالطائرات غدا الاثنين.

ونقل راديو لندن عن الصحيفة قولها «ان الأمر الذى عزز ذلك الاحتمال هو قيام خمسة أشخاص من المقربين من الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات السابقة بحجز تذاكر على متن رحلتين داخليتين بين تكساس وكاليفورنيا بعد يومين». ويسعى مكتب التحقيقات الفيدرالى حسب الصحيفة الى اعتقال أكبر عدد من المشتبه فيهم قبل شن هجوم جديد.
وكان وزير العدل الامريكي جون اشكروفت اعلن امس توجيه التهمة رسميا لثلاثة معتقلين في ديترويت. وقال اشكروفت إن هناك احتمالا بأن تكون المؤامرة، التي تضمنت 19 شخصا على الاقل تم تدريب بعضهم كطيارين، قد استهدفت اختطاف طائرة خامسة في 11 سبتمبر الحالي. وقال «إنني سأكرر اليوم أننا لا يمكننا استبعاد استهداف طائرة أخرى. لا يمكننا استبعاد ذلك». في غضون ذلك اعلـن مكتب التحقيقات الفيدرالي اعتقال نبيل المرابح الذي يشتبه في انه قدم مساعدة لخاطفي الطائرات.

وكان لفرنسا امس ايضا نصيب من التحقيقات الامنية وتبعاتها. فقد كشف ناشط اسلامي فرنسي جزائري تم توقيفه في يوليو الماضي ان مجموعة اسلامية كانت تنوي تنفيذ اعتداء على مبنى دبلوماسي امريكي في باريس وفق ما افاد مصدر مقرب من التحقيق.

وقال المصدر ذاته ان العناصر التي تم جمعها اثر توقيف الناشط جمال بقال تشير الى ان مجموعة تتخذ من بلجيكا وهولندا قواعد لنشاطاتها كانت تخطط لتنفيذ اعتداء في فرنسا يستهدف مبنى دبلوماسيا امريكيا قد يكون السفارة الامريكية في باريس. وأوضح المصدر ان الناشط الذي اقام بضعة اشهر في معسكر للتدريب في افغانستان ينتمي الى مجموعة «التكفير والهجرة» الاسلامية وهي تضم بين اعضائها ايضا نزار طرابلسي الذي اعتقل في بروكسل في 13 سبتمبر.

واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية امس انها استدعت عددا محددا من جنود الاحتياط في خطوة تستهدف تعزيز الامن الداخلي وذلك في ضوء التطورات الاخيرة التي اعقبت الهجمات على مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الامريكية في واشنطن. وقالت الوزارة في بيان ان ما مجموعه 261 عنصرا من قوات الامن تم استدعاؤهم من الاحتياط.

وكانت فرنسا قررت تطبيق خطة امنية مخصصة لمواجهة اي هجمات ارهابية محتملة ضد اهداف داخل فرنسا تعرف باسم فيجيبيرات «القراصنة اليقظون». وتتضمن الخطة تعزيز حماية المباني العامة والمطارات ومحطات القطارات وقيام الجيش بتسيير دوريات الغرض منها تعزيز جهود الشرطة وباقي الاجهزة الامنية الفرنسية.

الى ذلك قال ستانيسف جروس وزير الداخلية في جمهورية التشيك امس ان محمد عطا احد المنفذين المشتبه بهم في الهجمات ضد الولايات المتحدة الاسبوع الماضي زار جمهورية التشيك في صيف عام 2000. وقال جروس في مؤتمر صحفي ان عطا المشتبه به المصري الذي يعتقد انه قاد احدى الطائرتين اللتين صدمتا برجي مبنى مركز التجارة العالمي في الاسبوع الماضي توقف في براج ليوم واحد خلال صيف عام 2000.

وقال ان الشرطة والمخابرات التشيكية اجرتا تحقيقات عما اذا كان له اي اتصالات في التشيك لها صلة بالهجمات. واضاف ان السلطات التشيكية سلمت المسئولين الامريكيين كل ما توفر لها من معلومات في هذا الشأن. ولم يكشف جروس الجهة التي قدم منها عطا او الى اين كان يمضي عندما توقف في الاراضي التشيكية.

cnn