مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 08/02/2005, 02:55 PM
سيف العشق سيف العشق غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 08/09/2000
المكان: الرياض
مشاركات: 565
Thumbs up فوبيا الأرقام والجنتلمان تاريخ

فوبيا الأرقام والجنتلمان تاريخ

عادل بن عبد الله التويجري

كثيراً ما يقع الجمهور الرياضي في مزالق صيغ أفعل التفضيل، رغم استحالتها إذا أطلقت دون تقييد. فالنادي الفلاني هو الأفضل، واللاعب العلاني هو الأخطر، وذاك الإداري هو الأحنك، وشعار ذاك الفريق هو الأسطع وما إلى ذلك. ورغم أن هذا التفضيل الهوائي الأساس في الغالب يفتقد إلى أبسط قواعد الإثبات، وبالتالي الصحة، إلا أننا نمارسه، علٌ جروح الماضي تبرأ به. حتى لو كان به شطط، وحتى لو تنافى مع الواقع. ذاك الواقع المرسوم بفرشاة ما نريد لا ما نعيش ونرى.
ورغم ذلك، فأفعال التفضيل صحيحة رياضياً إذا قيدت بقيد نسبية تلجم فلتات عقول ضيقة الأفق، وإن كانت ليست الأضيق.
فالإنجليز، بادعائهم الأناقة والرشاقة، يودون لو سقط ذاك الرقم المسجل على حارسهم ويلي هنري 1874م - 1916م. فويلي هو أبدن حارس مرمى سجلته الملاعب الخضراء، حيث بلغ وزنه 141 كيلو جراماً. ويحز في نفس المشجع الإنجليزي، الباحث عن رشاقة القوام، أن يتذكر مثل هذا الرقم. فهل تغير الرقم لا، بل ثبت نحيفا في شكله ورسمه بدينا في معلومته وقده. وذاك الجمهور الألماني ، يرى أن لا أحد يفوقه في ميدان كرة القدم، وأن الكل ما هم إلا أطفال يلهون في بقع خضراء. فهل أضر ذاك الزعم بالحقيقة ليغيرها ويلبسها حلة ألمانية قشيبة؟ لا. فالبرازيل، تلك الفقيرة القابعة في أمريكا الجنوبية، هي من سجلها التأريخ بأرقام من ذهب، دون اكتراث بدعاوى الألمان وغيرهم. ويكفي أن نجوم السامبا حققوا لبلادهم كأس العالم خمس مرات في أعوام 1985 م، و1962م، و 1970م، و1994م، وختاماً عام 2002م. فما أصعب الأرقام عندما تتحدث. إذا هي الأرقام وحدها، ولا غير، مهما نعق المشككون بحملات تشبع أهواءهم في الانتقاص من كل ما هو جميل، حتى لو وصل الأمر إلى الاختباء في الظل وعتمته. فالأيام كفيلة بطبيعتها المتقلبة بأن تبتلع تلك الآهات وإن علا صراخها وعويلها، ليبق الرقم ثابتاً لا يتغير، رغم سياط ألسن مرضى رهاب الأرقام أو فوبيا ألأرقام عابثة وواهمة بقدرتها على التمييز والتمايز بكل شيء، خلا الأرقام. وطالما الدوران هو في الأرقام وفلكها، فلا أرى منكرا لحقيقة أن الهلال هو زعيم أندية الوطن، حقيقة لا مجازاً، لا بالحديث والتطبيل والتهريج، لكن بلغة الأرقام التي لا تكذب. إن تميز بني هلال لا يرتكز على منهج الكمية في حصد البطولات، بل النوعية لها نصيب في خط ذاك التميز. أما الكيف ، فالسجلات هي من تتحدث . فمتى ما ذكرت بطولة رسمية معتمدة في سجلات الجنتلمان تاريخ، كن على ثقة أن يداً هلالية طالتها حتى لو قصرت أيدي الآخرين. أفي ذلك تجن على أحد، بمصادرة ما ثبت له، أو منحه ما غاب عنه. لم يغضب الآخرون إذاً!
أيغضبوا لأن الأرقام لا تعرفني فتنكرهم، أو تجحدني لتعرفــهم. أوليس للرقم حياد تنتفي به كل محاولات التشعمط بعرى ما برق من التاريخ. أكاد أجزم إن حيادية الأرقام هي ما تجعلنا نبغضها، لا لذاتها، ولكن لبغضنا جراحنا وآلامنا و دمامل ماضينا التي تنكأه تلك الحيادية. حيادية تسرنا حينا، وتقلب مواجعنا ألف حين وحين. تعالوا إذا لنؤكد على مسلم لم أكتبه أنا وأنت، فالزعيم هو الأفضل والأميز حالياً إذا قيست الأمور بمنطق العقول، لا بأهواء العجول. هذا ما علمناه الجنتلمان تاريخ، وعلى فوبـــيــــي الأرقام الانبطاح على هامشه إلى أن يأذن لهم بغير ذلك.
نوافذ

- بأمر الزعيم، لم تـــٌــشعل قناديل الفرح في العريجاء ابتهاجاً بنصر معتاد، لكن جدة نامت هادئة أسبوعين متتاليين، فقط للتأريخ.
- هاهو سامي يعود لبوابة الأخضر مرة أخرى، ولا عزاء لمنكري الأرقام سوى تفحص تاريخه علهم يجدوا لهم متنفساً يفرغون به أرتال كره مترسب.
- كاد الأنصار أن يفعلها بجار القمر ويدخله في متاهات صعبة.
- لم يكن الأهلي والاتحاد لقمتين سائغتين سهلتا المضغ والابتلاع، لكنه الزعيم.
- لو كنت مكان الإدارة الهلالية، لوجهت اللاعبين بالتقنين من المقابلات الصحافية في هذا الوقت بالذات.
- لن يهنأوا إلا إذا نقلت المباريات بلا تعليق، ولا تعليق.
- إثبات رفع اليد يعني إثبات نزولها، فكيف ينفى الاحتكاك في الارتفاع والنزول، سؤال لماجد المحلل.

***************************

08/02/2005
**********************
أخوكم/ أبــو زيــاد
اضافة رد مع اقتباس