السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
موضوعي قد لا يروق للبعض كما هي عادتي في الكتابة، فأنا لا أجيد الحديث بلغة الجماهير المتحفزة والمتلهفة والتي قد تصل الى درجة من درجات التعصب الرياضي المقيت،كما لا أجيد كيل المديح لمن يستحق ومن لا يستحق لمجرد فوز عابر او نجومية مؤقته او حتى اسم بارز ومعروف لمجرد اسمه وشعبيته وجماهيريته. لا أجيد هذا ليس لأني غير قادر على الكتابة بهذا الشكل ولكن لأنني سأشعر بالخجل وانا استمتع بقراءة ردود قد راقها ما خطت يداي اما لمدح نجمها المفضل او لقدح نجم الفريق المنافس ورئيسه وعلى طريقة " الجمهور عايز كده".
ان الرياضة والثقافة والحضارة ثلاثة اوجه لعمله شائعة الوجود في اغلب بلدان العالم المتقدم ، فقط المح الكرة بطرف عينك في أوروبا التي سبقتنا بمئات السنين ، وباليابان التي لحقتنا بعقود من الزمن وبكوريا رابعة العالم وبتركيا ثالثته والقائمة تطول. ان الزمن ليس مسؤولاً عن اخفاقاتنا وتأخرنا فنحن نتقن اختلاق الاعذار ونعيب زماننا والعيب فينا وما ذاك الا لاننا نعيش تأخراً فكرياً وثقافياً جعلنا غير قادرين على تحديد اتجاهنا بشكل واضح.
فبعد اكثر من عشر سنوات ما زلنا نناقش طريقة لعب المربع الذهبي من عدمه ونحملها مسؤولية تخلفنا الرياضي وكأننا ايام النظام القديم كنا ننافس للحصول على كأس العالم . وبعد اكثر من عشر سنوات لا يزال نظامنا الاحترافي في حكم الاموات لم يستطع ان ينجب لنا لاعباً واحداً نفخر به امام العالم ليمثل دينه وبلده. بعد اكثر من عشر سنوات تقدمت فيها اليابان خطوات للامام عدنا نحن للخلف رافضين التقدم لمجابهة العالم ولا عجب فلا زلنا نشعر بالنقص ونخشى مقارعة الكبار الذين نرفض حتى ان نبدأ من حيث انتهوا ونفضل ان نخترع ونبتكر طرق واساليب جديدة تضمن لنا وجاهتنا وقوتنا وتحكمنا في كل الامور. نرفض نزع رئاسة الاندية من بعض المحتكرين لها واعطائها لمن يدفع اكثر ويعطيها اكثر ونفضل ان نبقى على "طمام المرحوم" وبدعم من اصحاب الايادي البيضاء . نأتي بالخبرات الاوروبية وتفشل اكبر الاسماء التدريبية عندنا ثم نفتح خطوط برامج الفترات الرياضية ونستدعي خبرائنا المحليين نبحث عن الاسباب ونطالب الجماهير بالصبر والدعم ونتهم الحراسة الضعيفة تاره واللياقة المعدومة تارةً أخرى ثم الهجوم والاعلام الرياضي وحتى وزارة المعارف ليستقر المقام بنا في النهاية على "الجدار الطمين" المدرب فنطرده ونأتي بغيره لعل وعسى. نستهلك كل كفائاتنا وقدراتنا وطاقاتنافي ذم سامي الجابر ومحاولة تدميره وتدمير فريقه حتى لو كان يمثل الوطن، نتحدث عن رئيس نادي يسعى لمصلحة فريقه وكأنه مجرم حرب ، نخلط الحابل بالنابل وندمر بعضنا بعضاً ونخوض معارك داخلية شرسة فاذا خرجنا فاذا بنا صيداً سهلاً للقاصي والداني فنلتقى ثمانية من المانيا و ثلاثة من البحرين وخمسة من اليابان واللي ما يشتري يتفرج. نخسر ثم نحاول ان نبحث عن الاسباب فنتحارب من جديد على من السبب وننسى الضحية لتبقى كرتنا السعودية مشلولة الاطراف طريحة الفراش.
ان بعضنا يجهل انه يجهل وتلك مصيبة ، والبعض الآخر يعلم انه يجهل ولكنه يمارس الجهل وتلك مصيبةٌ أعظم ، فنحن لا تنقصنا العقول ولا الخبرات ولا المؤهلات ، ولكن تنقصنا حرية طرح الرأي خصوصا من ذوي المناصب الرياضية العليا فالكل خائف يترقب ويقول في نفسه "ليس انا من سيصلح الحال" ليبقى فترةً من الزمن يقضيها بالطول والعرض يستمتع فيها بالفلاشات الاعلاميه واللقاءات الصحفية ثم يأتي من بعده من يمارس نفس دوره.
لا أدري حقيقةً ان كنت قد تجاوزت الخطوط الحمراء في موضوعي هذا فلم أعد أدري ماهية حدودي في الكتابة خصوصاً بعد حذف موضوعي السابق بعد جملة من المعارضات استمرت يومين كاملين توجها احد المشرفين وفقه الله ورعاه بحل الاشكال وحذفه الموضوع بعد نقله الى عالم المجهول دون ابلاغي عن الاسباب ولا المسببات . انه نوع من استخدام الصلاحيات بشكل خاطئ ومصادرة رأي قابل للنقاش ،الا اذا كان ذلك المشرف هو الاعلم ببواطن الامور والاحرص على المصلحة العامة والخاصة فهذا قد يكون هو من سيصلح حال كرتنا السعودية وحينها له مني كل الشكر والعرفان . لا اريد ان اطيل في هذا الموضوع كثيراً وأعلم انه قد يتم حذف جزئيات من مقالي ان لم يكن كله ولكن حسبي اني اديت امانة القلم والله تعالى اعلم وعلى الحب نلتقي ان شاء المولى ذلك.