01/02/2005, 11:43 PM
|
عضو موقوف | | تاريخ التسجيل: 26/01/2005
مشاركات: 8
| |
( أعضاء بمرتبة نبلاء )
تحية طيبة وبعد ..
عندما نسمعُ بلقب ( النبيل ) يقفز إلى أذهاننا مباشرةً أنه ذلك الشخص الذي يرجعُ إليه أهل القرار وقتَ الأزمات ، فهو من يتحلَى بالتصرّف القويم والرأي السديد لفرض الوقائع وإقرار الأفكار والحلول .
والنبلاء عادة يرفعون شعار: (لا يهم أن تكون مُقاتلاً قويًّا ، أو سياسيًّا نظيفًا وجادًّا ، المهم هو أن يتمسك بك الجمهور ) .
وعن طريق هذا الشعار استطاع مجلس ( النُبلاء الأسكتلندي ) من فرضَ حضورهِ على شعبهِ ، وتقرير مصيره لعقودٍ من الزمن بحكمة _ وإن قصرت في بعض النواحي _ إلا أنّ الأثر الذي تركهُ المجلس ما يزال متأصلاً في حياة الأسكتلنديين حتى اليوم ولا يستطيع أحداً انكاره .
بعيداً عن اسكتلندا والنبلاء والشعارات التي يؤمنون بها وتلك التي لا يؤمنون بها أيضاً .. دعونا نتحدث قليلاً عن فريق الهلال ..
القاريء الجيد للتاريخ الرياضي الحديث نسبياً ، سيجد أنّ جميع الفرق المحلية وصلت في وقتِ ما إلى مرحلة ( إعادة البناء ) من جديد ، والقارئ الجيد أيضاً سيكتشف أنّ ( الهلال ) هو إستثناء هذه الفرق!
فهو الفريق الوحيد الذي لم يصل إلى هذه المرحلة أبداً ، وأقصى نكسة تحدث للفريق لا تتجاوز الشهر الواحد ، يعود بعدها الهلال من جديد ليهب مشجعيهِ البطولات والانتصارات والألقاب .
والسبب برأيي هو وجود أعضاء شرف في مرتبة (النُبلاء ) ، الذين يتحاورون في جميع المواقف التي تواجههم ، مثلما كان يفعل النبلاء الأسكتلنديين قديماً ، حتى لا تهتز صورة الشعب / النادي وحتى يكون القرار موّحداً يتحمله الكل ، ليُظهر للجميع مدى القوة والترابط التي يتمتع بها هؤلاء .
كيف أصبح أعضاء شرف الهلال ( نبلاءً ) في نظري ونظر الكثيرين ؟
بالطبع ليسَ عن طريق مقولة " نيتشة " الشهيرة التي ترى أنّ : ( البقاءَ للأقوى ) التي يُمارسها الكثير من أعضاء شرف الأندية الأخرى ، بل لأنهم يؤمنون بأنّ البقاءَ ( للأفضل ) والأرقى والأنبل .
وأيضاً بسبب حساباتهم التي تُقارب دائماً لعبة ( الشطرنج ) لكلِ خطوة قبل القيام بها ، مما يُساعد على إيجاد نتيجة حاسمة وفعّالة لكلِ موقف يطرأ . فالمشورة توّحد الآراء وتُلغي التعصُبات والتحامل الفكري الذي ينشأ عادةً من إنحياز كل شخصٍ برأيهِ كما يحدث في أغلب أندية الكرة لدينا ..
هؤلاء الأعضاء يتمتعون بمقدرةٍ كبيرة على ( احتواء ) جميع مشاكل اللاعبين ، الكبيرة والصغيرة ، والوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف ، فالنقاش دوماً يُثرى الفكر ويُعطي مجالات أوسع للوصول إلى قلب المشاكل ، وإيجاد حلولاً جذرية لها .. بعكس الفرق الأخرى التي تتجاوز مشكلة اللاعب من أجل إيجاد حلاً لها قُرابة الشهور وأحياناً تكون المدة بمقياس ( السنين ) , وربما تكون هذه السنين هي فترة ( إبداع وعطاء ) هذا اللاعب !
مجلسٌ كهذا يحقُ لكل هلالي أن يفخر بهِ فهو خط النار والقلعة الحصينة التي تحفظ للنادي مكانتة ومركزهِ التي يحظى بهما سعودياً وعربياً وعالمياً . |