
18/04/2011, 05:47 AM
|
 | عضو تحرير مجلة الزعيم | | تاريخ التسجيل: 26/09/2010 المكان: AlRiyadh
مشاركات: 2,408
| |
نجي الحين لقرية جآزآن تقف قرية جازان التراثية بأرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ضمن البيوت الأثرية والتقليدية لمناطق المملكة التي تضم تراث الوطن وموروثاته التقليدية وحضارة سطرتها أيادي الآباء والأجداد عملا وجهدا وثقافة.
وتبرز القرية كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر حيث يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة وتضاريسها وتشرع القرية أبوابها لزوار المهرجان الذين يجدون بالقرية تجسيدا متكاملا لتاريخ منطقة جازان ببيئاته المتنوعة، وثقافته وحضارته المتميزة منذ القدم. ويلفت النظر بالقرية البيت الجبلي بعمرانه الصلب وقوة التصميم ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحولت منذ القديم بيوتا وعمرانا ومدرجات وحقولا زراعية وبهجة وحياة، فيما تبرز في البيت التهامي "العشة الطينية"، حيث بساطة الحياة التهامية وأناقتها عبر شكل العشة المخروطي وأصوات الأواني المعلقة بداخلها "وطراحتها" الممتدة والقعادة الخشبية، فيما ينتصب البيت الفرساني ليجسد البيئة البحرية في جزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف.
ويحظى المطعم الشعبي بقرية جازان التراثية بإقبال متواصل من قبل زوار المهرجان للحصول على أصناف الطعام التقليدية والشعبية التي اشتهرت بها منطقة جازان ومنها "المرسة والمغش والحيسية والخمير" فيما يقدم الحرفيون في جانب آخر من القرية عروضا لأنواع الحرف التقليدية القديمة بمنطقة جازان.
أما وسط القرية فتبدو الساحة الشعبية حيث عروض الفنون الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها التي تستهوي كثيرا من عشاق الألعاب والرقصات الشعبية حيث تقدم الفرق الفنية رقصات السيف والمعشى والزامل والربش والعزاوي ورقصات فنية أخرى تطرب لها الآذان عبر ايقاعات تميزت وتفردت بها فنون جازان.
ويعد المركز الحضاري بقرية جازان التراثية معلما يظهر واقع المنطقة التنموي المزدهر حيث يتم خلاله عرض أبرز المنجزات الحضارية التي شهدتها منطقة جازان حاليا ومنها جامعة جازان ومدينة جازان الاقتصادية ومصفاة البترول وضاحية الملك عبدالله والمدينة الصناعية والمدن الطبية وغيرها من معالم المنطقة التنموية.
وتمثل قرية جازان التراثية بالجنادرية تدوينا حقيقيا لحقيقة إنسان المنطقة المبدع الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمان فتحولت بيوتا وأواني وأثاثا بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورا ورقيا. جامعة جازان تطمئن الآباء على مستقبل أبنائهم (أنا مطمئن على مستقبل أبنائي ) عبارة قالها رب أسرةٍ أثناء زيارته لجناح جامعة جازان الذي تشارك به في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ال 26 حيث أبدى إعجابه وسعادته بما حققته الجامعة من إنجازات على أرض الواقع وذلك باطلاعه على ما تم تنفيذه من مشاريع مدينتها الجامعية المقامة على مساحة 9 ملايين كم2 وتميز الجامعة في خلق بيئة تعليمية متطورة إلى جانب ما تحتضنه من تخصصات نوعية تدفع بمخرجاتها للعمل في متن التنمية لاعلى هامشها.
وكان الجناح قد اجتذب العديد من ضيوف وزوار المهرجان الذين تجولوا في أركانه واستمعوا لشرح عما يحتويه من المشرف على الجناح مدير المركز الإعلامي بجامعة جازان موسى محرق الذي أوضح أن الجناح يوثق مسيرة الجامعة وتطورها ومساهمتها في البناء التنموي فضلا عن دورها الفاعل في خدمة مجتمعها.
واضاف أنه وبتوجيهات مدير جامعة جازان الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع تأتي هذه المشاركة التي تهدف إلى فتح قنوات من التواصل المعرفي والثقافي مع شرائح المجتمع بتعريفهم على نشأة وتطور هذا الصرح العلمي الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين دعمه غير المحدود حتى تبوأ مكانة مرموقة بين جامعات الوطن والعالم.
وأوضح محرق أن عددا كبيرا من زوار مهرجان الجنادرية قد اجتذبهم جناح جامعة جازان لجمال تصميمه، وبابتكاره أسلوبا جديدا في إيصال المعلومة والتعرف على محتواه عن طريق مسابقة تفاعلية صممت خصيصا لهذه الغرض. ويقدم الجناح لزواره العديد من إصدارات ومطبوعات الجامعة والهدايا المتنوعة. الألوان الشعبية لمنطقة جازان تمتع زوار الجنادرية تشهد الساحة الشعبية في قرية جازان التراثية بمهرجان الجنادرية عددًا من الفعاليات والأنشطة المتنوعة في ظل إقبال متزايد من زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة في نسخته السادسة والعشرين.
أولى الفعاليات جاءت مع الشاعر الشعبي محمد عطيف والشهير بالنابوش حيث قدم في مستهل فقرته نصًا ترحيبيًا بعنوان :هوى الجنوبي: استلهب من خلاله مشاعر الحضور الذين امتلأت بهم جنبات المسرح المفتوح بالساحة الشعبية، وفي الفقرة التالية تناغم أفراد فرق تهامة للفنون الشعبية مع إيقاعات الطبول لتقدم ألوان الجيش والعزواي والسيف كما شاركت فرقة فيفاء بتقديم عدد من الألوان الشعبية التي يمتاز بها القطاع الجبلي من منطقة جازان.
المدير التنفيذي لقرية جازان التراثية علي مصيخ أشار إلى ان فعاليات الساحة الشعبية مستمرة طيلة أيام المهرجان من خلال ثلاثة عروض يومية تبدأ من الرابعة عصرًا وحتى التاسعة ليلًا فيما تستقبل أجنحة القرية الأخرى الزائرين إلى الساعة 12 من منتصف الليل. |