( أقوال خالدة )

كثيرة هي الكلمات والعبارات التي تخرج من عظماء البشر في مواقف فاصلة، وتخلد هذه العبارات لقوَّتها ولأنها تُعَبِّر عن ثبات أصحابها على مبادئهم .
وقد اخترتُ لقارئي الكريم بعضا ً من هذه الأقوال مبتدئاً بخير البشر صلوات ربي وسلامه عليه ، والذي خُلدت كل أقواله وأفعاله.. (إن هو إلا وحيٌ يوحى ) :

(1) كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ، فرأى آثار المشركين فقال : يا رسول الله ، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ) .
(2) لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر بعده ،وكفر من كفر من العرب ، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر _رضي الله عنهما_ :
كيف تقاتل الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ فقال : والله لأقاتلن مَن فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه.

(3) عندما تسابق ابن والي مصر مع صبي من أقباطها ، فسبق القبطيُ ابنَ الوالي، فقام بضرب القبطي وكان يقول: أتسبق ابن الأكرمين؟
فلما علم عمربن الخطاب رضي الله عنه بالأمر أحضر الوالي وابنه وأحضر القبطي ووالده فجعل القبطي يضرب ابن الوالي وهو يضرب الوالي ويقول له : أتستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
(4) قال الخليفة معاوية رضي الله عنه : والله لو كان بيني وبين الناس شعرة ماانقطعت , فقالوا له: كيف ياأمير المؤمنين ؟ , قال: لو أرخوها شددتها ولو شدوها لأرخيتها . وهي ماتسمى بشعرة معاوية.
(5) قال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ردا ً على مَن يسمي متبعي الإمام محمد بن عبدالوهاب بالوهابيين :
يسموننا الوهابيين ،ويسمون مذهبنا المذهب الوهابي، باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض.
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح.
ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة ، كلهم محترمون في نظرنا.
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شائبة منـزّهة من كل بدعة.
(6) يقول القائد الإنجليزي الأشهَر ونستون تشرشل :
(من الأفضل أن تخسربريطانيا الحرب على أن يقال إنها لاتنفذ أحكام القضاء).
هذه العِبارة للقائد الإنجليزي ونستون تشرشل ردَّ بها على قائد مطار حربي بريطاني اشتكى إليه من قرار قاضي محكمة مجاورة لهذا المطار بنقل المطار إلى مكان آخر لما تسببه الطائرات من تشويش أثناء هبوطها وتحليقها خلال الحرب العالمية الثانية !
_ تعليقاً على هذه العبارة فقط لمناسبتها لكثير من أوضاع وأحوال القضاء في كثير من بلاد المسلمين أقول : الأمر لايتعلق بخسارة حرب أو عكسها ، فنرى التهاون في أحكام القضاء والتلاعب بها وكأنَّ البشر لاقيمة لهم ، وكأن القضاء وأحكامه لعبة في أيدي النافذين والمتسلطين ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .

* ومــضــــة :
يقول فولتير : بحُسن التقدير نجعل الآخرين من ممتلكاتنا الخاصة .