الموضوع: الملاعـيـن ..!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 10/12/2004, 05:53 PM
عاشق الريال الملكي عاشق الريال الملكي غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 06/10/2003
مشاركات: 818
فاصل-4-:
(( سواء كان حلم أم واقع الألم هو الألم.. وليس اقسى من فراق حبيب.. ليت فراق الأحبة حلم نصحو منه ونبقى على ذكرى ألمه.. المؤقت!)) هنا.. أردد بأعلى صوتي: من يجلبون مثل هذا الألم لقلوبنا –بفقد حبيب- سواء كانوا متعمدين أم "شبه متعمدين" لا نلام حين نصفهم بـ الملاعين!


حسيت بدوار من كل هالاحداث اللي تصير لي والحلوم.. معاد صرت أدري ايها الحلم وايها الواقع الحقيقي.. بديت اقرا المقال وانا منيب واثق اكمله او لا.. من كثر توجسي صرت حاس انه حلم وباصحى منه بأي لحظة.!!

قريت المقال اللي كان يتكلم عن الفلوس وتأثيرها على نفسيات الناس وتعاملهم مع بعض وتأثيرها في ثقافة الشعوب والدول.. كانت تتكلم بشكل عام عن المادة وكل تأثيراتها.. أعجبتني جرأتها ودقة وصفها للبشع احيانا وللاقتصاد والاقتدار احياناً..
قبل اخلص قراءة.. لقيت نفسي اصحى من النوم مرة ثانية!! على صوت حارس السجن وهو يصرخ.. دورك اليوم ياسجين رقم 48 في تنظيف الأسياب والحمامات!

صحصحت شوي لقيتني منسدح على ظهري ومغطي وجهي بالرواية اللي مفتوحة على صفحة.. قريت كلمات بسيطة من اللي كان مكتوب بهالصفحة.. كانت تتكلم عن تفكير بطل القصة في الهروب من السجن بسبب رغبته الجامحة في الكتابة.. واشتياقه الأعمى لقلمه وأوراقه ومكتبته الصغيرة!.. بعد أن احرموه من وصفتهم "مصادريّ الحرية" من ذلك بحبسهم له في زنزانة!!!... تجاهلت هاللي قريته واستبعدته لأنه ماطرا علي وقتها.. طلعت من زنزانتي تحت تهزيئ من حارس السجن وتسفيل وضرب... وبديت انظف وبنفس الوقت أفكر في الرواية.. ثم بديت افكر في مقال (الفلوس) اللي كاتبته المجهولة.. من كثر تفكيري واقتناعي بكل اللي قريته أخذت على نفسي وعد انه لو توفر لي بيوم من الايام ورقة وقلم ان اكتب عن موضوع الفلوس.. الفلوس اللي لاعبة بعقول البشر كلهم.. ايه .. راح اكتب عن الجشع اللي بقلوب الناس وحب المال.. مايهمني بأي اسلوب اكتبه ومايهمني اذا بيقراه احد او لا.. اهم شي اكتبه.. اقول اللي بخاطري.. اباكتب عن محاكمات الاخوان عشان الورث!.. اباكتب عن الرجل اللي يتزوج وحدة عشان راتبها وباكتب عن البنت اللي ترفض من يتقدم لها بسبب فقره ولا انسى جشع اباء البنات وطلبهم لمبالغ مهولة..اباكتب عن الاشخاص والشركات والجماعات والدول.. اباكتب واعطي امثلة واقول كل شي عن هالموضوع.. بعد كذا اباكتب تساؤل كبير... ليش الناس ماتتكلم عن موضوع الفلوس؟ وحبهم للفلوس والمشاكل اللي تصير بسببها؟.. لهالدرجة الناس يكرهون الحديث عنها وعن حبهم الأعمى لها؟؟ ويتخبون تحت عباءة (القنوعين) اللي مايفكرون – بجشع– في حق غيرهم؟..
آآه بس لو عندي الحين عالاقل نوتة ادون فيها العناوين الرئيسية عشان لو توفرت لي الاوراق والاقلام اكتب كل شي وما افوت شي.. اباخليه قضيتي في الكتابة واستمر اكتب واكتب واكتب إلين اقول كل اللي بخاطري.. إلين احس اني غطيت ولو شي بسيط من هالمصايب اللي تصير بسبب الفلوس.. وعشاق الفلوس وجشعهم المقيت.....

فاصل -5-:
(( انهم عبدة المال.. " تعس عبد الدرهم.. تعس عبد الدينار".. مستعدون لبيع أي شئ.. أي شئ في سبيل المال!)).. إنهم كثيرون.. انهم يعيشون بيننا.. نجد خصالهم احيانا في ذواتنا.. انهم.. انهم .. انهم ملاعين


رجعت افكر في السجن والحارس وانا أسب واشتم فيه.. لانه حرمني حرية الكتابة والتعبير عن اللي بداخلي.. لو ماكنت بالسجن الحين كنت كتبت.. فرغت هالشحنات اللي بصدري.. آآه بس

فاصل-6-:
((مصادرة أحلامنا ورغباتنا- التي هي من ابسط حقوقنا مهما كانت بسيطة- جرم وخطيئة يستحق فاعلوها أن نطلق عليهم اللعنة )).. ملاعين ملاعين.. ملاعين

رجعت لزنزانتي.. طفوا النور .. حطيت راسي على المخدة المشققة وتلحفت بغطائي الوسخ.. ودي ألقى من يقنعني الحين انا بحلم والا واقع.. واذا كان حلم اباعرف اذا صحيت منه اباكون في حلم ثاني والا بارجع الواقع.. عالم الواقع هذا وينه؟؟ متى اشوفه!!.
مليت.. تعبت.. بديت افكر فعلاً في الهروب من السجن.. وبديت بجنون اخطط للهروب وقت الغداء من بكرة.. مافكرت في جدوى هالفكرة وامكانية نجاحها.. تفكيري في الكتابة وتخيلي لجلوسي على المكتب ومغازلة اوراقي واقلامي اعمتني عن أي تفكير عقلاني وواقعي..... بس انهبلت وقتها لما تذكرت اني قريت هالتفكير والتخطيط في الرواية!!.. بهالوقت وبنفس وضعي وانا منسدح بالزنزانة تحركت شوي.. بحركة من رجلي طاحت رواية المجهولة من عالرف.. جلست وبديت ادورها وانا اتطبش ما اشوف شي.. لقيتها قريب مني.. شلتها ونفضتها ورجعتها مكانها.. بهالوقت طاحت ورقة من الرواية وطيّرها هوا المروحة باتجاه السيب من تحت باب الحديد!.. قمت وناظرت من الشباك.. كان فيه انارة خفيفة خلتني اقرا بوضوح المكتوب بهالورقة.. انبهرت لانها كانت صفحة "اهداء الرواية" اللي ماقريتها ولا مرت علي قبل..!!



















الاهداء:
إلى (السجين رقم 48) وأقول له :
قرائتك للرواية حلم ماراح تدري أي أحلامك هو!..
و راح تستمر تترنح في دهاليز أحلامك.. للأبـد
استمر في قرائتي
ياجاهل
يارجعي
ياشعبي الوفي


بقلم: المجهولة (THE QUEEN)
الاربعاء 24/11/2004


لـ "احلى مشعل "

يتبع .. تعليقي >>
اضافة رد مع اقتباس