مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 23/12/2010, 07:35 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ P.Guardiola
P.Guardiola P.Guardiola غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/12/2006
المكان: بين ألقاب الفيلسوف جوارديولا
مشاركات: 5,813
يوفنتوس ... هل يعود ؟



لا أحد يعلم أين ومتى بدأت هذه الأزمة فعلياً , هل كان قرار العقاب بالهبوط إلى الدرجة الثانية ؟ أم رحيل ديشان بعدها ؟ أم فشل رانييري الذريع ؟ أو ربما عدم خبرة فيرارا ! أم هي كانت على مستوى الإدارة أساساً ! لأنه من المؤكد والجلي أن رحيل جان كلود بلان واستبداله بآندريا آنييللي أدّى إلى تغييرات جذرية هامة في البيانكونيري .

وعلى الرغم من عدم تقديم النتائج المطلوبة هذا الموسم , خاصة على الصعيد الأوروبي , لكنه من الواضح جداً تحسن أداء اليوفي ونيته للعودة إلى حيث ينتمي .

بداية الأزمة

لا يستطيع أحد تجاهل أو انكار التأثير السلبي الذي سببه الهبوط إلى الدرجة الثانية بعد فضيحة 2006 على نادي السيدة العجوز . هذا الأمر الذي أدى إلى إحباط على مستوى الإدارة واللاعبين , كما أدى إلى رحيل عدد من الأسماء الكبيرة . وعلى الرغم من العودة السريعة – المتوقعة , والأداء الملفت بعد العودة , خاصة على صعيد دوري الأبطال . لكن يبدو أن رحيل ديشان وقدوم رانييري من تشلسي لم يصب لمصلحة السيدة العجوز . الأمر الذي دعا إلى إقالة رانييري واستبداله "مؤقتاً" بتشيرو فيرارا , لكن مع خروج اليوفي من دوري الأبطال وكأس إيطاليا , وبعد حلوله بالمركز السادس في الدوري المحلي , كان لا بد من إقالة فيرارا , الذي كان في الوقت عينه زميلاً لبعض من اللاعبين الذين لا زالوا يقدمون فروض الولاء والطاعة لألوان قميص "حبيبة إيطاليا" . كما لم يكن قرار بلان بتعيين زاكيروني مكان فيرارا قراراً صائباً , فقد كانت مهمته بالعودة بفريق على شفير الهاوية , مهمة صعبة للغاية .

بداية الصحوة , الثلاثي الأمل

كان لا بد من التغيير ! هذا كان لسان حال مسؤولي الكرة في اليوفي , ورابطة مشجعي النادي التي تعد من أكبر القواعد الجماهيرية في العالم عامة وإيطاليا خاصة وذلك حسب استفتاء أقامته وكالة "ديموس & بي" للأبحاث , التي أعلنت أن جمهور السيدة العجوز في إيطاليا يتخطى الـ12 مليون مشجع , أي بنسبة 29% من المشجعين الإيطاليين , بينما بلغت 180 مليون مشجع في العالم معظمها في منطقة الشرق الأوسط . وبالفعل قد تمكنت الثورة التي قام بها الـ "تيفوزي" من مظاهرات واعتصامات أمام مبنى النادي وبعد كل مباراة وأحياناً خلال المباريات , كلها أدت إلى التغيير المنشود .


ومما لا شك فيه أن أهم خطوة اتخذت بهذا الاتجاه كانت إقالة جان كلود بلان وتعيين آندريا آنييللي مكانه . ويكاد لا يختلف اثنان على أهمية عودة آنييللي المعنوية على الأقل , للنادي وللمشجعين على حد سواء . فآندريا آنييللي هو حفيد سلالة عريقة كان لها باع طويل في تاريخ البيانكونيري . وهو الوريث الوحيد لعائلة آنييللي , ابن الراحل أومبرتو آنييللي (رئيس اليوفي 1955 – 62) ويعد رابع فرد من العائلة يتسلم زمام الرئاسة . بعد جده إدواردو , وعمه جيوفاني ووالده بالطبع .

وتعتبر إحدى أهم الخطوات التي أقدم على اتخاذها آنييللي منذ استلامه الرئاسة , هي تعيين مدرب سامبدوريا السابق لويجي دل نيري . وهو يعتبر أن عودة انتشال اليوفي لم تكن لتصبح ممكنة لولا وجود شخص مثل بيببي ماروتا – المدير التنفيذي لليوفنتوس , الذي قدم أيضاً من سامبدوريا والذي بدوره أحضر معه طاقم عمله بالكامل .

المهمة الصعبة

لم تكن مهمة دل نيري لتوصف بالمهمة العادية , فهو قدم إلى فريق يعرف بتاريخه العريق مهدداً بخسارة هذه السمعة وطامحاً بالعودة إلى الأمجاد التي اعتاد عليها . ولا يمكن لأي مدرب أي كان , أن يعود بنادِ عريق إلى سابق عهده ومجاراة أسماء كبيرة مرت على تدريب هذا النادي أمثال : مارتشيللو ليببي وفابيو كابيللو وجيوفاني تراباتوني .

وكانت البداية مع استقدام المهارات الجديدة واجبة وحاسمة . كما وأن هذه الصفقات التي تمت قبل انطلاق موسم 2010 – 2011 , أثبتت نجاحها بشكل ملحوظ . وعلى الرغم من أن بعض هذه الأسماء لم تثبت جدارتها حتى الآن , إن كان بسبب الإصابة أو بسبب عدم حصولها على الفرصة بعد , لكن الدم الجديد الذي أضيف إلى نادي السيدة العجوز أظهر ثقة ومثابرة ملفتة بعد موسمين مشينين .

استقدام المهارات

أهم هذه الصفقات كانت دون أدنى شك صفقة لاعب سسكا موسكو السابق الصربي ميلوش كرازيتش (15 مليون يورو) , الذي ومنذ ظهوره الأول مع البيانكونيري , قدم أداءاً مميزاً لفت إليه الأنظار , ودعا البعض لتشبيهه باللاعب الكبير التشيكي بافل ندفيد , أحد أهم اللاعبين والأكثر وفاءاً في تاريخ يوفنتوس على الإطلاق , والذي لا زال حتى بعد اعتزاله يحرص على تقديم كل ما لديه لناديه المفضل كمدير وعضو في مجلس إدارة اليوفي .

ومن الانتقالات الهامة التي أثرت إيجاباً على مستوى اليوفي هذا الموسم , الحصول على خدمات ماركو ستوراري , حارس مرمى سامبدوريا السابق , الذي أيضاً كانت مهمته صعبة إن لم تكن الأصعب , وهي حراسة عرين العملاق جيانلويجي بوفون , الذي يعتبر أهم حارس مرمى في تاريخ يوفنتوس وإيطاليا على الإطلاق , وأحد أهم حراس المرمى في العالم . لكن ستوراري تمكن من الحفاظ على هذه الأمانة الغالية لبوفون , الغائب بسبب الإصابة .

من الأسماء الهامة أيضاً والتي أحدثت فرقاً هذا الموسم مع السيدة العجوز , نذكرسيموني بيبي الذي قدم إلى اليوفي على سبيل الأعارة من أودينيزي , وأكويلاني أيضاً على سبيل الإعارة من ليفربول الإنكليزي , والأوروغواياني خورخي مارتينيز من كاتانيا , وعنصري الدفاع اللذين قدما أداءاً ملفتاً هذا الموسم وهما لاعب باري السابق بونوتشي والدنماركي فريدريك سورنسون الذي قدم بعقد إعارة من نادي لينغبي الدنماركي . بالطبع لا يمكن عدم ذكر فابيو كولياريللا , مهاجم نابولي الفذ , الذي سجل هذا الموسم 8 أهداف حتى الآن .

كما لا يمكن عدم القدوم على ذكر بعض المهارات "المحلية" في اليوفي والتي أظهرت في كل مناسبة أداءاً مقنعاً وواعداً أمثال باولو دي تشيليي , كلاوديو ماركيزيو .

دور القادة الرموز

عندما تتحدث عن اليوفي وتاريخ اليوفي , لا يمكنك عدم ذكر الأسماء الكبيرة واللاعبين المخضرمين الذين لا زالوا حتى اللحظة يعطون جل طاقتهم وولائهم ومحبتهم لنادي السيدة العجوز , كما لا يمكن عدم ذكر الأهمية المعنوية , ودورهم في تحفيز اللاعبين وطمأنة الجماهير .. وإن كان بعض هؤلاء قد اقتربوا من بداية النهاية , أو ربما النهاية فقط , إلا أنه لا يمكن لأحد أن لا يلاحظ الأهمية الكبرى لوجود قائد كأليساندرو دل بييرو مثلاً على أرضية الملعب , أو حتى على دكة البدلاء ! فأليساندرو يعتبر ابن البيانكونيري البار والوفي , الذي رفض الاستغناء عن ألوان القميص الأبيض والأسود بعد أزمة 2006 التي أدت إلى معاقبة يوفنتوس بالهبوط إلى الدرجة الثانية وحرمانه من آخر لقبين في السكوديتو , عندها كان دل بييرو في قمة عطائه وتألقه . فهو هداف اليوفي المطلق (279 هدف) , وصاحب أكثر مشاركات مع النادي على الإطلاق (653 مشاركة) , وصاحب أرقام قياسية قد يحتاج أي لاعب لعشرات السنين أن يتمكن من تحقيقها مع اليوفنتوس بشكل خاص .

ومثل دل بييرو . هناك عدد من الأسماء التي لطالما أحدثت فرقاً في جميع مشاركاتها مع اليوفي , أمثال الحارس جيانلويجي بوفون , والمدافع الفذ جيورجيو كييلليني , الذي بوجوده ضمن التشكيلة , يمنح دائماً الأمان والثقة لزملائه والجاهير على حد سواء .

في النهاية , لا يختلف اثنان مهما اختلفت توجهاتهم الرياضية وانتماءاتهم , على أهمية عودة اليوفي إلى حيث ينتمي , فكل محب وهاوٍ ومتتبع لكرة القدم , يرغب دائماً بمشاهدة أفضل وأرقى المباريات والمستوايات . وهنالك أسماء كبيرة مرت على تاريخ هذه اللعبة , لها سمعة عريقة ومحببة من معظم متتبعي كرة القدم , يوفنتوس بالتأكيد هو أحدها .


مقال / شفاء مراد .


aljazeerasport

المقال أعجبني وحبيت أن تقرؤوه . وكل التوفيق لليوفي في الدوري الإيطالي . وبإذن الله يعود كما كان قبل نكسة عام 2006 .
اضافة رد مع اقتباس