مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 04/11/2010, 04:22 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيم%الهلالي
الزعيم%الهلالي الزعيم%الهلالي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/03/2010
المكان: الشرقيهـ
مشاركات: 3,693
ومن المعلوم أن المعاصي التي دون الكفر عند أهل السنة والجماعة لا تخرج من الإيمان.
فيبقى النظر بعد ذلك؛ هل الهجر مفيد أو لا ؟ فإن أفاد، وأوجب أن يدع الإنسان معصيته فإنه يُهجر، ودليل ذلك قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه ، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع - رضي الله عنهم - الذين تختلفوا عن غزوة تبوك فهجرهم النبي صلى الله عليه وسلم(11) وأمر المسلمين بهجرهم، لكنهم انتفعوا في ذلك انتفاعاً عظيماً ولجأوا إلى الله، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه فتابوا وتاب الله عليهم.
هذه أنواع الهجرة: هجرة المكان ، وهجرة العَمَل، وهجرة العامِل.




* * *




2-وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)) قالت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال: ((يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم))(12) [ متفق عليه]، هذا لفظ البخاري.



الشرح




ذكر المؤلِّف حديث عائشة ـ رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يغزو جيش الكعبة، الكعبة المشرَّفة حماها الله وأنقذها من كل شر.
هذه الكعبة هي بيت الله؛ بناه إبراهيم ، وابنه إسماعيل - عليهما الصلاة والسلام - وكانا يرفعان القواعد من البيت ويقولان : ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].
هذا البيت أراد أبرهة أن يغزُوَه من اليمن ، فغزاه بجيش عظيم في مقدمته فيل عظيم؛ يريد أن يهدم به الكعبة - بيت الله - فلما قرب من الكعبة ووصل إلى مكان يُقال له المُغَمَّس حَرَنَ الفيل، وأبى أن يتقدم ، فجعلوا ينهرونه ليتقدم إلى الكعبة فأبى ، فإذا صرفوه نحو اليمن هَرْوَلَ وأسرع؛ ولهذا قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - في غزوة الحديبة لما أن ناقته حَرَنتْ وأبتْ أن تمشي فقال الصحابة : خلأت القصواء، خلأت القصواء - يعني حرنت ، وبركت من غير علَّة - قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق!))(13) فالنبي - عليه الصلاة والسلام - يدافع عن بهيمة ، لأن الظلم لا ينبغي، ولو على البهائم.
((ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق - أي عادة- ولكن حبسها حابس الفيل)) وحابس الفيل: هو الرب سبحانه وتعالى، ((والذي نفسي بيده لا يسألوني خُطَّةً يُعظمون فيها حرمات الله إلا أعطتيهم إياها))
المهم أن الكعبة غزيت من قبل اليمن، في جيش عظيم ، يقوده هذا الفيل العظيم، لِيهدم الكعبة، فلما وصلوا إلى المغمس أبى الفيل أن يمشي ، وحرن ، فانتهروه، ولكن لا فائدة، فبقوا هناك وانحبسوا ، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل ، والأبابيل : يعني الجماعات الكثيرة من الطيور ، وكل طير يحمل حجراً قد أمسكه برجله، ثم يرسله على الواحد منهم،حتى يضربه مع هامته ويخرج إلى دبره ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل:5]،كأنهم زرع أكلته البهائم ، واندكُّوا في الأرض ، وفي هذا يقول أمية بن الصلت:
اضافة رد مع اقتباس