مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 04/11/2010, 04:21 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الزعيم%الهلالي
الزعيم%الهلالي الزعيم%الهلالي غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/03/2010
المكان: الشرقيهـ
مشاركات: 3,693
الشرط الثاني: أن يكون عنده دينٌ يَحمِيه من الشهوات؛ لأن الإنسان يدفع به الشبهات. الذي ليس عنده دين إذا ذهب إلى بلاد الكفر انغمس؛ لأنه يجد زهرة الدنيا، هناك شهوات ، من خمر، وزنى، ولواط. كل إجرام موجود في بلاد الكفر.فإذا ذهب إلى هذه البلاد يُخشى عليه أن ينزلق في هذه الأوحال، إلا إذا كان عنده دين يحميه .فلابد أن يكون عند الإنسان دين يحميه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك؛ مثل أن يكون مريضاً؛يحتاج إلى السفر إلى بلاد الكفر للاستشفاء، أو يكون محتاجاً إلى علم لا يوجد في بلد الإسلام تخصص فيه؛ فيذهب إلى هناك ويتعلم ، أو يكون الإنسان محتاجاً إلى تجارة، يذهب ويتجر ويرجع. المهم أنه لابد أن يكون هناك حاجة ولهذا أرى أنَّ الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط. أرى أنهم آثمون ، وأن كل قِرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم، وإضاعة لمالهم، وسيحاسبون عنه يوم القيامة؛ حين لا يجدون مكاناً يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه، حين لا يجدون إلا أعمالهم، لأن هؤلاء يضيعون أوقاتهم ، ويتلفون أموالهم، ويفسدون أخلاقهم، وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم، ومِن عَجَبٍ أن هؤلاء يذهبون إلى بلاد الكفر التي لا يسمع فيها صوت مؤذن، ولا ذكر ذاكر، وإنما يسمع فيها أبواق اليهود، ونواقيس النصارى، ثم يبقون فيها مدة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم، فيحصل في هذا شرٌّ كثيرٌّ، نسأل الله العافية والسلامة.
وهذا من البلاء الذي يحل الله به النكبات،والنكبات التي تأتينا، والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي ، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾[الشورى:30] .نحن غافلون ، نحن آمنون في بلادنا. كأن ربنا غافل عنان كأنه لا يعلم ، كأنه لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
والناس يعصرون في هذه الحوداث، ولكن قلوبهم قاسية والعياذ بالله! وقد قال الله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون:76] . أخذناهم بالعذاب، ونزل بهم، ومع ذلك ما استكانوا إلى الله، وما تضرعوا إليه بالدعاء، وما خافوا من سَطْوتِه، ولكن قست القلوب-نسأل الله العافية- وماتت؛ حتى أصبحت الحوادث المصيريَّةُ تمر على القلب وكأنها ماء بارد ، نعوذ بالله من موت القلب وقسوته، وإلا لو كان الناس في عقل، وفي قلوب حية، ما صاروا على هذا الوضع الذي نحن عليه الآن، مع أننا في وضع نُعتَبَر أننا في حال حرب مدمرة مهلكة، حرب غازات الأعصاب والجنود وغير ذلك، ومع هذا لا تجد أحداً حرَّك ساكناً إلا أن يشاء الله، هذا لا شك أنه خطأ ، إن أناسا في هذه الظروف العصيبة ذهبوا بأهليهم يتنزَّهون في بلاد الكفر، وفي بلاد الفسق وفي بلاد المجون والعياذ بالله !
والسفر إلى بلاد الكفر للدعوة يجوز؛ إذا كان له أثر وتأثير هناك فإنه جائز، لأنه سفر لمصلحة، وبلاد الكفر كثيرٌ من عوامهم قد عُمِّيَ عليهم الإسلام، لا يدرون عن الإسلام شيئاً، بل قد ضُلِّلوا، وقيل لهم إن الإسلام دين وحشيَّةٍ وهمجيَّةٍ ورعاع، ولا سيما إذا سمع الغرب بمثل هذه الحوادث التي حصلت على أيدي من يقولون إنهم مسلمون، سيقولون أين الإسلام؟! هذه وحشيَّةٍ!! وحوشٌ ضاريةٌ يعدو بعضها على بعض ويأكل بعضها بعضا، فينفر الناس من الإسلام بسبب أفعال المسلمين، نسأل الله أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم.
اضافة رد مع اقتباس