مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 07/11/2004, 03:22 PM
hilalimax hilalimax غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 26/06/2004
المكان: جدة
مشاركات: 506
قصة توبة الشيخ سعيد بن مسفر

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة منقولة من كتاب ( قصص مؤثرة للشباب)

في لقاء مفتوح مع الشيخ سعيد بن مسفر حفظه الله طلب منه بعض الحاضرين ان يتحدث عن بداية هدايته فقال :
حقيقة : لكل هداية بداية .. ثم قال : بفطرتي كنت اؤمن بالله, وحينما كنت في الصغر امارس العبادات كان ينتابني شيء من الضعف والتسويف على امل ان اكبر وابلغ مبلغ الرجال , فكنت اتساهل فترات معينة بالصلاة فإذا حضرت جنازة او مقبرة او سمعت موعظة في مسجد ازدادت عندي نسبة الايمان فإحافظ على الصلاة فترة معينة مع السنن ثم بعد اسبوع او اسبوعين اترك السنن وبعد اسبوعين اترك الفريضة حتى تأتي مناسبة اخرى تدفعني الى ان اصلي
وبعد ان بلغت مبلغ الرجال وسن الحلم لم استفد من ذلك المبلغ شيئا وانما بقيت على وضعي في التمرد
وعدم المحافظة على الصلاة بدقة لأن من شب على شيء شاب عليه , وتزوجت فكنت اصلي احيانا وأترك احيانا على الرغم من ايماني الفطري بالله
حتى شاء الله تبارك وتعالى في مناسبة من المناسبات كنت فيها مع اخ لي في الله هو الشيخ سليمان بن فايع - بارك الله فيه- وكان هذا في سنة 1387 هـ نزلت من مكتبي - وأنا مفتش في التربية الرياضية- وكنت البس الزي الرياضي والتقيت به على باب ادارة التعليم وهو نازل من قسم الشؤون المالية فحييته لانه كان زميل دراسة وبعد التحية اردت ان اودعه فقال لي الى اين؟ - وكان هذا في رمضان - فقلت له : الى البيت لأنام .. وكنت في العادة أخرج من العمل ثم أنام الى المغرب ولا اصلي العصر الا اذا استيقظت قبل المغرب وأنا صائم.. فقال لي لم يبق على صلاة العصر الا قليل فما رأيك لو نتمشى قليلا ؟ فوافقته على ذلك ومشينا على اقدامنا وصعدنا السد ( سد وادي ابها ) فجلسنا هناك حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضأنا وصلينا ثم ونحن عائدون ويده بيدي قرأ علي حديثا كأنما اسمعه لأول مرة مع انني سمعته من قبل لانه حديث مشهور لكن حينما كان يقرؤه فينفتح قلبي له حتى كأنه يسمعه لأول مرة وهذا الحديث هو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر لما يلحد فجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الارض فرفع رأسه فقال:
استعيذوا بالله من عذاب القبر - قالها مرتين او ثلاثا- ثم قال: ( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وأقبال من الآخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ) الحديث.
فذكر الحيث من اوله لآخره وانتهى من الحديث حين دخلنا ابها وهناك سنفترق حيث يذهب كل منا الى بيته فقلت له : ياأخي من اتيت بهذا الحديث ؟ قال : هذا الحديث في كتاب رياض الصالحين . فقلت له : وانت اي كتاب تقرأ؟ قال : كتاب الكبائر للذهبي .
فودعته وذهبت مباشرة الى المكتبة فاشتريت كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالحين وهذان الكتابان أول كتابين اقتنيهما . وفي الطريق وانا متوجه الى البيت قلت لنفسي : أنا الآن على مفترق الطرق وأمامي الآن طريقان الطريق الاول طريق الإيمان الموصل الى الجنة والطريق الثاني طريق الكفر والنفاق والمعاصي الموصل الى النار وأنا الآن أقف بينهما فأي الطريقين أختار؟
العقل يأمرني باتباع الطريق الاول
والنفس الأمارة بالسوء تأمرني باتباع الطريق الثاني وتمنيني وتقول : انك مازلت في ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح الى يوم القيامة فبإمكانك التوبة في مابعد.
هذه الوساوس كانت تدور في ذهني وانا في طريقي الى البيت . وصلت الى البيت وأفطرت وبعد صلاة المغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلاة التراويح ولم أذكر اني صليت التراويح كاملة الا تلك الليلة. وكنت قبلها اصلي ركعتين فقط ثم انصرف وأحيانا اذا رأيت أبي اصلي أربعا ثم انصرف.
وانصرفت من الصلاة من الصلاة وتوجهت بعدها الى منزل الشيخ سليمان , فوجدته خارجا من المسجد فذهبت معه الى البيت وقرأنا في تلك الليلة في أول كتاب الكبائر أربع كبائر الكبيرة الاولى الشرك بالله والكبيرة الثانية السحر والكبيرة الثالثة قتل النفس والكبيرة الرابعة ترك الصلاة.
وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور فقلت لصاحبي : أين نحن من هذا الكلام؟ فقال : هذا موجود في كتب اهل العلم ونحن غافلون عنه فقلت : والناس ايضا في غفلة عنه فلا بد أن نقرأ عليهم هذا الكلام قال : ومن يقرأ ؟ قلت: انت قال: بل انت . واختلفنا من يقرأ وأخيرا استقر الرأي على ان أقرأ انا
فأتينا بدفتر وسجلنا في الكبيرة الرابعة ترك الصلاة.
وفي الاسبوع نفسه وفي يوم الجمعة وقفت في مسجد الخشع الاعلى الذي بجوار مركز الدعوة بأبها ولم يكن في أبها غير هذا الجامع ألا الجامع الكبير.
فوقفت فيه بعد صلاة الجمعة وقر ات على الناس هذه الموعظة المؤثرة التي كانت سبباً - ولله الحمد- في هدايتي واستقامتي وأسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه أنه سميع مجيب.
اضافة رد مع اقتباس