مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 19/10/2010, 08:16 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ آخر طموحآتي
آخر طموحآتي آخر طموحآتي غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 30/08/2008
مشاركات: 695
الفوائد القيمة ~ كن قريبا من ربك / الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله حمداَ والشكر لله شكراً شكراً ، والصلاه والسلام على المبعوث رحمه للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وأتباعه الى يوم الدين وبعد :

فيسعدني أن أقدم لكم الجزء الثاني من الفوائد القيمة ، سائلا المولى عزو وجل أن يكتب لها الأثر على كل من قرأها ..

~ ~ ~ ~ ~ ~



* للإخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا ، ومتى قصرت عنه كان نقصاَ ومهانة ..



فللحرص حد : وهو الكفايه في أمور الدنيا ، فمتى نقص عن ذلك كان مهانة وإضاعة ، ومتى زاد عليه كان شرها ورغبة .




وللحسد حد : وهو المنافسة في طلب الكمال ، والأنفه أن يتقدم عليه نظيره فمتى تعدى ذلك صار ظلما وبغيا ، ومتى نقص عن ذلك ، كان دناءه وضعف همة وصغر نفس .



والجود له حد بين طرفين : متى جاوزه صار إسرافاً وتبذيرا ، ومتى نقص عنه كان بخلا وتقتيرا.

وللشجاعة حد : متى جاوزته صار تهورا ، ومتى نقصت عنه صار جبنا وخورا .



والغيره لها حد : إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبريء ، وإذا قصرت عنه كانت تغافلا ومبادئ دياثة .



وللتواضع حد : إذا جاوزه كان ذلا ومهانة ، ومن قصر عنه انحرف الى الكبر والفخر.



وللعز حد : إذا جاوزه كان كبرا وخلقا مذموما ، وان قصر عنه انحرف الى الذل والمهانة .



وضابط هذا كله العدل وهو : الأخذ بالوسط المطلوب بين طرفي الإفراط والتفريط ، وعليه بناء مصالح الدنيا والآخرة .




* * *


  • المطلب الأعلى موقوف حصوله على همه عالية ونيه صحيحة ، فمن فقدهما تعذر عليه الوصول إليه ، فالنية تفرد له الطريق والهمة تفرد له المطلوب .
* * *


  • من حكم ابن مسعود – رضي الله عنه - : قال له رجل : علمني كلمات جوامع نوافع ، فقال : اعبد الله لاتشرك به شيئا ، وزل مع القرآن حيث زال ، ومن جاءك بالحق فاقبل منه ولو كان بعيدا بغيضا ، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا . يؤتى بالعبد يوم القيامه فيقال له أد أمانتك ، فيقول : يارب من أين وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل على هيئتها يوم أخذها في قعر جهنم ، فينزل فيأخذها فيضعها على عاتقه فيصعد بها ، حتى إذا ظن أنه خارج بها هوت وهوى في أثرها أبد الآبدين
* * *



  • لايجتمع الإخلاص ومحبه الثناء والمدح والطمع فيما عند الناس في القلب ، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاذبح الطمع وأقبل على المد والثناء وازهد فيهما ، فإن فعلت سهل عليك الإخلاص . فإن قلت كيف يكون ذبح الطمع والزهد في المدح ؟ قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك أن مامن شي يطمع فيه الا وهو بيد الله وحده ولا يؤتي العبد منها شيئا سواه ، وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك أنه ليس من أحد ينفع مدحه ويزين ، ولا بضر ذمه ويشين الا الله عز وجل ، فازهد في مدح من لايزينك مدحه وفي ذم من لايشينك ذمه .
* * *


  • سبحان الله رب العالمين ، لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا إقامة المروءة وصون العرض ، وحفظ الجاه وصيانة المال ، ومحبة الخلق ، وصلاح المعاش واراحة البدن وقوه القلب وطيب النفس ونعيم القلب وانشراح الصدر وقله الهم والغم والحزن وعز النفس وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية وتيسير الرزق عليه من حيث لايحتسب وتسهيل الطاعات عليه وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس وكثرة الدعاء له والحلاوه التي يكتسبها في وجهه والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس وانتصارهم وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب ، وسرعة إجابة دعاءه ، وقرب الملائكه منه ، وزوال الوحشه بينه وبين الله ، ةوتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه ، وصغر الدنيا في قلبه ، وعدم خوفه من الموت ، وذوق حلاوة الطاعه ووجد حلاوه الايمان ، وحصول محبة الله وإقباله عليه ، وفرحه بتوبته . فهذه بعض أثار ترك المعاصي فّإذا مات انتقل من سجن الدنيا وضيقها ألى روضه من رياض الجنه ينعم فيها إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيمة كان الناس في الحر والعرق وهو في ظل العرش ، فإذا انصرفوا من بين يدي الله أخذ به ذات اليمين مع أولياءه المتقين وحزبه المفلحين .. (( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )) .
* * *


  • ذكر ابن سعد عن عمر ابن ابن عبدالعزيز أنه اذا كان إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه ، وإذاك كتب كتابا فخاف على نفسه العجب مزقه ، ويقول اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي .
* * *


  • اعلم أن العبد إذا شرح في قول أو عمل يبتغى به مرضات الله مطالعا منة الله عليه وتوفيقه له فيه وأنه بالله لابنفسه ومعرفته وفكره ، بل هو الذي أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن ، فالذي من عليه بذلك هو الذي من عليه بالقول والعمل ، فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤيه نفسه وغيبته عن شهور منة ربه وتوفيقه وإعانته .
* * *


  • من علامات السعادة والفرح : أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته ، وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره ، وكلما زيد في عمره نقص من حرصه ، وكلما زيد من ماله زيد في سخاءه وبذله ، وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم .وعلامات الشقاوة : أنه كلما زيد في علمه زيد في كبره وتيهه ، وكلما زيد عمله زيد في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه ، وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه . وهذه الأمور ابتلاء من الله وامتحان يبتلي بها عباده فيسعد بها أقوام ويشقى بها أقوام .
* * *





* الأعمال والدرجات بنيان وأساسها الإيمان ، ومتى كان الأساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه ، وإذا تهدم شيء من البنيان سهل تدراكه ، وإذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت ، وإذا تهدم شيء من البنيان سقط البنيان أو كاد ,, وهذا الأساس هو : صحة المعرفه بالله وأمره وأسماءه وصفاته ، والثاني : تجريد الإنقياد له ولرسوله دون ماسواه ، فهذا أوثق أساس أسس العبد عليه بنيانه .



* * *

  • أركان الكفر أربعة : الكبر والحسد والغضب والشهوة ، وزوال الجبال عند الله أيسر من زوال هذه الأربعه عمن ابتلي بها ، ولا سيما إذا صارت هيئات راسخة وملكات وصفات ثابتة ، فإنه لايستقيم له معها عمل البتة ولا تزكوا نفسه مع قيامها بها ، وكلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه الأربعة ، وكل الآفات متولدة منها ، وإذا اسنتحكمت في القلب أته الباطل في صوره الحق ، والحق في صورة الباطل ، والمعروف في صورة المنكر ، والمنكر في صورة المعروف ، وقربت منه الدنيا وبعدت منه الآخرة ، ومنشأ هذه الأربعة من جهله بربه .
~


~
~
~


في الختام لايسعني إلا أن أتمنى التوفيق والسداد والإعانة لكل من قرأها وعمل بها ..

وانتظروني في الجزء الثالث بإذن الله



لاتنسوني من دعوة بالشفاء لوالدي في ظهر الغيب وجميع مرضى المسلمين
اضافة رد مع اقتباس