كان كاكا بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الأربع التي خاضها منتخب البرازيل في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا حتى الآن، ورغم أنه كان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة فهو لم يقدم المستوى المتوقع منه كقائد فعلي على أرض الملعب.
قرر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونجا أن يستبعد رونالدينيو عن التشكيلة التي تخوض نهائيات العرس الكروي، لأن نجم برشلونة الإسباني السابق لم يقدم المستوى المطلوب مع فريقه الحالي ميلان الإيطالي، لكن المفارقة أنه راهن على كاكا رغم أن الأخير كان "أسوأ" من رونالدينيو خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد الإسباني الذي أنفق 65 مليون يورو لضمه من ميلان أيضا.
لكن مستوى كاكا تأثر كثيرا بالإصابات التي لاحقته وهو كان مهددا حتى بالغياب عن النهائيات وكان في سباق مع الزمن ليكون متواجدا مع "سيلسياو" في حملته نحو لقب سادس في قارة مختلفة هذه المرة، إلا أن ما قدمه أفضل لاعب في العالم لعام 2007 حتى الآن لم يكن على مستوى الطموحات والتوقعات، لأنه قدم أداء متواضعا للغاية, وهو مهددا بالغياب عن الدور نصف النهائي في حال حصوله على إنذار اليوم أمام هولندا في ربع النهائي.
عصبية نجم
بدا كاكا عصبيا كثيرا في المباريات التي خاضها وهو تذمر أيضا من الحكام الذين "يستهدفونني" عوضا عن رفع البطاقات في وجه اللاعبين الذين يقومون باستفزازه والاعتداء عليه، لكن جميع هذه المعطيات أصبحت في الماضي، لأن "سيلسياو" تأهل إلى ربع النهائي للمرة الخامسة على التوالي دون أن يحتاج كثيرا إلى خدمات كاكا، إلا أن الوضع أصبح مختلفا تماما الآن، لأن الخصم هو المنتخب الهولندي، ولأن الخصوم السابقين لم يشكلوا التحدي الأكبر بالنسبة لأبطال العالم خمس مرات، ليطرح السؤال الأهم: هل يستفيق كاكا من سباته في هذه المرحلة الحاسمة؟
سيكون كاكا مطالبا بأن يقدم جهدا مضاعفا أمام المنتخب البرتقالي وسيكون صانع ألعاب ريال مدريد، تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى لمعرفة ما إذا كان من معدن النجوم الذين يستفيقون عندما يكون منتخب بلادهم بأمس الحاجة إليهم، كما كانت حال سلفه صانع الألعاب في ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان الذي لم يقدم شيئا يذكر في مونديال بلاده عام 1998 قبل أن يضرب بقوة في النهائي حيث سجل هدفين في مرمى البرازيل بالذات (صفر/3) ليقود "الديوك" إلى لقبهم العالمي الأول والوحيد.
"أنا جاهز لأن أكون أحد قادة المنتخب على الرغم من أن في صفوفه كثيرا من القادة الذي يتمتعون بتقنيات عالية وتكتيك رفيع, أنا مستعد لتحمل هذه المسؤولية". واعترف النجم البرازيلي بتراجع مستواه , قائلا "لست سعيدا بمستواي، لكن الأمر بدني فقط، لأنني عانيت كثيرا منذ تعرضت للإصابة".
كاكا أمام تحدي إظهار قدراته الحقيقية انطلاقا من موقعة اليوم، لأنه في حال خروج البرازيل خاسرة من هذه الموقعة سيتحمل مع دونجا عبء الإخفاق، لأن اللاعبين الآخرين قدموا ما يشفع لهم في المباريات الأربع الأولى.
المصدر:
http://www.alwatan.com.sa/Sports/New...4&CategoryID=6