بدأت النساء في نجران في شن حملات مقاطعة لمحلات المستلزمات النسائية التي يبيع فيها الرجال, وذلك لأسباب عدة تتعرض لها المرأة منها الشعور بالخجل والحاجة للخصوصية, حيث سبق أن طالبن بإدارة العاملات لمثل هذه المحلات لكي يأخذن حريتهن في الاختيار وطرح الأسئلة المناسبة من حيث النوع والجودة والمقاس المناسب.

وحول تلك القضية يقول مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنطقة نجران الشيخ الدكتور صالح الدسيماني: للمرأة مكانتها في الإسلام, وتعد قضية عمل المرأة من القضايا التي نالت مناقشات عديدة في الأوساط الثقافية والإعلامية، فالشريعة الإسلامية -كقاعدة عامة - لا تمنع أحداً من العمل والتكسب، ولكنها تضع الحدود والضوابط التي تلائم وتفيد المجتمع وأفراده، ذلك أن الإسلام قد قسم الأدوار بين المرأة والرجل تقسيماً عادلاً فريدا لبناء أسرة مسلمة. فالرجل هو المسؤول عن نفقة أفراد أسرته وتأمين احتياجاتها وهو يتولى شؤون المنزل الخارجية، وتقع على المرأة مسؤولية العناية بالبيت والزوج والأولاد وتوفير الراحة والحنان وتربية الأولاد .
و يضيف الدسيماني وفي المجتمع الإسلامي قد يحتاج إلى عمل المرأة في بعض الأعمال والمهام على سبيل الضرورة كأن تعمل معلمة لتعليم بنات جنسها، وطبيبة لمعالجة وتطبيب الإناث، أو أن تعمل بأي عمل يفيد المجتمع وبنات جنسها مع مراعاة الضوابط الشرعية.
و يرى الدسيماني أن عمل المرأة في المحلات التي تباع فيها مستلزمات النساء ، خير من عمل الرجال فيها ، فهي أعرف ببنات جنسها، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى دراسات ميدانية واسعة قبل تنفيذه، من أجل أن يكون المقصود صيانة المرأة ، وأن تكون في المكان اللائق بها.
" الوطن" التقت عددا من السيدات اللواتي ينادين بمقاطعة مثل هذه المحلات حيث قالت لينة حمود وهي موظفة أفضل أن أشتري مستلزماتي الخاصة من محل تبيع فيه امرأة لأن لديها الخبرة بأمور كثيرة ومن جوانب متعددة خاصة عن الفتيات اللواتي لا يوجد لديهن خبرة، إضافة لأني أشعر بالخجل عند مخاطبة الرجال في ذلك الشأن الأمر الذي يجعلني أخرج من المحل دون أن أكمل شراء بعض أغراضي الخاصة.
وتضيف فاتن عسيري ربة منزل زوجي يخجل عندما أقوم بسؤال البائع عن تلك المستلزمات إضافة إلى شعوره بالخجل عند دفع الحساب لأن المحاسب يقوم ببعثرة الملابس لمعرفة السعر لكل قطعة فبين جموع الزبائن والمحاسب يشعر بذلك الخجل إضافة إلى أنه يشعر بالغيرة عند مخاطبة رجل بمثل تلك الأمور ولكن ماذا أفعل فالمضطر يعمل الصعب.
وتتساءل هناء المفلح من هي التي ستسمح لها ظروفها بالعمل في مثل هذه المحلات خاصة أن عاداتنا وتقاليدنا لن تسمح بذلك، إضافة إلى وضع أغلب المحلات التي تكون مكشوفة وغير مهيأة لوجود فتاة بين مجموعة رجال وإذا وجد من تعمل في ذلك فهل الأنظمة ستسمح لها بالعمل في مثل هذه الوضعية.

وتضيف هناء أنه إذا تم استقبال عمالة نساء من الخارج للقيام بتلك المهنة فإن الأنظمة أيضاً لن تسمح بذلك، فما هو الحل هل سنبقى بدون تبضع والاستمرار في مقاطعة تلك المحلات أم سننتظر طويلا لإيجاد الحل المناسب أو سنستسلم للأمر الواقع والعدول عن هذه المقاطعة؟
.
.


..«سبعيني» فارق الحياة بعد أن أدلى ببيانات أسرته للعداد في صامطةفارق الحياة أمس مواطن في الخامسة والسبعين من عمره في صامطة، بعد أن أنهى تسجيل بياناته لدى العداد أثناء جولة العدادين على المنازل لتسجيل بيانات الأسر. وقال ل"الرياض" محمد ابن (المواطن المتوفى) إن والده كان بصحة جيدة ولكن كانت تأتيه بين الحين والآخر حالات هبوط في الدورة الدموية، ولم تكن لديه أي أعراض وقد أدلى ببياناته وبيانات جميع أفراد الأسرة، حيثُ نسكن في منزل واحد.

وأضاف:"وفي تمام الحادية عشرة كنت في خارج المنزل وتلقيت اتصالاً من والدتي تفيد بأن والدي قد أغمي عليه، وتم نقله لمستشفى صامطة العام إلا أنه قد فارق الحياة إثر نوبة قلبية".

وفاة 3 آلاف شخص سنويا في هولندا بسبب العمل

أكد اتحاد النقابات العمالية بهولندا أمس في تقرير له أن أكثر من 3 آلاف شخص يموتون بهولندا سنويا نتيجة لظروف العمل السيئة وغير الصحية ، وأن ظروف العمل هذه لا تخضع لرقابة حكومية كاملة لتحسينها وحماية العمال من مصادر الخطر والأمراض بمواقع عملهم.
وأكد التقرير أن معطم الوفيات تنتج عن الإصابة بالسرطان ، نتيجة التعرض لمواد كيماوية خطيرة ، ولمادة الازبست التي تدخل في صناعة الأرضيات البلاستيكية وطلاء الجدران ، ويتوفى أكثر من 1350 شخصا متأثرين بالسرطان.
كما يموت سنويا أكثر من 200 جنين ببطون أمهاتهم العاملات ، نتيجة استنشاق الأم المواد الكيماوية الضارة ، بينما يتوفى 725 شخصا نتيجة الإصابة بأمراض القلب والهبوط الحاد في الدورة الدموية أو ارتفاع ضغط الدم ، بسبب تزايد ضغوط العمل وتسارع وتيرتها على نحو يؤثر سلبا على قلوب هؤلاء.
كما يتوفى 570 شخصا نتيجة الإصابة بأمراض الرئة بسبب ظروف العمل ، واستنشاق غازات ومواد سامة ، بينما تعد الأمراض المعدية والأوبئة سببا أيضا في وفاة 100 شخص سنويا ، ويعد مرض أنفلونزا الطيور والخنازير الجديد مثالا لانتشار هذه الأمراض والعدوى .
وأكدت أجنيس يونجرهاوس رئيسة اتحاد العمال " إف إن في " أن على الحكومة التحرك لإنقاذ العاملين ومواجهة هذه الأخطار من خلال أعمال التفتيش وفرض الغرامات ، ومعاقبة أصحاب العمل المخالفين لاشتراطات أمن وسلامة أماكن العمل، فهناك أماكن عمل لم تتم صاينتها أو تجديدها منذ سنوات تصل إلى 30 عاما.

المدخنون يصدرون سموما من ملابسهم وشعرهم

حذر اختصاصي من احتضان المدخن لأطفاله قبل تبديل ملابسه، ومن التدخين في السيارة في غيابهم، موضحا أن الجزيئات ورائحة التدخين المتراكمة والتي تعلق في الملابس تسبب نفس أضرار التدخين السلبي
وأوضح رئيس قسم الدراسات والأنظمة في برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور جمال باصهي أن المدخنين فعليا يصدرون سموما من ملابسهم ومن شعرهم كما أن بقايا التدخين التراكمي أو التدخين الثالث (third hand smoking) ، وهو التلوث الذي يحدثه تدخين التبغ، والذي يستمر بعد أن تطفأ السيجارة أو الشيشة يبقى تأثيره السلبي في المكان والملابس لعدة أيام وقد تصل لعدة شهور، وذلك تبعا لعدد أيام التدخين، كما أنها تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق لتطايرها في الهواء، ويتراكم العديد من المواد السامة التي يحتويها التبغ مثل الرصاص والسيانيد الذي يستخدم في الأسلحة الكيميائية، ويحول دون وصول الأوكسجين إلى الأنسجة الحية.
وأضاف أن الناس الذين يتسممون بالسيانيد يميل لونهم إلى اللون الأزرق، كما أن المواد السامة التراكمية تحتوي على مادة الزرنيخ، وهي مادة سامة تستخدم لقتل بعض الثدييات كالجرذان .
وقال الدكتور باصهي إن خطر ذلك يكون أكبر على الأطفال، وذلك لأن الأطفال يتنفسون أكثر من البالغين مما يجعلهم يدخلون كميات كبيرة من هذه المواد إلى أجسامهم، وخاصة الدماغ الذي يكون في مرحلة النمو عند الأطفال، حيث إن الدماغ النامي حساس جدا، وبشكل استثنائي للمستويات المنخفضة من السموم ،
وأضاف باصهي أن "هذه البقايا التراكمية من التدخين سبب للأمراض السرطانية والربو وحساسية الجلد وحرقان العين وحساسية الأنف والصدر ، مشيرا إلى أنه كلما كان المكان رطبا زاد تخزينه لسموم التدخين، حيث إن الملابس والفرش أكثر تخزينا لهذه السموم من الأسطح الصلبة.
وأوضح باصهي أن التكييف والمراوح غير مجدية لإزالة هذه التراكمات السامة، بل يجب غسيل الأشياء التي تعرضت للتدخين.

تواصل هطول أمطار الطائف بغزارة.. والكميات الكبيرة من المياه تغلق أنفاق المحافظة

لبى البيجو

شهدت محافظة الطائف عصر أمس امطاراً غزيرة لم تشهدها المحافظة منذ عدة سنوات ورغم أن الفترة الزمنية لهطول المطر لم تتجاوز الساعة إلا أنها كانت مصحوبة بكميات كبيرة من البرد مما أدى الى تدفق السيول بكميات كبيرة في فترة وجيزة الأمر الذي دعا فرق الدفاع المدني إلى إغلاق الانفاق بالمحافظة مثل نفق المؤتمرات ونفق شارع الجيش ونفق شارع حسان بن ثابت. وقد شملت الأمطار حي شهار والشرقية والشهداء الشمالية والشهداء الجنوبية والنسيم والهدا وشبرا والعزيزية وباب الريع والسلامة والوشحاء وام السباع والحوية والعديد من أحياء الطائف بالاضافة الى الشفا ورضوان والعطيف وليا وبني سعد سالت على اثرها العديد من الاودية والشعاب، ولا زالت تشكيلات السحب الركامية بسماء المنطقة مما يبشر بهطول المزيد من الامطار خلال الفترة المقبلة إن شاء الله .
المتحدث الإعلامي بصحة الطائف سعيد الزهراني اكد ان مستشفيات الطائف استقبلت 8 اصابات نتيجة حوادث مرورية وقعت اثناء هطول الامطار على المحافظة امس لافتا ان المستشفيات كانت في حال تأهب تحسبا لاي طارئ داعياً قائدي المركبات الى القيادة بحذر لا سيما اوقات هطول الامطار حفاظا على سلامتهم والاخرين، اما الناطق لاعلامي في مرور محافظة الطائف النقيب علي المالكي فقد كشف عن وقوع 28 حادث سير اثناء هطول الامطار على محافظة الطائف تسببت خمسة منها في وقوع اصابات بينما اقتصرت الاخرى على تلفيات في المركبات ولفت الى انه تم اغلاق نفقي معشي والملك فيصل لمدة لم تتجاوز الاربعين دقيقة حتى تسربت المياه عقب تدخل امانة محافظة الطائف واشار إلى أنه تم اطلاق الخطة المرورية الجديدة حيث اغلقت تقاطعات عدة والغيت الاشارات الواقعة تحت الجسور.
يشار أن مرور الطائف بالتعاون مع الامانة طبقا خطة توحيد مسارات شوارع جديده مثل شارع حسان وشارع خالد.

الهلال ... النصر!
تركي الدخيل

من أكثر وسائل التسلية في السعودية متابعة الرياضة حدّ الهوس!
المجتمع السعودي عاشق ومتيم بالرياضة. تجد طفلاً صغيراً يعرف تفاصيل الفرق الأوروبية. الدوري الإسباني ... الإيطالي ... الإنجليزي. بل رأيتُ مجموعة من الأطفال لهم آراء في الدوري البرازيلي. هذا العشق للرياضة إيجابي بطبيعة الحال، لأنها تسلية متاحة ونظامية، ويلفّها الهدوء. من الرائع أن تكون الرياضة سائدةً في المجتمع. ذلك أن "علم اجتماع الرياضة" يحدثنا عن أن الرياضة تؤثر اجتماعياً، على مستوى انتشار الحوار، والتعايش مع الآخر المختلف "رياضياً"، والحرية الموجودة في الصحف الرياضية حرية تكاد تكون منفلتة لدرجة التهريج أحياناً. وهذا أيضاً إيجابي.
يَعتبر ـ مثلاً ـ العالم الرياضي الروسي "ماتفيف" أن "التحليلات الإحصائية الاجتماعية تؤكد أن الإنجازات الرياضية الأوروبية ـ باعتبارها أرقى الإنجازات الرياضية ـ ترتبط ارتباطاً كبيراً بمؤشرات الوجود الاجتماعي للإنسان مثل الدخل القومي ومتوسط دخل الفرد ،لأن الرياضة تحتاج إلى تسهيلات وأموال للصرف عليها.
قلتُ: بمعنى أن الرياضة لا يمكن أن تتطور في ظلّ مجتمع مأزوم حضارياً. حتى في البرازيل والارجنتين هناك تألق على مستوى المنتخبات والفرق، لكن التألق الحقيقي يوجد في أوروبا حيث إن متطلبات وشروط إيجاد الإنسان الحضاري متوفرة، لهذا تتألق المشاهد الرياضية في أوروبا، بدءاً من الجمهور ومشاهد الحياة الآسرة التي نشاهدها في المدرجات. هذا فضلاً عن اللعب الخلاّب والروح الرياضية العالية التي نراها في الفرد الأوروبي رياضياً، والوعي الحضاري بالمعنى المدني للرياضة.
قال أبو عبد الله غفر الله له: نحن نعلم أن جزءاً من الحيوية الرياضية هو ذلك التنافس التاريخي بين الهلال والنصر، أو بين الأهلي والاتحاد. بمعنى أن التنافس وهذا الحراك بين الفريقين يضيف دينامية مختلفة للرياضة، لكن ما لم نستحضره بعد أن الرياضة جزء من المجتمع المدني، يتطور تبعاً لتطوره، ويتقهقر تبعاً لتقهقره.
إن الفشل الذريع للمنتخب السعودي في عجزه حتى عن الوصول إلى كأس العالم، له علاقة وطيدة بتراجع دخل الفرد وضعف الوعي الصحي وانتشار التعصب الاجتماعي. يتضح التقهقر في سلوكيات الرياضيين المتوتّرين مهما علت مناصبهم. إنها وحدة مترابطة لا يمكن عزلها عن محيطها. هكذا تحدث علماء الاجتماع، وأظنّ أنهم من الصادقين.

الموظف الحكومي والكاتب الحر
فهد عامر الاحمدي

كان لي شرف العمل بوظيفتين لمدة عشرين عاماً كاملة .. الوظيفة الأولى "حكومية" في قطاع التعليم وإمارة المدينة ، والثانية "كاتب حر" في صحيفة المدينة ثم جريدة الرياض .. وخبرة مزدوجة كهذه تؤهلني لأخبركم بالفرق بين وضع الموظف في القطاع الحكومي ووضعه في القطاع الخاص ...
فحين تكون موظفا حكوميا يمكنك تأخير المعاملات أو الجلوس بلا عمل أو رمي مهامك على الغير ثم استلام راتبك آخر الشهر بل واستلام بدل انتدابات مختلقة أما حين تكون كاتبا حرا فلن تستلم قرشا واحدا مالم تقدم إنتاجك قبل موعد الطباعة .. وقد تفقد عملك لمجرد التأخير !
وحين تكون موظفا حكوميا تستطيع الاستفادة من خدماتك للمدير أو قرابتك لرئيس القسم أو حتى صداقتك مع المراسل وحارس الأمن في حين لن تنفعك هذه العلاقات في الصحيفة كون لا أحد يستطيع كتابة مقال أو تقرير يخصك!!
وحين تكون موظفا حكوميا يمكنك أخذ إجازات سنوية واضطرارية واستثنائية ومرضية (واختلاق أي عذر أو تقرير) في حين ان توالي المقالات بشكل يومي وصعوبة تفريغ موقع الزاوية أو حتى التخلي عنها لكاتب آخر تمنعك من أخذ أي نوع من الاجازات (كما هو حالي منذ عشرين عاما) !!
وحين تكون موظفا حكوميا يمكنك اختلاق أي نوع من المشاكل دون أن تخشى شيئا (وفي أسوأ الأحوال سيتم نقلك لقسم آخر دون المساس براتبك أو علاوتك السنوية) في حين لا يمكن للكاتب الحر فعل ذلك لارتباط الراتب والتقدم الوظيفي باستمرارية الانجاز ومستوى الالتزام ناهيك عن صعوبة الانتقال لعمل آخر..
وحين تكون موظفا حكوميا تشعر بالاطمئنان والأمن الوظيفي فينخفض مستواك ولا تجد دافعا لتطوير الذات (ولا حتى دافعا للادخار لوجود راتب مضمون آخرالشهر) أما حين تكون كاتبا حرا فتصبح على كف عفريت كون راتبك يرتبط بإنتاجك وجودة عملك (وبالتالي تفكر بادخار قرشك الأبيض ليومك الأسود)!!
وحين تكون موظفا حكوميا يختفي كسلك وضعف إنتاجك بين جيش من الموظفين الآخرين (فتصبح غير مرئي لا يمكن محاسبتك أو تقييم عملك)؛ أما حين تكون كاتبا حرا فتصبح "تحت المجهر" وقد تحاسب لمجرد كلمة شاردة أو رأي مخالف بل وقد توقف عن العمل لمجرد قراءة خاطئة بين السطور!
وحين تكون موظفا حكوميا لا تحمل هماً لتقارير الكفاءة الوظيفية (هذا إن وجدت أصلا) في حين أن المقال الذي تكتبه أو التقرير الذي تحرره يعد بمثابة تقرير يومي يراجعه خلفك آلاف القراء في الصباح التالي (وهكذا قد تستيقظ صباحا وتفاجأ ب260 ألف رأي غاضب هم عدد قراء الصحيفة)!!
وفي حين لا يحمل الموظف الحكومي همّ المراجع اليومي والمواطن العادي (ويستطيع مماطلته وتعقيده بلا رقيب أو حسيب) يحمل الكاتب الحر همّ القارئ اليومي والمشتري الطوعي ويرصد رأيه في "الخدمة" من خلال الردود والتعليقات التي تنهال على الموقع الإلكتروني !
وحين تكون موظفا حكوميا تعاملك الدولة كالطفل المدلل فتوفر لك الدفاتر والأقلام والدبابيس والشاي والقهوة وبطبيعة الحال المكتب والكمبيوتر والمكيف في حين يتحتم على الكاتب الحر توفير أدواته بنفسه ولا يجرؤ على طلب شيء من صحيفته (ولا حتى بلاك بيري ضرورة التواصل مع العمل)!!
· وباستثناء قلة من الكتاب (المدعومين) يتحتم على الكاتب الحر الابداع بشكل متواصل وتحسين إنتاجه بشكل دائم كون ذلك السبيل الوحيد للاحتفاظ بوظيفته واستقطاب القراء لبضاعته ، في حين يكفي عدم التغيب لخمسة عشر يوما متواصلة لضمان البقاء في الوظيفة الحكومية!
وتتفاقم مظاهر القلق أعلاه حين تتخذ قرارا بترك الوظيفة الحكومية والاكتفاء بصحيفة يومية تعاني هي نفسها من مظاهر العجلة والضغوط التي يعانيها الكاتب الحر (من ارتباط الدخل بمستوى الإنتاج، ودقة العمل بسرعة الإنجاز، ومحاولة إرضاء كافة القراء رغم تعدد الآراء وتصارع الأفكار)!!
... وفي الحقيقة ، لو عاش موظفونا حالة القلق التي يعيشها الكاتب الحر (وشعوره الدائم بأنه على كف عفريت) لتفوقوا على أي موظف ألماني أو عامل صيني أو مهندس ياباني نضرب به الأمثال...
ولو عاشت مؤسساتنا الحكومية بنفس حالة القلق التي تعيشها صحفنا اليومية لتحسنت خدماتها (مع انخفاض مصاريفها) وارتفعت نوعية إنتاجها (مع انخفاض البطالة المقنعة فيها) ولتمكنت من تموين نفسها بنفسها بل وتحقيق أرباح بملايين الريالات كالمؤسسات الصحفية الناجحة...

وقسم صاادق اجل صندوق الطالب