********
السَلاَمُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه
********
أُمَمٌ خَلَت ، صَنَعَت وأَنتَجَت ، أَبدَعَت وأَبهَرَت ، نَوَّعَت وعَدَّدَت أَهرَامَاتٌ وأَصنَام ، فُنُونٌ ونُقُوش ، زَخَاِرفٌ دَقِيقَة ، وهَنّدَسَةٌ عَجِيبَة فِي زَمَانِنَا مَبَانِيٍ فَرِيدَةٍ شَاهِقَة ، تُعَانِقُ أَطرَافَ الَّسحَاب مُعِدَاتٌ ومُرَّكَبَات ، تِكنُولوجِيَاً تَخدِمُك ، وتَنقُلُكَ بِأزرَارٍ وضَغَّطَات أَعطُونِي مَِّما جَادَت بِهِ عُقُولكُم ، وتَكَفلَت بِإتَقانِهِ كُفُوفَكٌم
مَسَاحةٌ فَارِغَة سَأَترُكُهَا لَكُم لِتَملَُؤهَا بِمَا صَنَعَهُ بَنِي البَشَر عَلَى مَرِّ الدَهَر ماذا بعد ، هل من مزيد ؟؟
نغرق في عالم خاص نحن من صنعه ، عالم يعيش ما عاش خدّامه ..
شرابه الطاقة ، وزاده المادة ، وسبيله في الغالب ؛ سلك من نحاس ، أو جسر من حديد ..
عالم جامد ، هامد ، ليس له روح ولا طعم ولا رائحة
تتعجب من رؤية تفاصيله لأول مرة ، وتسعد وتنتشي
ومن ثم تدرك ، أنها مجرد صورة وانطبعت ، لاجديد يبهج الخاطر
تلك هي حضارة الإنسان ،،
عند الصانع الخّيِر الحريص ، تفيد مع قليل من الضرر
وعند الصانع الشرير ، مضرة لحياة البشر
الكهرباء ، والإنترنت ، الفوائد منها كثيرة ، لكنها لاتخلو من السوء
القنبلة ، والخمر ، المساوئ منها كثيرة ، لكنها لاتخلو من الفائدة
هكذا دائماً إنجاز البشر ، فهو في أفضل حالاته يكون دون الكمال ، أما في أسوء حالاته ، فهو الوبال الوبال ..
حضارة الخالق جل في علاه ، لاتختلف من حيث التصنيف ، فهي تامة كاملة ، لايشوبها النقص ، بل إنها تتعدى الكمال ، لتصل لوصفٍ لم يكتبه الدؤلي ، ولم يروى عن سيبويه ..
كلنا شد الرحال يوماً ، وأنفق ماجمع ، هارباً من حضارةٍ صنعها بيده ، ناشداً لأرضٍ لم يلوثها إنسان قذر ، وياحبذا إن لم يطأها إنسان من أصل ..
نبحث عن ما نفتقده في بيئاتنا ..
سهولٌ خضراء واسعة ، وثمارُ متدلية يانعة ، وجداول وأنهار ..
جبال ٌ عظيمة راسية ، ووديانٌ سحيقة مهيبة ، وكواسر وأحجار ..
بلابل تغرد فرحاً ، وأغصان ترقص طرباً ، ونسمة هواء ، وآآآآآآهٍ من نسمة الهواء
خشف صغير يخرج للدنيا ، تعلمه أمه كيف ينهض ، كيف يأكل ، كيف يشرب
هناك على جال النهر ، مهرة رمادية ، تروي ضمأها ، لتكمل باقي نهارها في اللعب
شروق وغروب ، رعود وبروق ، سماء ، نجوم ، قمر ، وشمس ، كلها تحكي قصة الكمال في خلق الواحد المنان ، فقط تأمل وسترى أنك تحب الله أكثر ..
أطلق لعقلك العنان ، وتفكر فيما يجري من حولك ، فموسم الشتاء يستأذن الدخول ، ولن يعقب الشتاء سوى الربيع ، وعند ذلك الوقت فقط ، سأرمي حضارة الخلق من خلفي ، وأنعم بحياة بسيطة ماتعة مع حضارة الخالق سبحانه .. . . . . . . كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال أخوكم / أبو سواج كونوا بخير . . . . . .