مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 13/11/2009, 03:47 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أبو سواج
أبو سواج أبو سواج غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 25/11/2007
المكان: المجمعة
مشاركات: 697
خاطرة // بين حضارة الخلق وحضارة الخالق !!

********

السَلاَمُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه

********



أُمَمٌ خَلَت ، صَنَعَت وأَنتَجَت ، أَبدَعَت وأَبهَرَت ، نَوَّعَت وعَدَّدَت
أَهرَامَاتٌ وأَصنَام ، فُنُونٌ ونُقُوش ، زَخَاِرفٌ دَقِيقَة ، وهَنّدَسَةٌ عَجِيبَة
فِي زَمَانِنَا مَبَانِيٍ فَرِيدَةٍ شَاهِقَة ، تُعَانِقُ أَطرَافَ الَّسحَاب
مُعِدَاتٌ ومُرَّكَبَات ، تِكنُولوجِيَاً تَخدِمُك ، وتَنقُلُكَ بِأزرَارٍ وضَغَّطَات

أَعطُونِي مَِّما جَادَت بِهِ عُقُولكُم ، وتَكَفلَت بِإتَقانِهِ كُفُوفَكٌم
مَسَاحةٌ فَارِغَة سَأَترُكُهَا لَكُم لِتَملَُؤهَا بِمَا صَنَعَهُ بَنِي البَشَر عَلَى مَرِّ الدَهَر






ماذا بعد ، هل من مزيد ؟؟



نغرق في عالم خاص نحن من صنعه ، عالم يعيش ما عاش خدّامه ..
شرابه الطاقة ، وزاده المادة ، وسبيله في الغالب ؛ سلك من نحاس ، أو جسر من حديد ..



عالم جامد ، هامد ، ليس له روح ولا طعم ولا رائحة
تتعجب من رؤية تفاصيله لأول مرة ، وتسعد وتنتشي
ومن ثم تدرك ، أنها مجرد صورة وانطبعت ، لاجديد يبهج الخاطر

تلك هي حضارة الإنسان ،،



عند الصانع الخّيِر الحريص ، تفيد مع قليل من الضرر
وعند الصانع الشرير ، مضرة لحياة البشر




الكهرباء ، والإنترنت ، الفوائد منها كثيرة ، لكنها لاتخلو من السوء
القنبلة ، والخمر ، المساوئ منها كثيرة ، لكنها لاتخلو من الفائدة

هكذا دائماً إنجاز البشر ، فهو في أفضل حالاته يكون دون الكمال ، أما في أسوء حالاته ، فهو الوبال الوبال ..



حضارة الخالق جل في علاه ، لاتختلف من حيث التصنيف ، فهي تامة كاملة ، لايشوبها النقص ، بل إنها تتعدى الكمال ، لتصل لوصفٍ لم يكتبه الدؤلي ، ولم يروى عن سيبويه ..
كلنا شد الرحال يوماً ، وأنفق ماجمع ، هارباً من حضارةٍ صنعها بيده ، ناشداً لأرضٍ لم يلوثها إنسان قذر ، وياحبذا إن لم يطأها إنسان من أصل ..



نبحث عن ما نفتقده في بيئاتنا ..

سهولٌ خضراء واسعة ، وثمارُ متدلية يانعة ، وجداول وأنهار ..
جبال ٌ عظيمة راسية ، ووديانٌ سحيقة مهيبة ، وكواسر وأحجار ..
بلابل تغرد فرحاً ، وأغصان ترقص طرباً ، ونسمة هواء ، وآآآآآآهٍ من نسمة الهواء
خشف صغير يخرج للدنيا ، تعلمه أمه كيف ينهض ، كيف يأكل ، كيف يشرب
هناك على جال النهر ، مهرة رمادية ، تروي ضمأها ، لتكمل باقي نهارها في اللعب

شروق وغروب ، رعود وبروق ، سماء ، نجوم ، قمر ، وشمس ، كلها تحكي قصة الكمال في خلق الواحد المنان ، فقط تأمل وسترى أنك تحب الله أكثر ..



أطلق لعقلك العنان ، وتفكر فيما يجري من حولك ، فموسم الشتاء يستأذن الدخول ، ولن يعقب الشتاء سوى الربيع ، وعند ذلك الوقت فقط ، سأرمي حضارة الخلق من خلفي ، وأنعم بحياة بسيطة ماتعة مع حضارة الخالق سبحانه ..
.
.
.
.
.
.
كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير
.
.
.
.
.
.




اضافة رد مع اقتباس