مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #8  
قديم 24/10/2009, 11:31 AM
صمت الخفوق صمت الخفوق غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/08/2007
المكان: جنة الدنيا > دار زايد <
مشاركات: 240
"الرياض" تتناول ظاهرة امتلاك الأسلحة بدون ترخيص والمتاجرة بها في الخفاء ( 3- 3)

شبان خلف القضبان ينتظرون «القصاص»!



لحظة طيش دفعتني للاستهتار في حمل السلاح (عدسة-حاتم عمر)
تحقيق-مناحي الشيباني
خلصنا بالأمس في الجزء الثاني من تحقيقات «الرياض» عن تجارة السلاح إلى أن هناك عوامل متعددة أدت دوراً كبيراً في دفع الإنسان للتسلح في كثير من المجتمعات، وأن تلك العوامل تختلف من مجتمع لآخر حسب ثقافته وظروفه الاقتصادية والسياسية..ونتحدث اليوم في الجزء الأخير مع شباب خلف القضبان ينتظرون لحظة «القصاص» أو العفو وتسليم الدية لذوي المقتول، نتيجة تساهلهم في حمل الأسلحة، واستخدامها في جرائم وحوادث أدت إلى القتل.




مواطن يقتل جاره ..وآخر يقتل رئيسه في العمل..وثالث يموت في الشارع بلا ذنب..!
السلاح والغضب والقتل!
كان يجلس في أحد أروقة السجن، تبدو عليه آثار التقوى والصلاح، يمسك بيده مصحفاً وفي لحظات أخرى يرفع يديه للسماء داعيا أن يفرج الله همه، اقتربت منه وسألته عن حكايته، فقال: قتلت أعز جيراني، كانت لحظة غضب لم أمتلك فيها أعصابي وحضر فيها "الشيطان"، فسألته: وكيف فقدت أعصابك وفرطت في أعز جيرانك؟، وأجاب: كان جاري عزيزاً على قلبي، أقابله كل يوم عند خروجي للعمل ويشاهدني عند عودته ونتبادل السلام والزيارة، لكن كان أطفاله أشقياء يضايقون أطفالي دوماً بالضرب والشتم، أخذت أتوسل لجاري بأن يؤدب أطفاله ويمنعهم عن أطفالي وكان دائماً يعدني بذلك، ولكن في ذلك اليوم عدت إلى المنزل فوجدت أحد أطفالي قد شج رأسه وقد غمرت الدماء ملابسه، وقال لي"جاء ابن جارنا ومعه أخوه الأكبر وقام بضربي"، مضيفاً وهو يعتصر ألما: بعد أن شاهدت ابني في هذه الحالة لم أتمالك نفسي وتوجهت لسيارتي وكنت قبل فترة قد اشتريت سكيناً من أحد الأماكن التي تبيع السلاح الأبيض في الحي الذي أسكنه، وتوجهت لجاري وعندما أخبرته بالقصة قال لي "إذا ما هو عاجبك أسكن في حي ثان"، فلم أتمالك نفسي وقمت بطعنه عدة طعنات تسببت في وفاته.
وأضاف: ومن ذلك اليوم وأنا أتجرع مرارة الألم وأدعو الله أن يعفو عني ويغفر لجاري، وفي السجن حفظت أجزاء من القرآن الكريم وتعلمت عدة مهن، ولا زلت أنتظر الحكم حيث ينتظر بعض الأطفال القصر للمتوفى يرحمه الله، وناشد الجاني الجميع بالتروي وعدم حمل السلاح والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتسامح مع الآخرين لأن حمل السلاح نهاية السجن والموت.



أحد السجناء يتحدث للزميل مناحي الشيباني


وفي الجناح نفسه رجل آخر(38عاما) لا تختلف قصته كثيرا عن حكاية قاتل جاره، فالقضية هنا لا تختلف سوى في المكان ونوعية السلاح، حيث قال الجاني: قمت بقتل رئيسي في العمل، وكان يضايقني دائما ً ويضع لي العراقيل في كل شيء أعمله، ويقوم بتوبيخي أمام زملائي الآخرين، وحدثت بيني وبينه الكثير من المشادات الكلامية، ودائماً ما يقوم زملاؤنا في العمل بالفض بيننا، لكن في ذلك اليوم زادت حدة الشجار، فما كان مني إلا أن قمت بإخراج مسدس كان بحوزتي وأطلقت النار عليه فمات على الفور، مضيفا: أعاني اليوم أشد الألم، حيث انقطعت عن أطفالي وعن أسرتي وأقاربي، وأعيش هنا خلف القضبان أسوأ أيام عمري، وقضيت سنوات طويلة أنتظر فيها تنفيذ الحكم، وأسأل الله لي التوبة، كما أرجو من الجميع الحذر وعدم التسرع في الأمور وكتم الغضب لأن العاقبة وخيمة في مثل هذه الأمور.
وتحدث لنا سجين ثالث داخل أروقة السجن عن حكايته، حيث قال: قمت بقتل أحد أقاربي بسبب مشكلة أسرية، فقد حدثت بيننا مشادة كلامية، قام بضربي وقمت بضربه، وبعد أن تم تفريقنا ذهبت واشتريت مسدساً من أحد باعة السلاح، وبعد يومين التقيته مرة أخرى في أحد الشوارع فقتلته وألقي القبض علي، وأنا اليوم أقضي عقوبة السجن وأنتظر حكم القاضي، مؤكدا أن انتشار السلاح غير المشروع والمخدرات والمشكلات الأسرية هي السبب الرئيسي وراء جرائم القتل اليوم.

مضاربة ثم قتل!
اقتربت من سجين في أحد العنابر يبدو في العقد الثاني من العمر، كانت تبدو عليه علامات الحزن واضحة، سألته عن حكايته فقال: قتلت واحداً من أبناء حارتنا، كنت في الحي مع مجموعة من أصدقائي وحدثت لنا مشكلة مع مجموعة أخرى




من الشباب وتشابكنا بالأيدي وتم تفريقنا، فذهبت للمنزل وأخذت مسدسا كنت قد اشتريته قبل فترة من أحد الأصدقاء، وركبت السيارة مع أحد أصدقائي وأخذنا "ندور" في الحي للبحث عن خصومنا، فوجدناهم وعندها أطلقوا النار علينا ثم لاذوا بالفرار، فقمنا باللحاق بهم حتى اشتبكنا، فأخرجت المسدس وأطلقت النار على احدهم، وكان هذا يسكن في نهاية الشارع الذي أسكن فيه، وتوفي رحمه الله وقبض علي واعترفت بإطلاق النار، وأنا الآن أنتظر الحكم علي.
وأكد الجاني على أن توفر السلاح خطر كبير يواجه الشباب اليوم، خاصة أن الحصول عليه أصبح سهلاً!.
كما يعض أصابع الندم أحد الشبان في العقد الثاني من العمر، وعندما سألناه عن حكاية سجنه قال: زملائي في الجامعات وأنا أقضي عقوبة استخدام السلاح خلف أروقة السجن منذ سنوات، حيث تشاجرت مع أحد زملائي في المدرسة



قاتل جاره يدعو له ولجاره بالمغفرة


الثانوية وبعد خروجي اشتريت مسدساً من أحد الأشخاص في الحي فقتلت به خصمي، لكن ألقي القبض على وحكم على بالسجن خمس سنوات، لكن لطف الله على هذه المرة وتنازل ورثه القتيل رحمه الله، والحمد الله هذه المرة نجوت بفضل الله، لكن قد لا يتنازل آخرون عن دم أقاربهم، فأسل الله له الرحمة وأسأل الله لي العفو، وأنا نادم على حمل السلاح أشد الندم، فزملائي دخلوا الجامعات والكليات العسكرية وأنا أقضي عقوبة السجن بسبب جهلي وحملي للسلاح وارتكاب جريمة في حق نفس بريئة.



كما تسبب حمل السلاح في إعاقة أحد الضحايا والحكم على الجاني بعشر سنوات في السجن، حيث قال الجاني: كانت مع مجموعة من زملائي قد اشتبكت مع مجموعة أخرى، وكان هناك استخدام للأسلحة البيضاء والمسدسات، وأصابت أحد الأشخاص مما تسبب بإعاقته، وبعد القبض علي واعترافي تم الحكم علي بعشر سنوات أقضيها داخل السجن بسبب التهاون في حمل السلاح.

السلاح وجرائم السرقة
المخدرات ووفرة السلاح والبطالة "ثالوث" الجريمة، هذا ما يؤكده أحد الجناة(23سنه) المحكوم عليهم بالسجن لمدة سنتين والجلد مع ثلاثة من شركائه، وقال: حكم علي بالسجن لمدة سنتين بسبب 150 ريالا كانت حصتي من سرقة 500 ريال من سائق أجرة، أنا وثلاثة آخرون من زملائي كنا نتعاطى المخدرات حيث كنا عاطلين عن العمل، وفي لحظة كنا بحاجة للمخدر ولا يوجد معنا المال لشرائه، فاستوقفنا قائد أجرة وقمنا بسرقته تحت تهديد السلاح، وبعد ساعة فقط ألقي القبض علينا داخل الحي والمبلغ معنا وحكم علي بالسجن سنتين.





البطالة والفراغ دفعاني لحمل السلاح




كما دفع الفراغ والبطالة بشاب(21عاما) وثلاثة من أصدقائه للتجمع اليومي في الحي الذي يسكنونه حيث يسهرون ويكثرون "الدوران" وبحوزتهم السلاح الأبيض، حتى دفعتهم فكرة سلب العمالة وبعض المواطنين تحت تهديد السلاح، واستمر الأمر حتى قبض عليهم جميعاً وحكم عليهم بالسجن ثماني سنوات.
والحكاية نفسها تتكرر مع العاطلين ومتعاطي المخدرات من المراهقين، حيث يقضي أحدهم عقوبة السجن لمدة خمس سنوات بسبب قضايا سرقة تحت تهديد السلاح، وقال شاب (22سنة): أقضي عقوبة السجن بسبب مشاركتي مع عدد من أصدقاء السوء في تكوين عصابة لسرقة العمالة وأخذ جوالتهم بالقوة تحت تهديد السلاح، وألقي القبض علي أنا وأصدقائي، ونحن نقضي عقوبة السجن اليوم.

قتل الخطأ
رجل بريء يسقط ضحية للسلاح لا لشيء سوى أنه كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، حيث كان يمشي بالقرب من مكان المشكلة، وقال الجاني: كنت أطلب من أحد الأشخاص مبلغاً مالياً، وبعد أن طرقت عليه الباب وخرج أخذت أشد معه في الكلام، فأخرجت مسدساً كان في سيارتي وأطلقت عليه النار، لكن الرصاصة أصابت شخصاً آخر كان قريباً من الموقع فقتلته على الفور، وألقي



السجن نهاية حتمية لحمل السلاح غير المشروع


القبض علي، لكن بفضل الله تنازل الطرف الثاني وبقي الحق العام، مؤكدا على أن أكثر قضايا القتل سببها حمل السلاح، مطالباً بتشديد العقوبات والرقابة للحد من مخاطر حمله خاصة بين المراهقين.

::


منقول من جريدة الرياض
لكم ودي