مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 12/10/2009, 12:56 AM
موتي ولامعصية ربي موتي ولامعصية ربي غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/07/2008
مشاركات: 471
الصبر على البلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقيمت محاضره اليوم بعد صلاة العشاء في احدى

مساجد المدينه المنورهوكان مضمون المحاضره

( الصبر على البلاء )

انا بحث في قوقل عن ما يشابه تلك المحاضره

,,,
.
طبيعة الحياة الدنيا
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض

مزيجًا من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ،

فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم ، أو صحة لا

يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها

تعب ، أو اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة

الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :

{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه

فجعلناه سميعا بصيرا }(الإنسان 2) .

ضرورة الصبر

ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ،

الصبر على الشدائد والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد

من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته حبس النفس عن

الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود

ونحوها ، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر

في القرآن في نحو تسعين موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما

ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .

أنواع الصبر

والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ،

وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على

الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه الأحاديث القدسية في

النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله

المؤلمة .

عند الصدمة الأولى


والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره

وآثاره في نفس العبد - كما جاء مصرحاً به في الأحاديث - هو

ما كان في أول وقوع البلاء ، بأن يفوض المؤمن أمره ويسلمه

إلى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، ويستسلم لأمره وقضائه ،

فإن للمصيبة روعة تهز القلب ، وتذهب باللُّب ، فإذا صبر العبد

عند الصدمة الأولى انكسرت حِدَّتها ، وضعفت قوتها ، وهان

عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره ، وقد مر النبي - صلى

الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتقي الله

واصبري ، قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم

تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأتت

باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ،

فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى )

رواه البخاري ، قال بعض الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم

من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .

وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم

يجد خياراً غيره ، فإنه يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر

وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ، فلا فائدة من

الصبر حينئذ .

صبر واحتساب
ولو تأملنا في الأحاديث السابقة لوجدنا التركيز على قضية

مهمة وهي قضية الاحتساب في الصبر ، وذلك لأن يقين الإنسان

بحسن الجزاء ، وعظم الأجر عند الله ، يخفف مرارة المصيبة

على النفس ، ويهون وقعها على القلب ، وكلما قوي اليقين

ضعف الإحساس بألم المصيبة ، حتى تتحول لدى النفس من

المكاره إلى المحابِّ ، وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله :

" ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنه لم يكن في

ديني ، وأنه لم يكن أكبر منه ، وأني لم أحرم الرضا به ، وأني

أرجو الثواب عليه " ، فجعل انتظار الثواب على البلاء من

أسباب تخفيفه ، ونقله من دائرة المصائب التي توجب الصبر

إلى دائرة النعم التي تستحق الشكر ، وكان نبينا - صلى الله

عليه وسلم - يسأل الله اليقين الذي تهون معه المصائب ، فقلما

كان يقوم من مجلس إلا ويدعو بهؤلاء الدعوات : ( اللهم اقسم

لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك

ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب

الدنيا ) رواه الترمذي .

وإذا كانت مقادير الله نافذة على العبد رضي أم سخط ، صبر أم

جزع ، فإن العاقل ينبغي أن يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله

حتى لا يحرم الأجر والمثوبة ، وإلا جرى عليه المقدور وهو

كاره ، قال علي رضي الله عنه : " إنك إن صبرت إيماناً

واحتساباً ، وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً في ابن له

مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن صبرت نفذت فيك المقادير

، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " .
وقد بينت هذه الأحاديث عظيم الجزاء للصابرين المحتسبين ،

وأن الصبر من أعظم أسباب الفوز بجنة الله ورضوانه

منقول
اضافة رد مع اقتباس