لمن لا يعرف قصة اغتيال بنان علي الطنطاوي
بنان هي زوجة الداعية و الناشط الإسلامي
عصام عطار والمطلوب من قبل حكومة حافظ الأسد في ذلك
الوقت فرت هي وزوجها هربا من البطش في سوريا إلى ألمانيا وبعد
17 عشر عاماً من التشرد والغربة
تم اغتيال بنان في مدينة
آخن الألمانية بعد أن غادر زوجها المنزل حين بلغه أن المجرمين يتربصون
به فخرج إلى مكان مجهول تاركاً زوجته وأبنائه في المنزل ظناً منه أن لا خطر عليهما وعلى حين غرة
اقتحم المجرمون شقة جارتها وأجبروها على أن تحدثها في الهاتف أنها قادمة لزيارتها حينها اطمأنت
بنان ففتحت لها الباب لكنهم باغتوها
بخمس رصاصات : اثنتان في الرأس ؛ واثنتان في الصدر ؛
وواحدة تحت الإبط
.
من أحزان الشيخ
لم أعد أجد في الحياة ما يغريني بها ؛ و يرغبني فيها .. وماذا في الحياة كل لذة فيها مغشاة بألم ؛
فيها الربيع الجميل ؛ و لكن فيه
بذور الصيف المحرق ؛ و الشتاء القاسي ؛ و فيها الحب ؛ ولكن
لذة الوصال مشوبة
بمخافة الهجر . و فيها الصحة و الشباب ؛ و لكنهما يحملان الهرم و المرض.
فيها الغنى ؛ و لكني ما عرفته و ما أحسبني سأعرفه أبداً . لقد كرهت الحياة
؛ و زادها كراهة لي
هؤلاء الناس ؛ فلم يفهمني أحد و لم أفهم أحدا. إن حزنت فأعرضت عنهم مشتغلا بأحزاني قالوا
متكبر ؛ و إن غضبت للحق فنازعت فيه قالوا
شرس ؛ و إن وصفت الحب الذي أشعر به كما
يشعرون قالوا
فاسق ؛ و إن قلت كلمة الدين قالوا
جامد ؛ و إن نطقت بمنطق العقل قالوا
زنديق ؛
فما العمل
؟
إليك يا رب المشتكى .
6-الظــاهـرة . رئيس تحرير مجلة أقلام زرقاء
من منا لا يذكـر ذلك الشيخ الشامي وبرنامجـه (
على مائدة الإفطار) وهو ينظـر إلى ساعتـه بيـن وقـت
وآخر خشيـت أن يطيـل و مشاهديـه يرجـون أن تتوقـف تلك الساعة ليستمر الشيخ الأديب في نثر ما
وهبه الله من علم بأسلوبه الشائـق ولغته الراقية ..!! كنت أراه
شيخا حين يبحر في الشريعة وعلومها
وأديبا حين يداعب مستمعيه بأجمل اللآلئ التي سكنت بحرًا لم يُعرف له ساحل ..
والمربي حين يرمي
سنارته يصلح ما تصدع من قيم وعادات مجتمعنا الإسلامي .. بل كنت أراه
خطيبًا مفوهـًا لا تغيب عنه
حجه ولا تفحمه لجة .. كان
القاضي و
الصحفي و
المذيع بل هو نهر عذب يسقي كل أرض يطؤها حتى
ترتوي جذورها ..!! لازلت أذكر (
على مائدة الإفطار ) وحديثه السهل الممتنع الذي لا تكلف فيه ولكنه
عسير لا يمتطيه إلا من أوتي حظـًا من العلم .. فتجد المتلقي يضحك ملء فيه وتارة تجده حزينـًا يساير
الشيخ في مشاعـره .. مائدة غنية بالأمثال والحكم والتجارب والقصـص أجبرت كل طبقات المجتمع أن
تكون على ضيافة مائدته فبساطة الطبع و سماحة الخلق وعلو المقصد منحت الشيخ قبولا أجبر المتلقي
أن يتسمر حتى ينهي ما بدأ .! رحمه الله
فلقـد غربت شمس عالم جليل ومربي فاضل وقاضي منصف
ومذيع ماهـر وأديـب لم يبخـل بثروته التي عكـف رجليـه يجمعهـا دهرًا حتـى غزا مفرقـه الشيب ..
ثروة استمتع بها كل من سمع صوته أو مر على حرفه .. ومثله يفقد وعلى مثله يحزن ..
فرحمك الله يا شيخنا الجليل وجعل الفردوس الأعلى مثواك ..!!