من طرائف الشيخ
يقول رحمه الله عن رحلته إلى صوفر لاستقبال الأمير
شكيب أرسلان : لما دخلنا الفندق كان معي
الأثري والبيطار وهما
يلبسان عمامتان عاليتان والشيخ ياسين الرواف وهو سيد من سادة نجد ويلبس
عقال نجدي وأنا وعز الدين التنوخي
نلبس الطربوش فلما دخلنا سلم علينا شباب فقلنا وعليكم
السلام يا إخواننا .. فما كان منهم إلا أن ضحكوا وضحك الحاضرون فقلت لأحدهم :
لماذا تضحك ؟
هل تجد في هيئتي ما يضحك ؟ فازداد الخبيث ضحكاً . فهممت به , فوثب الحاضرون فقالوا :
ياللعجب ,
أتضرب فتاة ؟ وإذا الذين حسبناهم شباناً فتيات
بسراويل و بدلات فسرنا ونحن مستحيون نحاول أن لا
نعيدها كرة أخرى . ولما خرجت في الليل لمحت في طريقي
واحدة من هؤلاء النسوة فحيتنا , فقلت
لها مساء الخير مدموزيل قالت
مدموزيل إيه ياوقح ؟
فقلت في نفسي إنها متزوجة وقد ساءها أني
دعوتها بالمدموزيل (
الأنسة ) وأسرعت فتداركت الخطأ وقلت بردون مدام . قالت
مدام في عينك يا
قليل الأدب بأي حق تمزح معي ؟ أنا فلان المحامي , فقلت عفواً بردون . ووليت هارباً وذهبت إلى صاحب
الفندق فرجوته أن يعمل لنا طريقة
للتفريق بين الرجل والمرأة في بيروت .
5- عتيبية هلالية . عضوة مميز بالمجلس العام
عندما هممت بالكتابة عن العلامةِ الكبير،
الفقيه النجيب، و
الأديب الأريب "
علي الطنطاوي"
خجلت الكلمات التي ستوفي برجلٍ مثل هذا .. !! إن اللوحة التي رسمت إنسان صانع لإثر كبير
في أمة إنها عظيمة التشكيل ومبهرة بالوصف ,عندما تكون كلماته كالوصفة السحرية تدفعك بالأمل
وتمدك بالمعرفة .وكأن أمامك جبلاً شامخاً بالعلمِ والمعرفة, .كلماته كالنور التي تجعل سادة الكلمة
لحديثه نبراس للمؤمنين الاخيار ,.ماقرأت عن أديب الفقهاء وفقيه الأدباء ..رحلة طويلة تزخ بالدروس ..
ابتدأ تنفس العلم من ابوابِ جامع التوبة.. كرست في شيخنا الاديب القوة الفكرية التي جعلت من
الطنطاوي رجل ذوهمة وصاحب عزيمة حتى جعلته رجلٍ نافح عن الدعوة وتذود عن حياض الدين ..
فظهرله صديق الطفولة أنور العطار ..حينها اجتمع الاثنان على هدف واحد .. إنه هم الإسلام ؛هكذا
كانت الصحبة اجتمعا على الخير وسارا طريقهما ..كما يكون الاخيار ..الطنطاوي اخذ لحياته مسار اخر..
عند إنتقاله للعراق وكثرة الأسفار ..فأخذ موهبة الادباء ..حديث منمق .. الاسلوب السهل الممتنع
الذي يجعل من حديثه ملامسة للواقع , الهدف الواضح من نسجه للحروف. ..جعل لكل قارئ من
احرفه عشق الادب كمايقول الادباء" الأديب ليس فقط من يكتب الأدب ..ولكن الأديب من يعلمك كيف
تعشق الأدب " هكذا هو شيخنا وأديبنا ,اخذ نهج الكبارمن الادباء .قصيدة العشماوي في رثاء أديبنا .
كانت خير الكلام يقولِ فيها :
يا مازج العلم بالآداب كم هرعت
** إليك أحرفنا الخضراء تؤويها
ها نحن نغرس أشجار الشموخ
** على شطآننا وبماء الحب نسقيها
إنا لنحرس آثار الذين بنو
** بالحزم و الخلق الأسمى نقويها
إليك منا زهوراً من محبتنا
** و دعوة في ظلام الليل نزجيها
لم يكن شيخنا الفاضل
"عابر " بل كان يؤدي المهمة الاصعب في الحياة وهي "ترك لإثر " , ياتي من
يعيق دربنا ويحاول تغييرمسارنا ويدفعنا للحياة هكذا هو .. يجعلنا نبحث عن الامل,الفرح والسعادة
والتغيير للافضل ؛ و لانه ليس كأي تغيير بل يحمل سلاحاً ليشق الطريق لإثره .يقول شيخنا " ((
قلم
إن أردته هدية نبت من شقه الزهر، وقطر منه العطر وإن أردته رزية حطمت بهالصخر، وأحرقت به الحجر،
قلم كان عذبا عند قوم، وعذاباً لقوم آخرين))..
ولانه ليس كأي شخص ..بل هو "
علي الطنطاوي " ياسادة ,فهل سيكفي حديثنا عنه ؟!