مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 05/05/2001, 12:36 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ تيماوي
تيماوي تيماوي غير متواجد حالياً
مشرف سابق بمنتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 11/02/2001
مشاركات: 6,535








رسالة إلى رئيس أعضاء شرف النادي وللهلاليين المخلصين:
دعوا الانفعال جانباً فذلك الخسران المبين
* *كتب- سعد العابد:
يبدو أن الهلال الذي يقبع في شاهق القمة الكروية السعودية آخذ على نحو تدريجي في الانزلاق منها نحو ال تحت أي نحو الأرض حيث تمكث هناك معظم الفرق الرياضية الثانوية.
ومصدر هذا التخمين مبني على عديد من المرئيات والمشاهدات التي توحي بذلك، ومن أبرز تلك الدلالات الاجتهادات المبنية على انفعالات وقتية اثر نتيجة طارئة أو خسارة لم تكن في الحسبان.
تخيل نفسك واقفاً مع أحد الاصدقاء فوق قمة جبل شاهق وهذه القمة علاوة على ارتفاعها فإنها ضيقة ثم تخيل نفسك وقد اختلفت في الرأي مع صديقك على أسلوب معين للتحرك في هذه القمة الضيقة ثم تخيل أنك وقد اختلفت معه في الرأي انفعلت ثم زاد الانفعال وصولا إلى درجة الغضب والصراخ ثم التشابك بالأيدي ولا تنس في خضم ذلك ان القمة صغيرة المساحة محدودة الأطر للتحرك فما الذي سيحدث بعد هذه المشادة بالأيدي والأطراف.
لا شك ان هذا التدافع سيؤدي إلى انزلاقك من القمة الى الهاوية المريعة ولو حدث هذا فإنك ستتمسك بيد أو طرف ثوب صديقك منعا للانزلاق لكنك مع حمأة الانفعال المشترك ستجر صديقك بكل ما تملك من قوة خوفاً من السقوط وفي النتيجة فإنكما جميعا ستنحدران الى الهاوية.
... إلى ال تحت... إلى الأرض.. وستكتشفان وأنتما «تحت» حجم الخسارة التي قادكم اليها حجم التهور والانفعال ولا شك عندي انكما ستنسيان سبب المشكلة وستعقدان العزم مجدداً على الصعود والذي سيكون عسيراً.. وطويلاً وبطيئاً لأن من اعتلى القمة بدل منكما سيركل كل المحاولات الجادة منكما كلما حاولتما الوصول إليها.. وقد تصلان بعد لأي واجتهاد وعزم لكن هذا الوصول سيستغرق زمنا وجهدا طويلا ومضنيا.
لكن عوضا عن هذا الجهد كله وهذا البلاءوهذا الانفعال وانتما مازلتما في القمة لماذا لا تجلسان وتتناقشان بهدوء وتركيز دون أي انفعال أو غضب.. لو حدث هذا فإن البقاء في القمة سيتمدد وسيطول لمواسم عدة.
***
كان لا بد من هذه المقدمة التبسيطية بدلا من ترداد الكلمة المأثورة والمبتذلة استخداما «البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها» لشرح المخاوف التي تنتابني حيال فريق الهلال لكرة القدم والذي يتربع على القمة منذ سنوات عدة بحجم بطولاته عدداً ونوعاً.. ووفرة نجومه عدداً ومهارة والذي شدني لكتابة هذا الموضوع هو ردود الأفعال التي نتجت وستتبلور في قادم الأيام نتيجة خسارة الفريق الهلالي بخروجه من المربع الذهبي وبالتالي خروجه خالي الوفاض من بطولات هذا الموسم.
وقد بدأت الملامح من خلال التخرصات والتخمينات التي تنشرها الصفحات الرياضية هذه الايام محاولة لنسبة الانفراد والسبق الصحفي للجريدة في حال وقوع اي من هذه الاحتمالا.. وإذا كانت الاجتهادات الصحفية مبررة ومعروفة أهدافها مسبقاً فإن المؤلم ان تنسب مثل هذه التخرصات لرئيس أعضاء شرف النادي ممثلاً في صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز الذي لا أشك في حجم حبه وحماسته وحرصه على هذا النادي لكنه وقع في محظور الانفعال عندما صرح لاحدى الصحف بأن المدرب فاشل وروني فاشل والكاتو فاشل ولا بد من الغاء عقودهم واجتلاب غيرهم.
حسناً.. ليس لدي اعتراض على هذا الكلام من حيث كونه رأياً ضمن مجموعة من الآراء القابلة للأخذ والرد بين مؤيد ومعارض لكنني أتخفظ على موقع الرد وتوقيته.
أما موقعه فليس الجريدة أي جريدة ولكن كان يجب ان يصدر هذا الرأي اثر اجتماع عام لأعضاء الشرف وغيرهم من المخلصين والأهم من ذلك ألا يأتي بهذه السرعة كرد فعل اثر الخروج من المربع ولكن كان يمكن له ان يكون أوقع وأبقى أثراً بعد أيام من عاصفة الخروج أقول قولي هذا لأنني من وجهة نظري المتسمة بالهدوء اختلف مع فكرة الغاء عقد «روني» لأنني أظن أنه واحد من افضل المهاجمين الأجانب وقد وضح ذلك من مشاركاته الأولى قبل ان يعزله المدرب صفوت من مركزه كهداف ورأس حربة إلى اللعب على الاطراف وهو ما أفقد بعضا من هويته خلا الثلاث المباريات الأخيرة في كأس ولي العهد والمربع.. فلماذا إذاً يتحمل روني مجازفات وتخبطات المدرب ولماذا يخسره الهلال لمجرد الانفعال وأخشى ما أخشاه لو حدث وألغي عقده ان نراه متألقا كما يوحي مستواه وحساسيته التهديفية مع أحد الأندية المتألقة مثلما نحن نتحسر حاليا ونحن نرى سيرجيو في الاتحاد والذي كان سببا في فوز الهلال بالعديد من البطولات لكن التخبطات وغياب الرأي الراشد وتفكك اللحمة الادارية والشرفية فرطت به لمجرد انتهاء عقده وعدم تكفل واحد أو ثلاثة )يتقاطون( بعقده وتجديده فشخص معروف وجهده ملموس خير من مجهول ولو أعجبكم.
وهناك قبل سيرجيو والخسارة الفادحة بالغاء عقده أحمد بهجا الذي لعب مع الهلال موسما واحداً ابدع فيه وسجل العديد من الاهداف لكن بعض سلوكياته وبعض جنونه دفع بالهلاليين الى الغاء عقده فتلقفه الاتحاد وتولى أحمد بهجة اعادته لمنصات البطولات... نعم بدأ الاتحاد يقطف البطولات اثر تألق واضح وجلي لبهجا مع فريقه خلال ثلاثة مواسم ثم تعاقد معه النصر بعد أربعة مواسم فلم يفلح.. والأمر هنا يعود لحالة التشبع التي أصابته وشعوره بشيء من الغربة وشيء من الرغبة في العودة الى منتخب بلاده وشيء من الضيم الذي صار يستشعره بعد ان صار مستهدفا من الحكام لفرط «تهوره» أحيانا.. لقد أخذ منه الاتحاد ما يريد وجلبه النصر في الوقت الضائع، وهذا شبيه بما حدث مع سيرجيو مع الأهلي حيث قضى موسما ناجحا لكنه فرّط فيه وخسره خسرانا مبينا ثم جاء للهلال كما ذكرت فأثمر ثم ها هو مع الاتحاد يواصل ابداعه وأخشى ان يجلبه الهلال بعد فوات الأوان فيصبح حاله كحال النصر مع بهجا.
أريد أن أقول إن الانفعال والمطالبة بالغاء العقود موكول بالتأني وايجاد البديل المعروف والمجرب.. أما كلمة «شيلوه» فهي أسهل من كلمة «جيبوه» خاصة ان المشيول لو حدث معروف ومجرب والمجيوب مجهول وغامض.
يجب على الهلاليين جميعا وعلى رأسهم رئيس اعضاء شرفهم الجلوس الى كلمة سواء وتحديد المبالغ المرصودة لجلب البدلاء ثم تحديد البدلاء وتجريبهم في هذه الفترة الانتقالية والميتة والخالية من أي نشاطات وارتباطات كروية والوقوف على مستوى كل بديل من خلال سيرته الكروية والمشاهدة بالفيديو ان أمكن ثم اتخاذ القرار بعد تحديد الاهداف.
بمعنى أوضح هل يمكنكم جلب يوردانيسكو مثلا كبديل لصفوت الذي اتفق معكم على وجوب الغاء عقده.
وهل لديكم بديل ولو في منطقة الوسط للكاتو الذي أرى وأتفق معكم على وجوب الغاء عقده فلقد كان التعاقد معه في نظري خطأ منذ البداية، فلم يكن هو العوض المناسب لسيرجيو حتى ولو كان هداف الأهلي في موسم مضى فهذا اللاعب يسجل هدفا بعد ان يضيع عشراً.
ثم هل لديكم بديل لفهد المصيبيح يستطيع إيجاد الانضباط لكن بمرونة اكثر أم أنكم ستعيدوننا إلى نفس الوجوه المألوفة والنمطية والمكررة والتي ضررها أكثر من نفع المصيبيح ولو قل.
مشكلة الهلال الآن ليست في روني والكاتو وتوليو ولكنها في مدرب ساطع وناجح يفكر على ان يوظف هذا الكم الهائل من النجوم المهرة لصالح الاداء العام ويعرف متى يغير تكتيك المباراة ومسارها لصالحه ويعرف متى يبدل ويحول في مهام اللاعبين ثم يعرف ما هي نواقص الفريق واحتياجاته من اللاعبين المحليين أو الاجانب لسد بعض الثغرات البيّنة والتي تخل بأداء الفريق العام.
إذا حدث هذا وهو ممكن الحدوث فإن الهلال سيعود الى المنصات مجددا وهو الذي لم يبتعد عنها فشأن عادي ان يخسر الهلال مسابقة محلية أو اثنتين أو ثلاثاً لكن ما نخشاه هو ان يخسر الثقة التي يقف عليها لمجرد نزوة عابرة او انفعال غاضب أو رأي متهور.
أيها الهلاليون: ما زال في الأمر متسع للأخذ والرد وتصحيح الأمور على ان يحدث هذا بكل هدوء وحكمة وأنتم ما زلتم جلوساً فوق القمة أقول هذا حتى لا يحدث الانزلاق.. والتدحرج.. والسقوط إلى السفح إلى ال تحت... إلى الأرض ولات حين ذلك «مصعد».