[عميد الملاعب]

بعد أن سكن الجميع مضاجعهم

هدأ المكان وأسدل الليل ستائر السكون عليه

نهضت من سريري وفتحت نافذتي الصغيرة

فرأيت البدر ينير سماء الليل والنجوم تتلألأ من حوله

سمعت صوتا يقول: انه يحبكِ...

خفت تلفت يمينا ويسارا وقلت في نفسي من قال هذا ؟

ذهبت تأكدت الجميع نائم فزاد خوفي

ارتعش جسدي وخفق قلبي

ولكن تكرر الصوت فوقفت وأنصت

تكرر الصوت بصوت أوضح: انه يحبكِ نعم يحبكِ...

فناديت: من أنت من المتكلم؟!

قالت: ألا تعرفيني! أنا هنا ارفعي راسك ستريني...




رفعت راسي رايتها جميله والقمر يزيد جمالها والنجوم

تزين أرجائها مظلمة ولكنها أجمل ما رأت عيني

قلت لها بعد أن هدأ قلبي وسكن فؤادي : وما أدراك انه يحبني ؟

قالت: لقد اخبرني وباح بسره لي وأنت ألا تملكين سرا تقوليه لي

سرا عن الحب الذي يسكن قلبك

قلت: وهل لديك الوقت لتسمعي عن شوقي.؟

قالت: أنا هنا لأخفف عنك واسمع منك

قلت: إذا اسمعي مني ولا تملي طول حديثي

لقد ملك قلبي واسهر عيني بعيد عني ولكنه اقرب من نفسي مني

نظراته تربكني وسلامه يطمأنني

عندما انظر أليه اشعر بالدفء والحنان الذي يملئ قلبه

اعلم انه يحبني ولكن قولي لي ماذا عساي أن افعل معه ؟

لقد سيطر على كل ما فيا حتى أني اشعر وكأنني هو لا فرق بيننا أحببته

ولا أتخيل نفسي مع غيره......




قالت: عجبا!!

قلت: لم العجب إن الحب يصنع المعجزات

قالت: عجبي ليس على حبك بل على كلامك يشبه كثيرا كلام حبيبك

كأنك سمعتي ما قال بل انك قلتي فعلا ما قال

فابتسمت وقلت في خجل: وماذا قال لك عني ؟

قالت: قال! ... قال الكثير والكثير قال انه في عينيك ينسى نفسه ويظل يفكر في

السحر النابع من أحلى امرأة ملكت قلبه قال انك نفسه وروحه وكل عمره....




فقاطعتها: لا تكملي فحديثه عني يخجلني

فقالت: لم الخجل انه فعلا يحبك وقد طلب مني أن أبلغك شيئا

قلت: أصدقيني قولا ماذا طلب منك ؟

قالت: طلب مني أن أبلغك بعشقه لك لعلك تملكين سرا عنه

فقلت: أسراري كلها عنه فاذهبي أليه وابلغيه سلامي وقولي له :

أني انتظره أن يأتي ويأخذني معه إلي ابعد مكان

ولن اطلب منه أن يعيدني لأني وهبت له نفسي وروحي ..

فقالت: إن وقت رحيلي قد حان




قلت: إلي أين الذهاب ؟

قالت: إن كل شيء بميعاد لقد حل الصباح اذهبي واستريحي واهنئي بنوم سعيد

فقلت لها: نعم سأستريح بعد أن علم قلبي انه يسهر الليل مثلي

ولكن لا تنسي أن تبلغيه سلامي

قالت وهى راحلة: انه ينتظرني ليكمل حديثه عنك وسأبلغه سلامك ولكن ليس كل مساء

فقلت في عجب: لما ؟!

قالت: نعم ليس كل مساء اذهبي أنت وبلغيه سلامك بنفسك انه ينتظرك ويحبك




وغابت سماء الليل وأشرقت الشمس واختفت النجوم

وحلقت العصافير تغرد بأعذب الأصوات لحن حبي

فأغلقت نافذتي وذهبت إلى سريري وأغمضت

عيني وتمنيت من أعماق أعماقي أن يحل الليل سريعا

حتى افتح نافذتي وأحدث سماء الليل عن حبي ......



تلك كانت احدى الليالي المجنونه


اتمنى ان تنال على اعجابكم


منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول